يأتي رمضان هذا العام وسط أجواء سياسية مضطربة وحالة من الخوف والترقب تسيطر علي المصريين الذين يخشون انحدار الوطن لصراع لا يحمد عقباه.. ويتمنون حدوث مصالحة وطنية شاملة تنهي الازمة الراهنة وتقطع الطريق علي المتربصين بمصرنا الحبيبة.. فهل ينجح عقلاء الوطن في استغلال المشاعر الايمانية والروحية التي تسود الشهر الكريم لنبذ العنف والجلوس علي طاولة الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية والتفكير في مستقبل الوطن.. يقول الدكتور حسن شحاتة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الاجواء الدينية والروحية تحفز علي المصالحة ونبذ الخلاف فالمشاكل السياسية والاختلاف في وجهات النظر لا تنفي الرغبة في التعايش والتعاون وإعلاه مصلحة الوطن ولكن لابد أن يصاحب المصالحة العدالة الانتقالية فلا تصالح مع مرتكبي الجرائم بل لابد من محاكمتهم لنؤسس لدولة القانون ويضيف أن انشاء وزارة العدالة الانتقالية خطوة جيدة وتحتاج لتكاتف مؤسسات الدولة والازهر الشريف معها لتحقيق المصالحة والوصول بمصر لبر الامان. ويري عمرو علي عضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية أن الاجواء الرمضانية فرصة للسماح لصوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن علي المصلحة الحزبية الضيقة موضحا ان الاحزاب المدنية تعمل منذ فترة علي تحقيق التوافق مع القوي الاسلامية للوصول بمصر لبر الامان ولكن بعض القيادات المتشددة في تيار الاسلام السياسي تعرقل هذه الجهود وتتمني ان يأخذ شباب التيار الاسلامي المبادرة وينتهزوا الشهر الفضيل لتحقيق المصالحة الوطنية. ويتابع ان المصالحة لن تكون مع من تورطوا في جرائم مالية أو جنائية فهؤلاء ليس لهم مكان في مصر الجديدة موضحاً أن المصالحة تقتضي التحاور بالرغم من الاختلاف للوصول في النهاية لصيغة توافق فحزب النور يشارك مع القوي الوطنية في رسم مستقبل مصر وله بعض التحفظات ولكن في النهاية يعلي مصلحة الوطن. ويختتم الدكتور عبدالروءف الضبع أستاذ علم الاجتماع السياسي بسوهاج قائلاً ان رمضان فرصة سانحة للتوافق وإعلاء مصلحة الوطن والابتعاد عن الخلافات الضيقة بالرغم من ان مصر ليست في حالة انقسام بل خلاف سياسي يمكن حله إذا سلمت النوايا. ويضيف ان حل الازمة الراهنة مرهون باحتواء الجيش والقوي المدنية لجماعة الاخوان وإلا سوف تستمر الجماعة في طريق التظاهر.