: لاتزال الازمة الكورية تتصاعد. وسط مخاوف من قيام كوريا الشمالية بشن هجمات صاروخية بعد طلبها إجلاء موظفي سفارات الدول الاجنبية لديها. وفي إشارة قوية علي جدية تهديدات بيونج يانج أصدر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أول أمس أوامره للصناعات الحربية بزيادة الانتاج الحربي خاصة الانتاج المدفعي بحسب تقرير للتليفزيون الرسمي. وظهر في فيلم بثه التليفزيون الزعيم كيم وهو يترأس اجتماعا استشاريا مع عمال الانتاج الحربي يوم 17 مارس الماضي. وقال كيم أثناء الاجتماع إن مجرد اندلاع الحرب. يجب تدمير مواقع العدو المهمة في الحال بما في ذلك المؤسسات الحكومية وذلك عن طريق ضربة عسكرية مفاجئة. وأوضح انه يجب ضمان نوعية عالية من أسلحة المدفعية والقذائف حتي "نستفيد من الضربات الاستباقية". وقال كيم إن العدو يستعد لشن حرب علي الشمال ما يعني أهمية انتاج أفضل انواع الاسلحة لتستفيد منها بيونج يانج. وفي السياق نفسه واصلت كوريا الشمالية إغلاق مجمع "كايسونج" الصناعي أمام العمال الكوريين الجنوبيين. وأفادت وزارة الوحدة في سيول ان 21 مواطنا كوريا جنوبيا وصلوا وطنهم صباح أمس في حين يتوقع ان يصل 100 آخرون في وقت لاحق. وذلك عقب 4 أيام من قرار الشمال بإغلاق حدودها مع الشطر الجنوبي. وفي سياق متصل يدرس الدبلوماسيون الاجانب في بيونج يانج تحذيرا من كوريا الشمالية بمغادرتها. وأعلنت بلغاريا ان رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي سيلتقون لمناقشة موقف مشترك بعد تحذير بيونغ يانج من أنها غير قادرة علي ضمان أمن تلك البعثات في حال اندلاع نزاع وأن عليها ان تفكر في المغادرة. أوضحت معظم تلك الحكومات ان ليست لديها خطط فورية لاجلاء موظفيها وقال بعضها ان المقترح الكوري الشمالي خدعه لتأجيج القلق الدولي المتزايد إزاء الازمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية. قالت وزارة الخارجية الالمانية انه يجري تقييم أمن السفارة الالمانية وإمكانية تعرضها للخطر. لكنها أضافت انه في الوقت الحاضر يمكن ان تواصل السفارة العمل. وزعم مسئول كوري جنوبي ان ذلك جزءا من الحرب الدعائية لالقاء مسئولية عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية علي الولاياتالمتحدة. في المقابل تدرس اليابانوالولاياتالمتحدة نشر طائرات استطلاع من طراز "جلوبال هوك" التي تحلق علي ارتفاعات عالية من قاعدة عسكرية أمريكية في اليابان بهدف تعزيز المراقبة فوق كوريا الشمالية. نقلت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية عن مصادر من الجانبين قولها إنه يجري دراسة القاعدة الامريكية في ميساوا. بمقاطعة آوموري. كأحد مواقع نشر الطائرات. من بين قواعد اخري. وفي سيول أعلن مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي انه ليس هناك أي تطورات او تحركات ملحوظة في كوريا الشمالية رغم تهديدات بيونج يانج المتكررة بمهاجمة سيول والولاياتالمتحدة. وفي هافانا طالب الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو كوريا الشمالية بالعمل علي تجنب اندلاع حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية. وكتب كاسترو- 86 عاما والذي يعد زعيم الثورة الكوبية في رسالة وجهها إلي كوريا الشمالية وهي حليف كوبا السابق في زمن الاتحاد السوفيتي قائلا إن نشوب حرب بين الكوريتين سيؤدي إلي تكبيد الدولتين تضحيات جسيمة. قال كاسترو في رسالة نشرت في صحيفة الحزب الشيوعي الكوبي "جرانما". إن علي كوريا الشمالية ذات التوجه الشيوعي ان تكون واعية بالتزاماتها تجاه الدول الصديقة بعد ان أظهرت تقدمها التكنولوجي. من جانبها أفادت شبكة "سي إن إن" الامريكية انه برغم عدم معرفة الموعد المحدد الذي ربما تنوي فيه كوريا الشمالية إطلاق صواريخها الباليستية. تضع الادارة الامريكية تاريخين هامين علي أجندتها الخاصة وترجح أن يتم فيهما تصعيد الموقف بدرجة كبيرة. وذكرت الشبكة ان ثمة ترجيحات تفيد باحتمالات ان تصعد كوريا الشمالية من حدة التوتر بشبه الجزيرة الكورية في ال15 من الشهر الجاري. والذي سيوافق بدء الاحتفال بذكري مولد كيم إيل سونج مؤسس كوريا الشمالية وجد زعيمها الحالي. أو نهاية الشهر الجاري الذي سيشهد الانتهاء من المناورات العسكرية التي تجريها الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية. وفي تعليق بثته علي موقعها الإلكتروني دعت مجلة "دير شبيجل" الألمانية واشنطن إلي إعادة النظر في استراتيجيتها حيال بيونج يانج. إذا أرادت احتواء الازمة واستئصال بؤرة التوتر في الشرق الاقصي. أوضحت ان الاستراتيجية التي تنتهجها الادارة الامريكية منذ عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش حيال هذا النظام والتي تتمثل في التعويل علي ان يدفع الفقر والجوع- نتيجة العقوبات- الشعب الكوري الشمالي إلي السأم من نداءات انظمته المستمرة للحرب. والاطاحة بهذا النظام والموالين له في صفوف الجيش. وهو ما لم يتحقق حتي الآن. بحسب المجلة. ورأت المجلة ان السلوك اللاعقلاني الذي أقدمت عليه بيونج يانج مؤخرا إنما يظهر عدم اكتراث حكومتها بالعقوبات.