نوال مصطفى يبدو أن شعاعا من الأمل بدأ يدخل حياتنا أخيراً! ليس من نافذة السياسة فهي لا تزال كالبحر الهائج يموج بالصراعات والاختلافات وافتقاد الرؤية الواضحة. وليس من جهة الاقتصاد فأحوال البلاد والعباد ليست علي ما يرام، الكل يعاني من نار الأسعار المصحوبة بانخفاض في الدخل أو انعدامه!. إنما الشعاع المبهج الذي أتحدث عنه والذي نجح في اختراق حالة الكآبة التي نعيشها جاء من باب الفن. حدث ذلك عندما فاجأتنا طاقة الإبداع وكأنها طاقة القدر التي يرسلها الخالق إلي عباده المخلصين في ليلة القدر ليبدل حياتهم من حال إلي حال.. شعاع الأمل يضئ في قلبي الفرحة وأنا أتابع هذه الأيام سباق المواهب العربية التي تتنافس علي الفوز بلقب "أحلي صوت" من خلال البرنامج الرائع The Voice الذي تعرضه شبكة إم بي سي MBC. التصفية الأولي أهدت الشعوب العربية 51 صوتاً جميلاً من كل البلاد العربية. وعندما بدأت المرحلة الثانية وقع الفنانون الأربعة الذين عهد إليهم بمهمة التحكيم- في ورطة ليعيشوا مشاعر لا يحسدون عليها وهم يجبرون علي اختيار واحد من كل اثنين من الفائزين في التصفية الأولي. وكم هو اختيار صعب وأحياناً مستحيل!. أصوات فاجأتنا نحن الجمهور كما فاجأت نجوم الطرب: كاظم الساهر، شيرين، صابر الرباعي وعاصي الحلاني. وهم هيئة التحكيم في المسابقة الأشهر في الوطن العربي لاختيار أحلي صوت.. ما أجمل الأصوات في بلادنا.. ها هي طاقة الإبداع التي تترجم معني الثروة البشرية التي نملكها في وطننا العربي، لكننا وبكل أسف لا نعرف كيف نستثمرها؟ إنها مناجم الذهب وآبار البترول التي لا تنفد ولا تنضب. لقد أعاد برنامجThe Voice وهو النسخة العربية من برنامج أمريكي شهير - إليّ الأمل عندما أثبت أن طاقة الإبداع في بلادنا لا تزال بخير وعافية . وأنا هنا لا اتحدث عن الإبداع في الغناء فحسب .. بل عن الإبداع كمعني وفكرة وقيمة. ومادمنا وجدنا 51 صوتاً رائعاً بينها أصوات عبقرية بالفعل وتفوق بمراحل أصوات مطربين موجودين علي الساحة بكثافة و"سخافة"- رغم أنهم لا يمتون للغناء ولا للإبداع بصلة- فهذا يعني ان الإبداع في بلادنا بخير.. بل إنه في قمة تألقه وعنفوانه هذا ما أثبته برنامج The Voice وهذا ما يحمل بشائر الأمل في كل مجالات الحياة. عندنا بشر يستطيعون أن يحولوا التخلف إلي تقدم.. الفقر إلي غني.. والأزمة إلي فرحة. عندنا ثروة بشرية تحتاج إلي من يكتشفها ويستثمرها وينافس بها الأمم. شكراً لبرنامجThe Voice وفي انتظار برامج أخري علي نفس درجة الإتقان والإعداد المدروس والمتميز في كل المجالات: الطب، العلم، الأدب، الفضاء تهدينا أعظم ثرواتنا من البشر المبدعين وعندها فقط سنبدأ رحلة التغيير الحقيقية التي نحلم بها.