كشف الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء أن سيناء لا تشمل طريق العائلة المقدسة المعروف بشمال سيناء فقط. بل بأهم طريق تاريخي وهو طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين عبر سيناء إلي القدس الذي يمتد بطول 575كم يشمل داخله طريق العائلة المقدسة والطريق الشرقي للمسيحيين القادمين من القدس إلي جبل موسي ويبدأ من القدس إلي أيلة "العقبة حاليا" وعبر عدة أودية بسيناء حتي وادي حجاج وبه تلال من حجر رملي بها نقوش صخرية للمسيحيين منها اليونانية والأرمينية حتي يصل إلي سفح جبل موسي وطوله 200كم من أيلة إلي الجبل المقدس "منطقة سانت كاترين حاليا" أما الطريق الغربي وطوله 375 كم فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلي جبل موسي ويبدأ من القدس إلي غزة. رافيا "رفح". رينوكورورا "العريش". بيلوزيوم "الفرما". سرابيوم "الإسماعيلية". القلزم "السويس" ثم عيون موسي إلي وادي فيران ومنه لجبل موسي. ويطالب الدكتور ريحان بإحياء هذا الطريق خدمة ومنشآت سياحية مستوحاة من العمارة البيزنطية خصوصاً وأن خامات البناء متوفرة من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية بنيت بها الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء وكذلك تطوير منطقة مجمع الأديان بمدينة سانت كاترين بعمل مشروع للصوت والضوء يحكي قصص التسامح بين الأديان. وتلفريك لربط الجبال ببعضها وتيسير الصعود لجبل موسي الذي يرتفع 2242م فوق مستوي سطح البحر وإنشاء مجمع ثقافي كبير وقاعة كبري للمؤتمرات ومتحف للتراث السيناوي. وإنشاء مركز للصناعات التي كانت مرتبطة بهذا الطريق مثل أواني الحجاج الفخارية وكانت لها مصانع كبري بمريوط قديماً ولها شهرة عالمية وعثر علي نماذج منها بسيناء وهناك مجموعات عديدة من هذه الأواني بالمتحف القبطي بمصر والمتحف البريطاني والمتاحف الأوروبية.. ويؤكد د. ريحان أن إحياء هذا الطريق ووضعه علي خريطة السياحة العالمية سيكون له مردود سريع في أوروبا يساهم في تنشيط السياحة بمصر عامة وسيناء خاصة وكذلك تطوير منظومة العلاقات الثقافية مع الغرب والتي ستؤدي لفتح المجال لاستثمارات أوروبية كما أن إحياء الطريق يؤكد للعالم أجمع عمق التسامح الديني في مصر حيث ساهم المسلمون في ازدهار هذا الطريق وتكفلوا بحمايته واستخدم ميناء الطور الإسلامي منذ القرن الرابع عشر الميلادي طريقاً للرحلة المقدسة للمسيحيين وكانت السفن الأوروبية التي تحمل المسيحيين تبحر من موانئ إيطاليا إلي الإسكندرية ثم تتوجه بالنيل إلي القاهرة وبعد أن يحصلوا علي عهد الأمان أو الفرمان من سلطان المماليك يقيم الحجاج فترة في استراحة بالقاهرة حتي ينطلقوا عبر خليج السويس لميناء الطور ومنه لدير سانت كاترين ومنه للقدس.. ومنذ عام 1885 حينما تحول طريق الحج الإسلامي من البر إلي البحر كان الحجاج المسلمون يركبون نفس السفن التي يركبها المسيحيون في طريقهم لميناء الطور بعدها يتوجهون سوياً لزيارة الأماكن المقدسة بجبل موسي.. ولقد ترك الحجاج المسلمون كتابات عديدة بمحراب الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين ثم يعود الحجاج المسلمون لاستكمال طريقهم عبر ميناء الطور إلي جدة ويستكمل المسيحيون طريقهم من دير سانت كاترين إلي القدس.