مع استمرار عودة الحياة تدريجياً إلي نمطها الطبيعي ببورسعيد منذ بداية الأسبوع الحالي.. انتظمت أمس الثلاثاء ولليوم الثالث علي التوالي العملية التعليمية بجميع مدارس المحافظة.. وارتفعت نسبة الحضور بين التلاميذ والطلاب بجميع المراحل إلي 80% بزيادة قدرها 5% عن اليومين السابقين. بعد التحسن الملموس للأوضاع الأمنية بالمدينة والتي مازال يباشرها ضباط وجنود الجيش الثاني الميداني بدءاً من 9 مارس الحالي وحتي الآن.. والتي كان لها أبلغ الأثر في انتظام الدراسة ولو متأخراً في الفصل الدراسي الثاني لهذا العام. ونفي أحمد سعيد عرابي وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد في تصريحات خاصة ¢للجمهورية¢ صحة ما تردد بالمدينة حول قيام عدد من موجهي مادة اللغة العربية بالتعليم الثانوي العام بإلغاء الأعمال التحريرية ¢ التعبير والتطبيق ¢ لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي. وإنهم اضطروا لذلك نتيجة للأحداث التي شهدتها المحافظة من عصيان مدني وخلافة لضغط أجزاء المنهج في المدة القصيرة والمتاحة للدراسة بالترم الثاني. وأكد وكيل الوزارة أنه لا إلغاء لأي أجزاء بالمناهج المقررة علي جميع الطلاب بكافة المراحل ببورسعيد.. وأوضح أن التعليمات الصادرة لتوجيه جميع المواد باستمرار شرح المعلمين لأجزاء المناهج المقررة علي الطلاب في هذا التيرم بدءاً من عودتهم للمدارس يوم 17 مارس الحالي. وحتي أول مايو القادم وهو الموعد المحدد لانتهاء الموسم الدراسي استعدادا لبدء امتحانات آخر العام.. مشيراً إلي أن امتحانات ¢ الميد تيرم ¢ التي تبدأ يوم 31 مارس ستتناول فقط الاجزاء التي تم شرحها للتلاميذ والطلاب بدءاً من تاريخ عودتهم وانتظامهم بالدراسة فقط. وليس في جميع الأجزاء السابق تحديدها من قبل الوزارة في هذا التيرم الذي بدأ متأخراً عن موعده بأكثر من شهر بسبب الأحداث التي شهدتها المحافظة. ورغم استقرار الأوضاع المعيشية ببورسعيد. مازال الترقب والحذر يسيطران علي الأجواء العامة داخل ميدان المسلة المواجه لديوان عام المحافظة ومديرية الأمن والملقب حالياًً ب ¢ ميدان التحرير بالمدينة ¢ حيث شهدت المواجهات الأمنية الشرسة الأخيرة بين قوات الأمن والأهالي قرابة الأسبوع بمحيط مديرية الأمن. والتي انتهت صبيحة يوم 9 مارس بانسحاب تلك القوات وتولي الجيش مهام تأمين المدينة ومنشآتها.. فما زالت المسيرات التي ينظمها أعضاء الالتراس جرين إيجلز وبقية روابط التراس المصري مستمرة بمشاركة وتأييد القوي الشعبية والثورية بالمحافظة والتي تنتهي جميعها بميدان المسلة. للمطالبة بإقالة المحافظ والقصاص العادل للضحايا منذ الأحداث الدامية أيام 26. 27. 28 يناير الماضي بمحيط السجن العمومي ومنطقة الجبانات وقسم العرب. وحتي المواجهات الأمنية الأخيرة بنطاق مديرية الأمن والتي أسفرت جميعها عن مصرع ¢49¢ شخصاً وإصابة نحو ¢2000¢ آخرين برصاص القناصة وجنود الداخلية وأعيرتهم الخرطوشية وقنابلهم المسيلة للدموع والتي سقطت فوق رءوس عدد من الضحايا لتتفجر جماجمهم ويلقون حتفهم بعد صراع طويل مع الموت وكان آخر هؤلاء الضحايا ¢ محمود حامد فاروق 24 سنة ¢ الذي ودعت المدينة الباسلة جثمانه في مشهد مهيب بعد عصر أمس الأول متأثراً بسقوط إحدي تلك القنابل علي رأسه يوم 7 مارس خلال تلك المواجهات الأمنية. ويشهد ذلك الميدان حالياً. حلقات نقاشية متواصلة بين أعضاء الألتراس وأهالي المدينة حول مصير الضحايا. ونصرة المظلومين الصادر بحقهم أحكاماً في قضية مذبحة الإستاد.. حيث أجمع أهالي الضحايا والشهداء علي أنهم سيظلون علي نضالهم حتي الموت من أجل تحقيق القصاص العادل لأبنائهم ومحاسبة كل من تسبب في قتلهم غدراً مؤكدين رفضهم لمحاولات البعض الإتجار بدماء أولادهم من أجل مصالح خاصة لهم علي حساب الدماء البريئة الذكية لأبنائهم. وأيدوا جميعهم عودة الشرطة إلي عملها بالمدينة للتصدي للجرائم التي انتشرت من التثبيت والسرقات المتنوعة وخاصة سرقة السيارات مؤكدين علي أن نزاعهم مع الداخلية والأمن المركزي فقط.. وهو ما ردده أيضا أهالي المتهمين المظلومين في قضية مذبحة الإستاد الذين باتوا يدركون الآن. أن ساحات القضاء هي السبيل الوحيد لرفع الظلم عن أبنائهم المحبوسين ولكنهم يبحثون عن هيئة دفاع قوية من كبار المحاميين تحقق لهم ذلك بالتعاون مع محاميو بورسعيد. وبدعم أهالي المحافظة ورجال أعمالها خاصة وأن معظم المتهمين الأبرياء علي حد قولهم بتلك القضية التي وصفوها ب ¢ الفخ ¢ الذي نصب لبورسعيد. من الأسر البسيطة.