الموسيقار الكبير حلمي بكر عين موسيقية فنية ناقدة لما يجري علي الساحة.. يشاهد برامج اكتشاف المواهب ويتألم مثل "أراب ايدول" وصوت الحياة و"the voice" وغيرها. يقول إن رسالة هذه البرامج هي الربح فقط وتحقيق عائد مادي ولا بها المواهب علي الاطلاق بل ربما تدمر هذه المواهب وتأخذها إلي منحني يقضي عليها أو يجعلها سلعة رخيصة.يضيف أن هذه البرامج في رأيي هي صورة أو لعبة من عصر الفوضي الذي نعيشه في العالم العربي كله.. وطبعاً معروف للجميع إن فكرة هذه البرامج منقولة عن الغرب وهي هناك شيء ناجح أما عندنا فهي فاشلة لأنها اهتمت بالفلوس وتركت للإدارة مهمة جمع الإيرادات والدخل ولم تترك للخبراء من الموسيقيين رعاية الموهبة ولهذا نقرأ ونري عمليات التحايل التي تحدث فيبدو الأمر وكأنه اكتشاف للمواهب ولكنه في الواقع اهتمام بمن يدفع أكثر وأنظر إلي بعض الأصوات ستجدونها ترعاها لقد وجدنا رئيس دولة ورئيس وزراء دولة حاضراً ويسخر إمكانيات الدولة لهذا الصوت. ويصاحبه وبالتأكيد فإن هذه الدولة لا تنسي إدارة هذه البرامج والرش عليها مالياً فالمسألة أصبحت سياسية ولم تعد فنية وتغير الحال و"أصبح من يقول لي يا عمي أزوجه أمي" وهدف هذه البرامج حالياً هو الاستمرار في حلقات قادمة تصطاد بها ضحايا جدداً من المواهب ولابد أن تكون هناك قواعد تراعي فيها المقاييس العلمية لاختيار الموهبة وكلنا يذكر كيف جاءت نجومية أم كلثوم وعبدالوهاب لقد جاءت من الجماهير وليس من لجان تحكيم لا تراعي المعايير الحقيقية في اختيار الموهبة.. بل إننا وجدنا قنوات تدخل في شراكات لزيادة دخلها المادي من هذه المغامرات التي لا يهمها الاهتمام بموهبة أو ماذا ستضيف للفن أنها أصوات مقلدة والمبدع هو من يقدم الجديد غير الموجود والدليل أن كثيراً من المواهب المشاركة لا تساوي نكلة ولكن يتم الابقاء عليهم لتصعيدهم إلي مراحل أعلي لمجرد الاستمرار كما أن الفائزين أنفسهم ضائعون وهم مثلاً في برنامج "ستار أكاديمي" يخرجون عرايا بعد شهر من الحبس والموهبة كارمن سليمان ماذا حدث لها لقد بدأنا نقرأ عن حفلات لها في الخليج تأخذ حصة من دخل الحفل ثم لا شيء فهل هذا يكون مصير موهبة الغناء. وأقسم بشرفي لو أن هناك جدية في اختيار المواهب لكانت الجماهير قد أيدتهم.. وبصراحة أنا اختلف مع كثير من أعضاء لجان التحكيم ولي ملاحظات عليهم والأخت نانسي عجرم مثلاً لا تريد أن تخسر الجمهور وإليسا أسئلتها تكسف وكارول سماحة وحسين الجسمي يتحدثون عن "تهذيب" الموهبة وليس ترجيح صوت علي صوت وحسن الشافعي "إمعة". لقد طلبوا مني المشاركة في هذه البرامج في بيروت ولكني رفضت وعرض علي "طوني خليفة" وكنت أعرف أنني سوف أعريهم جميعاً وبصراحة إن ما يحدث هو دعارة الغناء وليس تجارة الغناء.