عشنا الثلاثاء الماضي ليلة سعيدة مع الكرة المصرية بانتصارين غاليين ومهمين للمنتخب الوطني الأول 2/1 علي زيمبابوي في تصفيات مونديال البرازيل 2014 ومنتخبنا الوطني للشباب علي نيجيريا بهدفين نظيفين وتأهله للمباراة النهائية لكأس الأمم. لقد رسم المنتخبان بسمة كبيرة علي وجه كل المصريين الذين يحبون الكرة أو حتي الذين لا يحبونها أولا يعرفون إذا كانت الكرة مدورة أو مربعة!! فالمصريون يعيشون أياما صعبة وكئيبة بسب حالة الانفلات الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي تسود البلاد حاليا ولذلك فهم يتلهفون علي شئ يخرجهم من هذه الكآبة وهذا الغم ولم يجدوا سوي كرة القدم وانتصارات نجوم منتخبي الكبار والصغار الذين جمعوا المصريين ووحدوهم تحت الراية المصرية. قد تكون هذه السعادة مؤقتة وتزول سريعا لكنني أقول إنها ستدوم لوقت أطول فمنتخب الشباب سيلعب اليوم مع منتخب غانا بمدينة وهران في نهائي كأس البطولة الإفريقية التي لم يفز بها منذ عشر سنوات عندما توج بها مع المعلم حسن شحاته عام 2003 والفوز باللقب سيزيد فرحة المصريين. صحيح أن هذا الفريق حقق إنجاز التأهل لمونديال تركيا الصيف المقبل بعد فوزه علي غانا والجزائر وبنين وتصدره مجموعته في البطولة الإفريقية المؤهلة للمونديال بالعلامة الكاملة 9 نقاط من 3 مباريات.. إلا أن الحلو سيكتمل بالفوز بالكأس الافريقية لأنه من الأفضل للفريق أن يذهب للمونديال التركي بطلا لإفريقيا من أن يذهب منتخبا عاديا. كما أن الفوز باللقب الإفريقي سيجنبه من الوقوع في مجموعة قوية بل إن فوزه باللقب سيضعه في مجموعه سهلة نسبيا وهي المجموعة التي تضم إنجلترا وشيلي والعراق وهذا الفريق الصغير سنا والكبير بأدائه وإنجازاته قادر علي تكرار فوزه علي غانا التي سبق أن هزمها في افتتاح البطولة 2/1 فالفريق يضم لاعبين من أصحاب موهبة وخبرة اكتسبها بعض نجومه من لعبهم مع أنديتهم في الدوري المصري الممتاز مثل رامي ربيعة ومحمود ترزيجيه في الأهلي ومحمود عبد المنعم الشهير ب "كهربا" مهاجم وادي دجلة وصالح جمعة نجم وسط إنبي ومن خلف هذا الفريق البطل مدرب رائع فاهم ودمث الخلق هو ربيع ياسين الذي حفر في الصخر وسط ظروف غاية في الصعوبة وعدم وجود إمكانيات. أما منتخب الكبار فقد استطاع أن يحقق الفوز الثالث علي التوالي في مجموعته الإفريقية السابعة المؤهلة للدور النهائي لتصفيات المونديال.. وبرغم أنه كان فوزا صعبا إلا أنه كان مهما وغاليا لأن وسع الفارق بين المنتخب وأقرب منافسيه في المجموعة وهو منتخب غينيا إلي خمس نقاط وهو فارق كبير يؤمن بنسبة كبيرة تذكرة التأهل للدور النهائي لتصفيات المونديال خاصة أن الفريق سيلعب مباراتيه المقبلتين في يونيو مع زيمبابوي وموزمبيق خارج ملعبه قبل أن يلعب مباراته الأخيرة في المجموعة مع منتخب غينيا في سبتمبر المقبل. وإذا كان الفريقان الكبار والصغار قد حققا المطلوب منهما حتي الآن فإنه مطلوب من ربيع ياسين وبرادلي خلال المرحلة المقبلة تصحيح الأخطاء التي وقعت وخاصة في الناحية الدفاعية حتي يكتمل نجاح المشوار وتكتمل الفرحة المصرية في مونديال تركيا ومونديال البرازيل.