فكرة سد بضخامة سد النهضة وعلي حدود السودان حتي لو انهار بفعل فاعل أو قضاء وقد تغرق الخرطوم ولا يصيب أياً من مدن الحبشة أي ضرر.. تعلن الحبشة لكل دول العالم لمواطنيها وغير مواطنيها بيع سندات لمساهمين فيه يبغون الربح بالطبع.. إذن السد أصبح استثماراً دولياً بحماية دولية أيضاً.. وماذا سيربح المشترون للسندات من دول العالم إذا كان هدف القيادة السياسية لحكومة الحبشة تنمية مدنهم بالكهرباء؟؟ لا هذا السد يبني ليكون مفتاح منح المياه أو حجبها ثم بيعها لدول المصب مصر والسودان؟؟ وحين نقبل ببيع المياه لنا بعد أن أصبح خزان سد النهضة استثماراً دولياً فلا مانع أن تشتري إسرائيل بقيمة سنداتها المشاركة بها وهي ستكون أعلي كمية من السندات بملكيتها تشتري مياه النيل وبذلك تكون قد حققت حلمها والذي صممت علمها علي أساسه من النيل للفرات قد تحقق فهم الآن في العراق متحكمين في كل شيء من خلال منطقة أمريكا الخضراء وهاهو الأوان قد آن لتأخذ المياه من النيل من السيطرة علي منابعه وليس لمصر أن تتحكم في شيء.. ولو فكرت مصر في عمل عسكري لضرب السد فها هي الذريعة لجر مصر لحرب تستنفد كل ما تبقي لها من قوة واقتصاد وهيبة وتوازن لمنطقة الشرق الأوسط. ما الذي أوصلنا لذلك أنا فقط نجيد الكلام ولا أكثر من الكلام والمعارك الكلامية أما إسرائيل فهي أشبه بثعبان الماء يربض مكانه وتتجرأ الأسماك الصغيرة لنهش جزء من لحمه وفي الوقت المناسب والصبر المراقب تلتهم كل ما حولها من أسماك.. هذه هي أفكار اليهود والدليل أن إسرائيل تخاطبنا عن طريق سفارتنا هناك أنها مستعدة لمساعدتنا في مشكلة نقص المياه؟! والإخوة روتشديل وقد تحكموا في اقتصاد العالم وربضوا بأمريكا حتي صبحوا بقلة عددهم هم العقول المفكرة وأصحاب رؤوس الأموال المسيطرة علي الإعلام والصحافة والسياسة والانتخابات في أمريكا حاكمة العالم وهم يحكمونه من خلالها.. هم حقاً مثل ثعبان الماء.. منذ سنوات وقبيل اتفاقية عنتيبي عقد مؤتمر بالسنغال لدول حوض النيل ولأول مرة كان مندوب البنك الدولي هناك وكان آنذاك الدكتور محمود أبو زيد وزير الري والذي جلس صامتاً لم ينبث ببنت شفة حين بدا مندوب البنك الدولي يهاجم ويصنفها علي أنها دولة إرهابية لمنعها عن دول المنبع من إقامة السدود أسوة بما فعلته هي في إقامة السد العالي ولم ينطق الوزير بكلمة لمندوب صندوق النقد الدولي أو يعترض أو يبدي دفاعاً كما يشنفون آذاننا في الفضائيات المصرية الآن حيث يخرج علينا جميع وزراء الري بالحلول والحكم ولا يخجلون أن يُقال لهم ولماذا لم تفعلوا حين كنتم ولاة أمر مياهنا والدنيا تخطط وترسم قواعد سلبنا شريان الحياة.. بل وللأسف فالوزير أبو زيد لم ينقل الصورة أو بوادر المؤامرة للقيادة بمصر بل حضر لنا بالكلمات الرنانة التي يضحك علينا بها كل وزير ري حتي يقضي أيامه ويمضي بأننا مسيطرون علي الموقف وأن الأفارقة متفهمون لنا وأن الاتفاقيات الدولية والمواثيق لن تخرق و.. و.. إلخ المانشيتات التي لا تغني أو تروي من عطش.. أما الدبلوماسية فحدِّث ولا حرج فما بين سفيرنا في الحبشة وبين سفيرنا المسئول عن الملف الأفريقي بالخارجية المصرية.. يا قلب لا تحزن.. حاصرتهم الإعلامية اللامعة رانيا بدوي بقناة التحرير عما فعلوا أو لم يفعلوا أو عما فكروا فيه أو سيفكرون.. وتلعثموا وتجلجلوا وأعطونا ما عهدناه في عنجهية دبلوماسيينا التي لا تمارس إلا علينا. والآن ما الذي بيدنا أن نفعله هل أصبحت رؤوسنا خاوية أو نفعل كما قال نزار قباني نجلس بالجوامه تنابلة كسالي.. نرتل الأقوال أو نردد الأمثالا.. ونطلب النصر من عنده تعالي. بالطبع لا لأن هذا المخطط ولا أتذرع أبداً بنظريات المؤامرة خطط له بليل منذ أمد بعيد وأطرافه المشاركة رتبت أدوارها منذ أمد بعيد أيضاً وهم استغلوا ما تمر به مصر عقب ثورتها وهي مفككة الأوصال وفي حاجة للمدد والعون من الأعداء قبل الأشقاء الذين ربما يساهمون في قصة سد النهضة بأموال لوأد مكانة مصر الإقليمية.. وإجهاض نموذج ثورتها حتي لا تفكر في مثله شعوبهم وما نراه في تركيا اليوم في ميدان تقاسيم أشبه بما حدث بميدان التحرير.. ولن تمر ملاحظة ذلك مرور الكرام.. لذا علينا وعلي القيادة السياسية ألا تخبيء حلولها لأن ما يجري من شغل إعلامنا وشغل شعبنا بخوف وقلق علي مياه بلده التي هي هبة النهر لتخفيف ضغط الإعلام والمعارضة علي الحكومة والحزب الحاكم ظن خاطيء.. لكن نترك خلافاتنا جانباً ونتوحد.. المجتمع المدني وقواه وتأثيره في العالم.. المنظمات القانونية الدولية التي تنظم علاقة شركاء النهر.. الدول المانحة لسد النهضة ولها علاقات تجارية وسياسية واستراتيجية عالية مع مصر كالصين وإيطاليا وآخرين من أشقائنا العرب نعرفهم بالطبع علينا أن نضغط في هذه الجوانب بحرفية وسياسة. لا نعمل قدر الله والطبيعة فهذا العام ينذر بأمطار هائلة ستزيل كل ما يترتب لتحويل النهر في طريقها وتنهي كل التصاميم المتعجلة لإقامة سد يستوعب 70 مليار متر مكعب ماء خلفه دون النظر لطبيعة التربة وكونه سداً ركامياً فوق تربة طفلية؟؟ فيتم التراجع إلي سدود أقل حجماً وتولد الكهرباء لإخواننا بأثيوبيا دون ضرر ولا ضرار.