يترقب الشارع المصري يوم 30 يونيه الجار ي ويتخوفون من الصدام في الميادين المختلفة بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه والحرب الكلامية بينهما ووسط هذه الأحداث الملتهبة تواجه جبهة الانقاذ انقسامات واستقالات تهدد استمرارها كممثل للمعارضة علي المشهد السياسي وأطلق الشرارة الأولي التحالف الاشتراكي والجبهة الديمقراطية وعلي الجانب الآخر يحشد الإسلاميون انصارهم لمليونيات دعم شرعية الرئيس. بدأت محاولات بعض الأحزاب بالفشل في إحداث توافق ينقذ البلاد من الفوضي والصراعات بطرح مبادرات لم يستجب اليها أحد من الجانبين!! سألنا عبدالغفار شكر رئيس التحالف الاشتراكي والقيادي بجبهة الانقاذ عن قرار الانسحاب من الانقاذ أكد انها فقدت الكثير من رصيدها الشعبي الذي التف حولها عقب الاعلان الدستوري المشبوه الا ان هذه الشعبية في تناقض مستمر ولم تعد مؤهلة لقيادة المعارضة وتحقيق آمال الجماهير. وأوضح شكر ان الانقاذ انحصر دورها في الضجة الإعلامية واصدار البيانات وميكروفونات الفضائيات وشاب مواقفها ارتباك شديا وعجزت عن الخروج عن دائرة رد الفعل وتقديم بديل مقنع للمواطنين بالاضافة إلي غياب آليات اتخاذ القرار بسبب انضمام قوي سياسية من اليسار والصحة وجمعيات أهلية بالاضافة إلي عدم قدرتها علي التواصل مع الحركات والقوي الثورية. واتهم بعض قادة الانقاذ باتخاذ مواقف فردية دون تشاور أو تنسيق مع باقي الأطراف ستشهد بمواقف عمرو موسي الخاصة بالاضرابات العمالية ولقاء الشاطر وكذلك عمرو حمزاوي وذهابه للقاء الرئيس رغم موقف الجبهة المعلن واستقبال السيد البدوي رئيس حزب الوفد لجون ماكين. وأضاف ان المكتب السياسي سيجتمع عقب مظاهرات 30 يونيه لاتخاذ قرار حاسم بشأن الانسحاب من الانقاذ أو الاستمرار مطالبا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة لانهاء الأزمة السياسية في البلاد. انتقد د. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أداء جبهة الانقاذ وتصلب مواقفها ازاء ما يجري من أحداث وحراك سياسي يشهده الشارع المصري مشيرا إلي ان الانقاذ فقدت الكثير من المؤيدين الذين وضعوا آمالهم عليها في قيادة المعارضة مما أدي إلي تراجع بعد الانقسام علي مقاطعة الانتخابات البرلمانية وغياب الانسجام بين قادتها. جدول زمني وأكد د. عزازي علي عزازي المتحدث الرسمي باسم جبهة الانقاذ ان الخروج من الموقف المرتقب في يد رئيس الجمهورية إعلان جدول زمني لتنفيذ وعوده وبرنامجه والقسم الخاص باحترام الدستور والقانون واختيار حكومة محايدة واقالة النائب العام تفاديا للمظاهرات التي ستكون بمثابة رسالة علي اصرار المصريين علي تنفيذ مطالب الثورة بالتعبير السلمي والتغيير السلمي بعيدا عن العنف وسيكون عيدا للديمقراطية التي طالما حلم بها الشعب المصري. ويري عزازي ان الخلافات هي طبيعة العمل السياسي خاصة ان الانقاذ تضم أطيافا مختلفة الايديولوجيات الا انها مازالت متمسكة وتقود المعارضة. علي الجانب الآخر استعدت الأحزاب والقوي الاسلامية لمليونيات دعم الرئيس بمنطقة رابعة العدوية وتضم 13 حزبا يقودها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والراية لحازم أبواسماعيل رافضين الخروج علي الشرعية مطالبين باستكمال الرئيس مدته الدستورية ورفض الانتخابات الرئاسية المبكرة. حذر د. يونس مخيون رئيس حزب النور من حدوث صدام بين أبناء الشعب المصري بسبب حالة التعبئة بين القوي الاسلامية والليبرالية وسيكون المجتمع هو الخاسر مشيراً إلي ان المعارضين لسياسة الرئيس لا يعارضونه من أجل تبنيه المشروع الإسلامي وانما هناك أسباب أدت إلي هذا الاحتقان غير الطبيعي في الشارع والذي زاد من اشتعال الموقف. طالب مخيون باجراء مصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن المزايدات الحزبية عبر حوار فعال وهذا ما دعا اليه الحزب في مبادرته السابقة والتي لاقت قبولا من القوي السياسية بوضع ضوابط لهذا الحوار بما يضمن نجاحه وازالة أسباب الاحتقان وان يتضمن الحوار تحديد جدول زمني لانتخابات مجلس النواب. مبادرات فشنك طرح عدد من الأحزاب مبادرات للخروج من الأزمة بدأت بأيمن نور زعيم حزب غد الثورة ومنسق مجموعة ال 15 باسم "افعل أو ارحل" تضمنت ثلاثة مطالب وهي استقلال القضاء والشراكة بين جميع التيارات واجراء مصالحة وطنية أو الرحيل طواعية بينما قدم محمد أنور السادات حلا باعلان الرئيس عن اجراء استفتاء شعبي علي اكمال مدته الرئاسية وحل مجلس الشوري باعتبارهما حلا توافقيا يرضي القوي الوطنية والثورية كما عرض حزب الوسط مبادرة الا ان هذه المبادارة لم تلق أي استجابة من الجانبين. صدق النوايا د. حسن زيان أمين صندوق اتحاد النقابات المهنية أكد ان الخاسر الوحيد في هذا الصراع هو مصر ومعاناة الشعب في ظل استمرار حالة اللاسلم بين أحزابها واعطاء الفرصة للمتربصين في الخارج والداخل للنيل من أمن واستقرار الوطن باستغلال هذه الأحداث ويكفي ما تتعرض له مصر في أزمة سد النهضة مطالبا الرئيس والمعارضة بالجلوس علي مائدة الحوار وصدق النوايا في اعلاء المصلحة العامة علي الحزبية والخاصة لأن العواقب ستكون وخيمة اذا لم نصل لحلول. يري د. جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان الأزمة تزداد اشتعالا وتأزما بسبب حوار الطرشان بين الفريقين المتناحرين وتجييش الانصار للموقعة الكبري في 30 يونيه وطالب الرئيس بوصفه رئيسا لكل المصريين بالبدء فورا في اتخاذ اجراء اصلاحات جذرية تتجاوب وتلبي المطالب الشعبية والثورية والمعارضة لاطفاء نيران الصراع السياسي الذي انعكس علي الدور المصري في الخريطة السياسية الدولية. واقترح سلامة تشكيل حكومة انقاذ وطني لا تنتمي لأي فصيل أو جماعة تختار وزراء بمبدأ الكفاءة والخبرة وليس أهل الثقة محدودي الخبرة تستطيع تحريك البلاد للامام اقتصاديا وأمنيا وثقافيا واستعادة الدور المصري افريقيا وعربيا والتنسيق مع المعارضة في مطلع قانون الانتخابات يضمن نزاهتها واعداد دستور جديد بدلا من الدستور الحالي المشوه بالثغرات فهو ليس نصا قرآنيا مقدساً وانما من وضع البشر الذين يصيبون ويخطئون وحذر سلامة من استمرار سياسة المكابرة والعناد التي تؤدي إلي الصدام ونزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد وتآكل مفاصل الدولة. وطلب من المعارضة مزيدا من المرونة في التعامل مع القضايا ولا تصم اذنيها دائما لأن الحوار هو أساس الحلول وليس المقاطعة.