استغلت مافيا تجاره الأعضاء انتشار فيروس سي وغياب الأمن والرقابة فتلاعبت بمرضي الكبد واستنزفوا أموالهم بعد أن زاد زبائنهم فلم يعدوا ناصريين الأوساط ميسورة الحال وامتدوا إلي الطبقات المتوسطة. الوسطاء والسماسرة يسعون بنشاط وراء كل إعلان من الحاجة لمتبرع - يفرضوا إتاوات محدده ليحدث اللقاء بين المريض والمتبرع تحت بند العربون .. بعضهم يذهب بلا عوده والبعض الآخر يظل يستنزف المريض في مراحل التحاليل وقبل اجراء الجراحة. في البداية تروي ناهد عطاالله حكايتها مع سمسار المنوفية الذي تعهد لها بتوفير متبرع "فص كبد" لابنها نظير خمسة آلاف جنيه كدفعة أولي من المبلغ تقول مأساتي بدأت عندما أصيب ابني الطالب الجامعي بفيروس "سي" وتليف بالكبد وذهبت به الي عدة مستشفيات منها مستشفي عين شمس التخصصي وأجرينا العديد من الفحوصات والتحاليل وتأكدت من حاجته الي عملية زرع بتكاليف تصل الي 287 ألف جنيه بخلاف متبرع صحته جيدة وفصيلة دمه مناسبة للمريض وأسرته موافقة علي اجراء العملية. تضيف لم يكن امامي سوي الاعلان في الجرائد وبالفعل اتصل بي متبرع اصطحبة إلي مستشفي عين شمس التخصصي لاجراء الفحوصات والتحاليل التي بلغت تكلفتها 25 ألف جنيه وثبت في النهاية أنه غير صالح للتبرع لأنه يتعاطي ترامادول وبعدها تلقيت اتصالاً اخر من احد السماسرة يخبرني أن لديه المتبرع المطلوب وتتوافر لديه الشروط وتجدد الأمل مرة اخري بعد تأكيده انه علي استعداد لتوفير عشرات المتبرعين الي أن نجد المطلوب. السمسار طلب مني الذهاب لمكتبه بمحافظة المنوفية ومعي خمسة آلاف جنيه كدفعة أولي وبالفعل نفذت طلبه ورفض أن يعطيني ايصالاً وطلب الاتصال به بعد اسبوعين ليقابلني بالمتبرع ثم أغلق تليفونه المحمول!! قررت الاعلان مرة أخري عن متبرع وفوجئت بسيل من الاتصالات من السماسرة منهم من يطلب عشرة آلاف ومنهم من يطلب خمسة عشرة آلاف كدفعة أولي ووجدت أنني يمكن أن أقع في الفخ مرة أخري لذا أطالب المسئولين بتوفير طريقة قانونية تنظم التبرع. الموت أفضل سيد عبدالرحمن بالمعاش يسكن بحي شبرا الخيمة بقوله أنه اصيب بصدمة عقب ابلاغ الطبيب له بأنه مريض بالبلهارسيا منذ سنوات مما ادي الي تليف الكبد ويحتاج لزراعة بتكلفة 300 ألف جنيه ومتبرع.. سار علي نفس طريقه ناهد عطا الله فاتصل به عدة سماسرة وبالفعل ذهب لاحدهم بمكتبه بمدينة أوسيم بمحافظة الجيزة طلب من60 ألف جنيه وعندما أخبره أنه ليس متوفراً لديه المبلغ بالكامل قال له ادفع ما لديك وباقي المبلغ وقع به علي إيصالات امانة رفض لأنه خشي من فشل الجراحة ثم الموت وترك عبء الديون لأبنائه وقرر الرضاء بالقضاء والقدر. زبيدة محمود "ربة منزل" ولديها أربعة أولاد ومريضة بفيروس "سي" وتضخم بالكبد والطحال ودوالي بالمرئ قررت هي الأخري الرضاء بالقضاء والقدر أن المرض يشتد عليها كل يوم وتحصل علي دواء السيليبارين من معهد الكبد بموجب قرار علي نفقة الدولة وقد اقترح الاطباء عليها زراعة كبد بعد ان استمعت الي قصص وحكايات المرضي عن نصب السماسرة . طلعت عبدالمقصود مرافق لاحد المصابين بتليف الكبد يقول إلي أهميه الوقت في وضع قانون ينظم عملية التبرع بالاعضاء البشرية بشكل شرعي حيث لاحظنا في الاونة الأخيرة انتشار سماسرة ونصابين يقومون بالبحث عن المرضي ويقدمون الضمانات عبر المواقع الإلكترونية أو الاتصال الهاتفي المباشر ثم يختفون. اعلانات للنصب وتشير نادرة احمد ربه منزل ومريضة بالكبد إلي انها تعرضت للنصب عقب اتصالها باحد الاعلانات لشخص بمنطقة وسط البلد يريد التبرع بفص كبد وتبين انه سمسار وليس الشخص المباشر وبعد عدة لقاءات احضر الشاب المتبرع ووجدته بصحة جيدة بناء علي التحاليل التي احضرها معة طلبت منه اجراء التحاليل النهائية لان حالتي كانت قد تاخرت كثيرا وطلب مني السمسار مبلغ 40 الف جنية لاستكمال التحاليل أعطيته المبلغ وكانت الصدمة انة فص ملح وذاب ولم اتمكن من ملاحقته اضطررت للسفر للصين واجريت الجراحة بنجاح. احد السماسرة ويدعي ادهم الشهير بسكر يقول كنت اعمل بهذا المجال منذ الصغر ثم توقفت منذ عام 2008 واتجهت الي الاعمال الحرة بعد موت ابنتي الوحيدة واكتشفت ان الله يعاقبني علي ما اقترفته من ذنوب تجاه المتبرعين وتعرض الكثيرين منهم للموت بعد الجراحة. ويؤكد ان تلك المهنة منتشره بشكل كبير في محافظات الدقهلية و الشرقية سوقا خصبة لتوريد المتبرعين كنت اقوم بإقناع المتبرع بالتبرع بفص الكبد او الكلي وأعطية كافة مستحقاتة وأكتب عقداً بين المريض وبينه ويحرر المتبرع اقرار رسمي بخط اليد بنية التبرع ثم اقوم بتصويره بكاميرا الفيديو وهو يسجل اقرار التبرع للمريض بالصوت والصورة ثم تجري العملية بعد سلسلة طويلة من التحاليل الطبية وياخذ المتبرع كافة مستحقاته ولم اقع في مشكلة من جراء هذا العمل حيث كنت امارسه بحرفية عالية حتي حدثت لي الكارثة بفقدان ابنتي وقررت ترك المهنة نهائيا. ويوكد ان حوادث قتل واختطاف للاطفال الهدف الاساسي منها الاتجار في الاعضاء حيث يتم استهداف الاطفال بالذات لانهم لايمتلكون القدرة علي الدفاع عن انفسهم وهم ايضا الافضل من الناحية الطبية.