عندما أعلنت وزارة الكهرباء عن تخفيف الاحمال بصفة يومية لم تكن تعلم انها تنعش تجارة جديدة لم تكن تشغل بال المستوردين وهي سوق مولدات الكهرباء التي تعمل بالبنزين مما أوجد طابورا ثالثا أمام محطات الوقود بجانب طابوري السيارات وماكينات الري والجرارات. المنافسة شرسة بين التكاتك والمولدات للحصول علي بنزين 80 المدعم والارخص سعرا ولم يعد أمامهم سوي بنزين 92 الذي وصل سعره إلي 225 قرشا حيث بدأوا في تخزين كميات كبيرة منه خوفا من اختفائه فأصبح أصحاب السيارات يبحثون عنه في السوق السوداء. محمود سعيد قصب من قرية سنهرة يقول: الحكومة هي السبب الرئيسي وراء معظم الأزمات فبدلا من صيانة محطات الكهرباء وتوفير السولار اللازم لها بعد رفع اسعارها للثلث قررت قطع التيار وتخفيف الاحمال عن جميع القري والمدن فأعادونا إلي القرن الماضي وكانت النتيجة قيام الأهالي بشراء مولدات "صيني" تستهلك كميات كبيرة من البنزين المدعم مما أدي لخلو معظم محطات الوقود خاصة في القري من هذا النوع ولم يعد أمامهم سوي شراء بنزين 92 بسعر مضاعف لتشغيل المولدات. أما عربي محمود شحاتة من القصيرين بالزاوية الحمراء فيقول المولدات الموجودة حاليا بالاسواق تستهلك كميات تفوق السيارات بعدة أضعاف بسبب رداءة اجهزة الحرق مما يجعل اصحابها يلهثون وراء بنزين 80 المدعم وظهور سوق سوداء جديدة في هذا النوع مما يكبد الدولة خسائر فادحة. الإجازة في الطابور في حين يؤكد ربيع أبوالهنا موظف بفندق هيلتون رمسيس انه يقضي الاجازة الاسبوعية في الوقوف في الطابور أمام محطات الوقود للحصول علي بنزين مولد الكهرباء بينما يقف شقيقه في طابور مجاور في احدي محطات بني سويف للحصول علي السولار لماكينة المياه. تجار الجراكن فؤاد محمد صاحب محل ملابس يقول: انقطاع الكهرباء اجبرنا علي شراء مولد كهرباء يحتاج إلي 10 لترات يوميا "نصف صفيحة" وبمرور الوقت بدأ العديد من المحلات والمقاهي والاسر ايضا شراء مولدات وبدأنا رحلة معاناة جديدة أمام محطات الوقود بسبب اختفاء البنزين المدعم تماما سواء 80 أو 92 واصبحنا نبحث عنه في السوق السوداء ولدي تجار الجراكن بأسعار مضاعفة ولا نعلم هل سيستمر الوضع بهذا الشكل أم ستعيد وزارة الكهرباء النظر في قرار تخفيف الاحمال الذي يكبدنا خسائر باهظة. يضيف علي أبوضلع "موظف" المشهد أصبح سيئا للغاية بسبب كثرة الاشتباكات وعقد اصحاب المحطات صفقات متعددة مع البلطجية الذين يقومون بسحب الكميات بالكامل داخل جراكن وفناطيس ونضطر لشرائها منهم بأسعار مضاعفة وبدلا من وجود أزمة واحدة في السولار تشعبت وشملت البنزين بكافة انواعه. ويؤكد عادل عمار "نجار" ان أزمة بنزين 80 المخصص للمولدات لا تقف عند حد اختفائه في المحطات لكن المشكلة الكبري قيام "تجار الجراكن" بخلطه بالمياه مما يؤدي إلي تلف المولدات قبل عمرها الافتراضي بسنوات لذلك يجب علي وزارة الكهرباء اعادة النظر في قرار تخفيف الاحمال قبل سقوط قتلي أثناء الصراع علي البنزين المدعم. ابراهيم المحروقي "سائق" يري ان انتشار المولدات بهذه الصورة أجبرت اصحاب السيارات علي شراء البنزين المدعم من السوق السوداء وأجبرتهم تلك الظروف علي رفع الاجرة. محمد سمير - فلاح يؤكد ان الأزمة طالت الفلاحين ايضا الذين تعمل بعض آلاتهم بالبنزين 80 مما سيؤدي إلي عدم تجهيز الأراضي للمحاصيل الصيفية خاصة بعد أن اتجه عدد من الفلاحين للإقامة الدائمة أمام محطات الوقود رافعين شعار "بنزين في التنك ولا حساب في البنك".