الكبر علي الناس في الأرض. من الكبائر. سواء كان الكبر ممن يدعي العلم والإيمان علي من يراهم عصاة جاهلين. أو كان الكبر من ظالم جاهل علي من يرجو منه العدل والحلم والعلم. وقد جاءت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة تحذر من كل هذا الكبر في كل ملة سماوية. قال تعالي: "وقال موسي إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب" "غافر:27". وقال تعالي: "فلبئس مثوي المتكبرين" "النحل: 29". وقال تعالي: "فبئس مثوي المتكبرين" "الزمر: 72. غافر: 76" وقال تعالي: "وإذا تتلي عليه آياتنا ولي مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم" "لقمان: 7". وقال تعالي: "لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين" "النحل:23". ويظن البعض ان الكبر هو الخيلاء. والحق ان الكبر هو التعالي علي الناس واحتقارهم والاعتقاد بأنه أكبر منهم. أخرج الحاكم برجال ثقات عن ابن عمر ان النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "من تعاظم في نفسه. واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان". أي من عظم نفسه. إما باعتقاد أنه يستحق من التعظيم.. فوق ما يستحقه غيره - ممن لا يعلم استحقاقه الإهانة أو تعاظم بمعني تعظم أي اعتقد في نفسه انه عظيم وكبير. أو تعاظم بمعني استعظم أي طلب ان يكون عظيما وكبيرا فوق ما يستحقه غيره ممن لا يعلم استحقاقه الاهانة. وقد أخرج مسلم من حديث ابن مسعود أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: يارسول الله. إن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا. فقال صلي الله عليه وسلم - "إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس". أي يتكبر عن الحق فلا يراه حقاً. أو يتكبر عن الحق فلا يقبله. وقال النووي: معناة: الارتفاع عن الناس واحتقارهم ودفع الحق انكاره ترفعا وتجبراً.. وقد جاء هذا الحديث في رواية الحاكم بلفظ: "ولكن الكبر من بطر الحق وازدري الناس". وبطر الحق دفعه ورده. وغمط الناس هو احتقارهم وازدراؤهم. نعوذ بالله من الكبر وأهله. ونسأله سبحانه أن نكون من أهل التواضع والرشاد. فقد أخرج مسلم عن عياض بن حمار . أن النبي - صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالي أوحي إلي أن تواضعوا حتي لا يبغي أحد علي أحد. ولا يفخر أحد علي أحد. كما أخرج مسلم عن ابي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالي".