من وراء النظارة

وداعاً.. الرئيس عيداروس

مات عيداروس يا محمد.. كلمات رددها باكيا علي مسامعي زميلي أشرف جبريل الجمعة الماضية.. لم أستطع أن أنطق الا بكلمة انا لله وانا اليه راجعون. . وجلست في ركن بعيد وعادت ذاكرتي للوراء 22عاما عندما التحقت بقسم الاعلام بجامعة الزقازيق وتعرفت علي محمد عيداروس الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد الطلبة بالكلية وكان نموذجا يتمني كل طالب بقسم الاعلام أن يكون مثله في ثقافته ودرايته بالإعلام وفنونه.. أصبح رمزا لطلاب قسم اعلام الزقازيق حتي بعد تخرجه في الكلية وظل يختار بنفسه طلاب الاتحاد الذين يمثلون طلاب الكلية فقد كان الأب الروحي للكلية وطلابها.. لم أجد شخصا أحبه كل من عاملوه مثل عيداروس الذي ظل رئيسا لاتحاد طلاب وخريجي اعلام الزقازيق حتي وقت وفاته.. عيداروس صاحب الطلة البهية قابلني في مدخل الجريدة يوما وعاتبني علي قلة زيارتي له ثم قال لي أنا بصدد الاقدام علي أمر ما وأريدك أن تكون معي فقلت له أنا طوع أمرك يا رئيس فأنت كنت وستظل رئيسي تأمر فلا يكون لي خيار الا التنفيذ ساعتها عانقني بمنتهي الحب الذي لم ينقص منذ عرفته رئيسا لاتحاد الكلية يمنحه لكل من يعرفه
ظل عيداروس قبلة خريجي اعلام الزقازيق الذين عملوا بمختلف الصحف المصرية فكل من كان يشتكي هما أو أحزنه تصرف زميل له يأتي الي رئيس الاتحاد محمد عيداروس الذي مارس دور عمدة الصحفيين بمنتهي البراعة وكم قام برأب صدع بين زملاء المهنة
محمد عيداروس الذي أعطي صاحبة الجلالة الكثير وتلقي في سبيل ذلك الكثير من الطعنات والضربات وظل متشبثا بالأمل في تحسن أحوال صاحبة الجلالة ولكن دون جدوي فقد تسرب الاحباط الي نفسه مؤخرا مثله في ذلك مثل آلاف الصحفيين ولم يعد هو عيداروس الذي كانت الابتسامة لا تفارقه فقد أحزنه حال المؤسسة قبل أن تحزنه أحوال مصر كلها فذهب الي أبو ظبي بحثا عن استراحة محارب عنيد في بلاط صاحبة الجلالة وشاء المولي عز وجل أن تكون هذه الاستراحة أبدية وتُقبض روح هذا المحارب هناك في أرض الغربة.. اللهم اني أحب هذا الرجل فأصببه.. اللهم انه نزل الي جوارك فأكرمه.. اني داع لصديق عمري ورفيق دربي عيداروس فأمنوا بالله عليكم: اللهم اغفر له وارحمه. وعافه واعف عنه. لقِّه الأمن والبشري والكرامة والزلفي. اللهم إن كان محسنا فزد في حسناته. وإن كان مسيئا فتجاوز عن إساءته. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد. نقه من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس. أبدله أهلا خيرا من أهله. ودارا خيرا من داره. وجيرانا خيرا من جيرانه. اللهم لا تحرمنا أجره. ولا تفتنا بعده. واغفر لنا وله.