كان في الخامسة من عمره. اصطحبه والده الشاعر والناشط الحقوقي إسماعيل بدر إلي ضريح عبدالناصر فألقي علي الحاضرين قصيدة نزار قباني "قتلناك يا آخر الأنبياء". فترعرع ناصريا ثوريا. اشتغل بالصحافة والإعداد التليفزيوني. فانتقل بين صحف "صوت الأمة" و"التحرير" و"البيان" الإماراتية و"الصباح". ثم معدًا لبرنامج العاشرة مساء بقناة "دريم" انه الصحفي الشاب محمود بدر.. الذي قال عنه شباب الإخوان انه غير قادر علي الحشد. الإسلاميون فقط يحشدون ويملأون الميادين. وقالوا انتم بلا وزن. معارضتكم خواء. وصفوفكم مشروخة. وجبهتكم ممزقة. وثورتكم لم تكن يوما ثورتكم من بعيد من قلب اليأس الذي غلف الجميع جاء شاب عشريني. كما لون نيل تجف منابعه. متوقد كجذوة نار بين ركام حطب عجوز راح يجمع توقيعات البسطاء في الأقاليم والمحافظات والصعيد ووجه بحري يخبرهم بأن مصر تضيع وانه لا شيء تحقق مما وعد به "المنتخب" القادم بالصندوق في المعسكر الآخر ينظر إليه بتعال فحول "الجماعة" و"صبيانها" ويقولون: من ذا يزيح الإخوان؟ يمر الأسبوع الأول يجمع مائتي ألف توقيع يمر الثاني تنتشر الحملة والدعوات والمتطوعون كما النار في الهشيم تصل التوقيعات إلي مليونين ينتفض الإعلام إلي تلك القاعدة الشعبية الجديدة ثمة تغيير يحدث في القاع اضطراب غير مسبوق يتحث من هم بلا صوت يتمرد المقموعون والمهمشون والمغيبون والمشترون بزجاجات الزيت والمغلوبون علي أمرهم الشعب الذي فرقه "رئيس" تجمعه "استمارة تمرد". كانت الجبهة فعلا ممزقة "الإخوان" يحاولون استقطاب ما استطاعوا من "جبهة الإنقاذ" حاولوا في البداية خلق النظير وسموه "جبهة الضمير" فلم يلتفت إليه أحد وعندما بدا أن "تمرد" وشبابها يحققون نجاحات متتالية اختلقوا شيئا آخر وسموه "تجرد" بارعون في خلق النظائر دون ابتكار حاولوا التشكيك في مصداقيتها طعنوا في وطنية مؤسسيها في أهدافهم وفي لحظة توحد لم نألفها منذ 12 فبراير 2011 ساعة سقط مبارك توحدت قوي المعارضة الحقيقية خلف تمرد انضمت "كفاية" و"جبهة الإنقاذ" و"6 أبريل" و"الوطنية للتغيير" وغيرهم الكل علي قلب رجل واحد شاب واحد قرر التمرد فتتبعوا الصحفي المحترم محمود بدر اشتغل بالعمل العام مبكرا في 2005 قال عنه عبدالحليم قنديل ان هذا الشاب سيكون خليفة كمال أبوعيطة هو بارع في ابتكار الهتافات ومرتجل ذكي. عندما حاصر شباب الثورة برلمان الإخوان حملوه علي الأعناق وهتف: "والله زمان والله زمان الشرطة بتحمي الإخوان". وفي انتخابات نقابة الصحفيين عام 2009. بعدما فاز الكاتب مكرم محمد أحمد علي النقيب الحالي ضياء رشوان قال هتافه الشهير: "يكفينا شرف المحاولة.. كنا شبابا في مواجهة الدولة". وأسس الأول وقف "بدر" ليعلن وصول التوقيعات التي جمعتها تمرد إلي ما يزيد علي 22 مليون توقيع مؤكدا: "الشعب مش نازل بقوله امشي. الشعب نازل يقوله انت مشيت". ثم هتف خلفه الحضور: "الشعب خلاص أسقط النظام". هكذا مصر ولادة.. وهكذا يصنع شبابه التاريخ من جديد.