نعم التاريخ يعيد نفسه.. ولكن بشكل متطور يتفق مع تقدم العلم.. زمان.. كان عندنا حاجة اسمها "فأر السبتية"!! ما هو "فأر السبتية"؟؟ أقول لك: أولاً "السبتية" اسم لا أعرف حقيقته بالضبط ولكن يبدو أنه مكان ما يتحكم في كهرباء القاهرة الكبري كلها.. ولم تكن هناك كهرباء في الريف ولا في الصعيد. علي فكرة.. كان هناك نكتة "خارجة شوية" ولكنها مشهورة جداً.. كان كبار القوم والمسئولون أصحاب المناصب يتم علاجهم في أوروبا "بحقن كهرباء من الخلف!!" وكانوا يصيحون: - الكهرباء دخلت فينا قبل أن تدخل بلدنا!! نكتة خارجة مشهورة جداً!! ما علينا!! كان ما أن يهل شهر نوفمبر الذي يسبق شهر ديسمبر وهو شهر الجرد.. جرد كل المخازن وغير المخازن.. حتي تشب الحرائق في هذه المخازن وتحرق كل ما فيها قبل يوم أول ديسمبر!! وكالعادة.. الفاعل مجهول!! ثم أعلنوا ذات مرة أن الفئران هي التي تعطل ماكينات السبتية فتحدث الحرائق!! وكانت فرصة لرسامي الكاريكاتير الكبار صار وخان وعبدالمنعم رخا وعبدالسميع عبدالله وزهدي.. واشتهر "فأر السبتية" الذي يلعب في الكهرباء فيحرق أجدع مخزن!! كان رسامو الكاريكاتير زمان لهم شخصيات وهمية ثابتة.. مثل "المصري أفندي".. رجل فيه ملامح مصر ويلبس الطربوش ويمسك سبحة ليتكلم باسم الشعب ويسب ويشتم الحكام ورسام الكاريكاتير بريء!! الذي يسب ويشتم هو "المصري أفندي".. وهناك "رفيعة هانم" السيدة السمينة جداً جداً.. تقابلها "شجرة الجميز" الفتاة الرفيعة جداً جداً.. وما بينهما من نكت وقفشات اجتماعية.. وغيرها من الشخصيات الثابتة.. المهم.. المهم.. إن "فأر السبتية" تحول هذه الأيام إلي "تكييف الهواء"!!.. و"الماس الكهربائي"!! "تكييف الهواء" هو آخر صيحة.. هو الذي حرق القضايا المهمة في الدور الثالث من محكمة مصر!! تكييف الهواء لأنه متعلم ودارس وعارف بيعمل ايه بالضبط لذا حرق القضايا المطلوب حرقها وترك الباقي!! لذا انفجر في الدور الثالث حيث القضايا ولم ينفجر تحت مثلاً حيث قاعات المحاكم!!.. قاعات المحاكم ليس فيها ما يستحق الحريق. آه يا بلد.. شوية والله شوية ما يحدث لنا!! هذه الأيام!! ومن باب تنشيط ذاكرتكم.. هل تذكرون الستة ملايين جنيه قيمة بث المباريات علي الهواء التي وضعت في خزانة اتحاد الكرة في اليوم السابق لشب الحريق المشهور!! هل أحد بحث عن هذه الملايين؟؟ أكلها "فأر الاتحاد"!! آه يا بلد!! شوية والله شوية المولوتوف والغاز المسيل للدموع!!