إذا لم تتوقف جماعة الإخوان المسلمين عن الدعوة للعنف وإراقة الدماء. وأن تعترف بإنها قد اخطأت في تصديها لمسئولية حكم مصر عقب ثورة يناير. فستفقد كل ما تبقي لها من رصيد لدي الشارع المصري لسنوات أو لعقود طويلة قادمة. لقط فرط الإخوان في الفرصة الذهبية التي سنحت لجماعتهم بعد 85 عاما من العمل والدعوة والجهاد ومحاولات الوصول للحكم. وبدلا من التدرج في دخول الساحة السياسية. والخروج من نفق العمل السري إلي المشاركة العلنية بخطي عاقلة ومتوازنة وهادئة. والاكتفاء بالأغلبية البرلمانية في مجلسي الشعب والشوري. فقد استأثروا. واعتبروا الحكم مغنما. واحتكروا حمل التركة والمسئولية الثقيلة فلم يكونوا اهلا لها. واصابوا جميع المتعاطفين معهم بصدمة كبيرة وخيبة أمل بعد اكتشافهم اكذوبة أن الجماعة تمتلك الكوادر والخبرات المؤهلة في جميع المجالات. فشل الإخوان خلال عام كامل من توليهم المسئولية وتحقيق الحلم. في تحسين صورتهم أمام الرأي العام. وفي الحفاظ علي التأييد والتعاطف الشعبي الذي اكتسبوه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وإظهار قدرة الجماعة علي قيادة دولة بقدر مصر. وكان الفشل داخليا وخارجيا وواضحا لكل ذي عين. علي العقلاء في الجماعة. وعلي شبابها الرافض للتفكير الرجعي لشيوخها. وعلي المدركين لأصول اللعبة السياسية أن يدركوا الآن حقيقة اللحظة. وأن يتعاملوا مع الأمر الواقع علي أنه جولة انتخابية خسرتها الجماعة. وان عليها لملمة أوراقها والحفاظ علي ما تبقي لها من رصيد لدي الشارع. والتفكير في المستقبل وفيما هو آت. خاصة أن الرئاسة الجديدة قد اعلنتها صريحة أنه لا إقصاء لأي فصيل أو تيار أو حزب. بما فيه الحرية والعدالة. وأن الوطن يتسع للجميع. أما إذا لم تستجب الجماعة فسيظل اعضاؤها يعضون أصابع الندم علي هذا التفريط لسنوات طويلة. وعلي الجانب الآخر فإن فريقا من المحللين والمراقبين يري أن وصول الإخوان للحكم خلال العام الماضي كان خيرا كبيرا لمصر. حيث تم كشف الستار عن الأكذوبة التي تم الترويج لها لعقود طويلة. وإن القيادات الإخوانية الحالية برعت في رسم أسوأ صورة للجماعة منذ نشأتها. يبقي أن نقول لحزب النور الذي يتصدر المشهد حاليا ولغيره من الاحزاب الإسلامية. عليكم أن تتعلموا من الدرس الذي لقنه الشعب المصري للإخوان. وأن تدركوا أن هذا الشعب المسلم المتدين بطبعه لا يقبل الوصاية من أحد. وأن السياسة لعبة خطيرة لا تعرف الأخلاق. وأن دخول ملعبها باسم الدين يسيء للدين ولأهله ويشوه صورته أمام أعدائه. وأن عليكم ان تظهروا الوجه الحقيقي للدين الحنيف وإعلاء قيم التسامح والعدل والسلام. قبل أن يستبدلها الجهال بصورة العنف والدم والسلاح. إذا كان شعار جماعة الإخوان المسلمين هو "الله غايتنا. والرسول قدوتنا. والقرآن دستورنا" فإن الله تعالي والرسول الكريم والقرآن العظيم لم يأمروا بالسعي للسلطة أو لنشر الدين بالسيف والخرطوش والنبوت. وإنما بالحكمة والموعظة الحسنة.