لايمكن أن يشك أحد في أن دوري هذا الموسم بدأ في الظل ولا يزال يعيش فيه ليس بسبب إقامة المباريات بلا جمهور فحسب ولكن لانشغال الناس جميعا سواء من البسطاء أو غيرهم بالحياة السياسية والتي لعبت دورا سلبيا في الحياة وأثرت علي جميع المناحي..فانشغل الناس بأكل العيش ونام السائقون في طوابير السولار والبنزين وزاد عدد البلطجية رغم الجهود المضنية التي يبذلها شرفاء الشرطة..فسار الدوري في واد والناس في واد آخر لدرجة أن جماهير الكرة لا تتجمع سوي علي الكافيهات لمشاهدة مباريات الدوري الأوروبي أو الإسباني..وبات اللاعبون يتشوقون إلي أصوات الجماهير وتفاعلهم مع اللعبة الشعبية الأولي في مصر.. ولذلك لم يكن غريبا أن يتجاوز المنتخب نظيره الزيمبابوي بصعوبة في ظل الظروف التي تعيشها الكرة..وحتي اللعبات الأخري تقام دورياتها في صمت رهيب لم نتعود عليه من قبل بعد أن كانت الصالات المغطاة تحتضن جماهير كبيرة.. وكم نحن مشتاقون لنري الصالة الكبري باستاد القاهرة وهي تكتظ بأكثر من 40 ألف متفرج يساندون المنتخب القومي لكرة اليد في عصره الذهبي..فقد آن الأوان لكي تعود الحياة إلي طبيعتها ويفهم السياسيون والفرقاء أنهم السبب الرئيسي في ذلك.. والمسئولية الكبري تقع علي عاتق مؤسسة الرئاسة التي يجب أن تعي تماما أن مصر لن تنهض إلا عبر الوفاق الوطني وتلاحم كل القوي بعيدا عن أسلوب الإقصاء الذي يضر ولا ينفع..فمصر في حاجة إلي جهود كل أبنائها بعيدا عن التخوين وفي نفس الوقت يجب أن تضطلع المعارضة بدورها الحقيقي ووضع مصلحة مصر فوق كل شئ بعيدا عن أسلوب العند ورفض كل شئ. * كل يوم يقدم الشعب المصري دروسا عظيمة للذين يجهلون قيمته الحقيقية في فهم طبيعة مؤسساته وقيمتها وكذلك رموزها العظام.. فها هو يقف بقوة ليدافع عن الأزهر العظيم من محاولة النيل منه ومن شيخه الجليل فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب الذي أعاد للأزهر هيبته في فترة زمنية قليلة وظروف استثنائية غير عادية ليؤكد من خلال ما يقوم به علي وسطية الأزهر واعتداله كأكبر مؤسسة إسلامية في العالم.. وكم هو جميل أن يستشعر العالم الإسلامي ما يقوم به الأزهر حاليا وشيخه الجليل الذي استحق الفوز بجائزة الشيخ زايد الثقافية هذا العام.. فمصر ستظل شامخة بأزهرها ومؤسستها العسكرية التي تنحاز لهذا الشعب وتعرف كيف تدافع عن كل ذرة تراب من أرض هذا الوطن العظيم بما فيها سيناء وحلايب وشلاتين لتقف حامية لمكتسبات مصر العظيمة.. فهذا الشعب العظيم يعرف كيف ينفض الغبار عنه في الأوقات الحاسمة ليكشف عن معدنه الأصيل والتاريخ دائما يعيد نفسه.