بعد يوم من نصب كوريا الشمالية صاروخا آخر علي ساحلها الشرقي وتهديدها بضرب الولاياتالمتحدة, كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تضع تاريخين مهمين علي أجندتها الخاصة وترجح أن يتم فيهما تصعيد الموقف بدرجة كبيرة. وذكرت الشبكة أن ثمة ترجيحات تفيد باحتمالات أن تصعد كوريا الشمالية من حدة التوتر بشبة الجزيرة الكورية في منتصف أبريل الحالي والذي سيوافق بدء الاحتفال بذكري مولد كيم إيل سونج مؤسس كوريا الشمالية وجد زعيمها الحالي, أو نهاية الشهر الجاري الذي سيشهد الانتهاء من المناورات العسكرية التي تجريها الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية. يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه كوريا الشمالية تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية,حيث أمر الزعيم كيم جونج أون الجيش بزيادة إنتاج قذائف المدفعية. وأظهر التقرير الذي بثه تليفزيون كوريا الشمالية المركزي كيم جونج أون وهو يقول للعاملين في صناعة الدفاع في17 مارس الماضي إن أعداءهم يستعدون للحرب, وشدد علي الحاجة إلي المزيد من القذائف. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن كيم جونج أون قوله إنه بمجرد اندلاع الحرب, يتعين علينا تدمير المواقع العسكرية المهمة والمؤسسات الحكومية بضربة سريعة ومفاجئة. وأضاف أنه يجب علينا أن نضمن تماما نوعية مدفعيتنا وقذائفنا لضمان هجوم وقائي سريع ضد أعدائنا. وعلي صعيد متصل, رفضت كوريا الشمالية رفع حظر دخول العمال الكوريين الجنوبيين إلي مجمع كايسونج الصناعي المشترك الواقع في الجانب الكوري الشمالي من الحدود بين الكوريتين لليوم الرابع علي التوالي. وشوهد عدد قليل من الشاحنات المحملة بالمؤن والمواد الأولية التي وصلت المعبر للدخول إلي كايسونج لكنها عادت أدراجها بعد رفض دخولها. وحذر المدراء الكوريون الجنوبيون من أن منع حركة المواد الاولية والموظفين قد يحتم عليهم إغلاق عملياتهم في كايسونج في غضون أيام. وفي هذه الأثناء, وبالرغم من تحذير بيونج ييانج للبعثات الدبلوماسية الأجنبية علي أراضيها وحثهم علي الرحيل, فإن السفارات الأجنبية فتحت أبوابها صباح أمس وواصلت عملها المعتاد. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عن مصادر مطلعة تأكيدها إن معظم الحكومات الأجنبية تعتبر إن رسالة كوريا الشمالية هي تصعيد للتوتر في شبه الجزيرة الكورية. وفي تطور آخر, تدرس اليابانوالولاياتالمتحدة نشر طائرات تجسس بدون طيار من طراز جلوبال هوك التي تحلق علي ارتفاعات عالية من قاعدة عسكرية أمريكية في اليابان بهدف تعزيز المراقبة فوق كوريا الشمالية. ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن مصادر قولها إنه يجري دراسة القاعدة الأمريكية في ميساوا بمقاطعة آوموري كأحد مواقع نشر الطائرات من بين قواعد أخري. من جهة أخري, رأت مجلة دير شبيجل الألمانية أنه يتعين علي واشنطن إعادة النظر في استراتيجيتها حيال بيونج يانج, إذا أرادت احتواء الأزمة واستئصال بؤرة التوتر في الشرق الأقصي. وأشارت المجلة إلي أن الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية منذ عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش حيال هذا النظام والتي تتمثل في الاعتماد علي أن يدفع الفقر والجوع نتيجة العقوبات الشعب الكوري الشمالي إلي السأم من نداءات أنظمته المستمرة للحرب, والإطاحة من ثم بهذا النظام والموالين له في صفوف الجيش, وهو ما لم يتحقق حتي الآن, وأضافت المجلة أن الزعيم الكوري أراد بالتهديدات جذب أنظار الأمريكيين إذ أراد أن يبدو أكبر من مجرد شيوعي منبوذ, وأنه أراد أن يراه الأمريكيون كخصم حربي يعتد به وأن يعامله أوباما من هذا المنطلق. وأوضحت أن الصين لا تستطيع تقديم الكثير في هذا الصدد للعديد من الأسباب: أهمها أن نفوذ بكين علي بيونج يانج من التصورات المبالغ فيها, إضافة إلي أن القيادة الصينية الجديدة برئاسة شي جين بينج لا تستطيع السماح بسقوط كوريا الشمالية لأن سقوطها بقطع بكين إمدادها بالنفط والغذاء يهدد مستقبل الصين اقتصاديا, إضافة إلي ما سيترتب علي اندلاع حرب أهلية في كوريا الشمالية من نزوح الملايين من اللاجئين إلي الصين, كما سيتعين علي بكين وقتئذ تأمين أسلحة بيونج يانج النووية.