أمام الدعوات المتتالية بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء لعدم انتظامها وارتفاع أسعارها قرر فريق معتدل عدم الاستجابة لتلك الدعوات التي تمس قطاعاً هاماً وحيوياً في مصر وتؤثر عليه بالسلب في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد. يقول أحمد فاروق من شبرا إنه رغم الأضرار البالغة الواقعة علينا من جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي وإصابة الأجهزة الكهربائية بالتلف وهروبنا من الشقق التي تتحول إلي أفران إلا أننا لن نستجيب لدعاوي التمرد علي الدفع لسببين الأول عدم جدوي الفكرة والثاني الخوف من قيام الشركة بفصل الكهرباء ووقتها لن نجد من يساندنا مما سيضطرنا أن نتحمل دفع تلك الفواتير مضاف إليها الغرامات.. مشيراً إلي أن المواطن البسيط هو الذي يدفع الثمن دائماً. وائل عبدالحفيظ مدرس يري أن الظروف التي أدت لانقطاع الكهرباء خارجة عن إرادة المسئولين ومن الإنصاف أن نعترف وأن نساعد كمواطنين في حل المشكلة ولكن في المقابل علي المسئولين أن يعترفوا بحق المواطن في حصوله علي الخدمات التي يدفع مقابلها. أما جمالات عبدالغني ربة منزل فتقول: دعوات عدم دفع فواتير الكهرباء مش هتنفع لأن البلد مش ناقصة واللي بندفعه يدوب بيساعد في حل مشاكل كتيرة وعدم الدفع مش في مصلحة البلد لأن مصر تستحق منا تضحيات أكثر من ذلك لتصل لبر الأمان. محمد علي محصل كهرباء يقول إن دعوات عدم دفع الفواتير فشلت ولم يصادفني مشترك رفض دفع الفاتورة.. ولم يتم فصل التيار الكهربائي لعدم السداد عن مواطن واحد. ورغم تصدي معظم المواطنين لإيقاف دعوات عدم سداد فاتورة الكهرباء فقد كشف المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء عن تأثير تلك الدعوات علي التحصيل حيث أكد تدني المعدلات إلي 60% علي مستوي شركات الكهرباء التسع أي في كل محافظات مصر وهو الأمر الذي يمثل تهديداً حقيقياً للمشروعات الجديدة وعمليات الإحلال والتجديد. ويضيف المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر تلك الدعوات كانت نتيجة ورد فعل من بعض المواطنين لما يتم من تخفيف أحمال بالشبكة لكن لابد أن يعلم المشترك أن عدم فصل التيار مع زيادة الأحمال وارتفاع درجات حرارة الجو في الصيف قد يؤدي إلي انهيار الشبكة بالكامل بالإضافة إلي أن أغلب الانقطاعات كان نتيجة عدم وجود الوقود الكافي لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء ولتلافي تلك الانقطاعات وتقليلها يتم خلال الشهر القادم تشغيل محطتي توليد بنها وشمال الجيزة باستثمار 16 مليار جنيه وتضيف 1500 ميجاوات للشبكة مما يعني تقليل فترات تخفيف الأحمال وسيشعر بها المواطن خلال الفترة القادمة. بالحوار لا بالدعوات ويري المهندس عوض منصور رئيس شركة كهرباء شمال القاهرة أن ما نطالب بتحصيله هو فقط قيمة الاستهلاك الفعلي المسجل بالعداد لكل مشترك سواء منزل أو هيئة وقطع التيار أمر اضطراري للمحافظة علي الشبكة وهو ما نقوم بتعريف المشتركين به من خلال الكشافين والمحصلين للفواتير وكثير من المشتركين يقنعهم الحوار ويسددون قيمة الاستهلاك. في حين يؤكد المهندس محمد بكر رئيس شركة كهرباء الإسكندرية أنه منذ ظهور تلك الدعوات والبعض يرفض الدفع ولكن محاورة المشتركين وتوضيح الصورة وإشراك المواطن السكندري في المسئولية تجعله يعود لالتزامه والأقلية فقط هي التي لا تقبل الحوار كما أن استمرار عمليات التفتيش علي التحصيل حققت نسبة أعلي للتحصيل خاصة أن الشركة تحتاج سنوياً إلي 70 مليون جنيه لعمل التوسعات في الشبكة والموارد تستخدم في توفير الكهرباء وتحسين الأداء ومنح مرتبات للعاملين لذا لا نجد لمن قاموا بتلك الدعوات الوعي الكافي بأهمية الدفع في حينه لقيمة الفاتورة.