مستشفي ومعهد أورام جامعة الزقازيق والذي من المفروض أن يخدم محافظات الدلتا والقناة وسيناء متوقف منذ ثماني سنوات.. رغم أنه من أكبر مراكز السرطان في مصر والذي سيسد العجز في ثماني محافظات بالكامل. كان من المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولي للمشروع في مايو 2011 ولكن تأخر بسبب قلة الموارد ووصول رصيد المعهد إلي صفر رغم أن الشرقية تضم مدينتين صناعيتين هما العاشر من رمضان والصالحية الجديدة ومع ذلك يعزف رجال الأعمال عن المساهمة في إنشائه في الوقت الذي تبرع فيه الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بمعاش آخر شهر له في جامعة الزقازيق وقدره 4 آلاف جنيه كما تبرع الدكتور محمود الشريف وزير التنمية المحلية الأسبق بألف جنيه شهرياً من معاشه حتي انتهاء المشروع وأدرجت جامعة الزقازيق تبرعات إجبارية علي رسوم الجامعة مما دعا أعضاء جمعية أصدقاء معهد أورام جامعة الزقازيق بضرورة وضع ميزانية للمعهد في الموازنة العامة للدولة لا تقل عن نصف مليار جنيه لاستكمال المرحلة الثانية "التشطيبات والتجهيزات الطبية". الدكتورة نجلاء شعبان المنسق بحملة أصدقاء معهد أورام جامعة الزقازيق تقول : مساحة المعهد أكثر من 12 ألف متر ومن أهم أهدافه الاكتشاف المبكر للأورام والعلاج والبحث العلمي فهو يقدم خدمة علاجية وبحثية ويضم 13 قسماً علمياً تقدم للمجتمع الكوادر الطبية التي تستطيع أن تتعامل مع هذه النوعية من الأمراض حيث لا يوجد في مصر سوي معهد واحد شبيه هو المعهد القومي للأورام وهو الجهة الوحيدة ويضم مستشفي يسع 500 سرير ومستشفي اليوم الواحد لخدمة 150 مريضاً يومياً من عمليات صغري وتحاليل وفحوصات إشعاعية وعلاج كيماوي وإشعاعي وقسم متخصص في مجال تطوير طرق العلاج والمتابعة والتشخيص والخروج في نفس اليوم. وتشير إلي أن تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن مرض السرطان في تزايد مستمر ووفقاً لسجل الإحصاء القومي للسرطان في مصر هناك 150 حالة سرطان جديدة لكل 100 ألف نسمة سنوياً مما يعني أن هناك 120 ألف مصاب جديد يضافون سنوياً لمرضي السرطان ونسبة الشفاء لا تتعدي 35-50% من الحالات بمصر علي الرغم من أن هذه النسبة تصل في الدول المتقدمة إلي 70-80% نظراً للتقدم السريع في وسائل التشخيص والعلاج والتوزيع الجغرافي المثالي لمراكز ومعاهد الأورام المتخصصة. طارق عزت مسئول حملة أصدقاء المعهد يؤكد أن المشروع يسير ببطء لضعف الموارد والتبرعات وتخلي عدد من السياسيين ورجال الأعمال والإعلاميين عن دعم المعهد وقد تم بالفعل الانتهاء من المرحلة الأولي "الإنشاءات" بتكلفة قدرها 50 مليون جنيه وجار العمل في المرحلة الثانية وهي الأضخم "مرحلة التشطيبات" وتصل تكلفتها حوالي 156 مليون جنيه بينما تصل تكلفة المرحلة الثالثة "التجهيزات الطبية" 250 مليون جنيه وكان المشروع قد بدأ بدعم محدود من الدولة وحملة تبرعات من المجتمع المدني قادها بعض مسئولي الجامعة والمحافظة وقد توقف العمل 2010 لضعف التبرعات مما دفع الجمعية للترويج للمعهد بوسائل كثيرة في الشوارع والميادين والجمعيات الأهلية والأحزاب والشخصيات العامة والمسئولين ورجال الأعمال والإعلام وغيرها وتنشيط حركة التبرعات عبر الحفلات الخيرية والمشاركات المجتمعية المختلفة ورغم ذلك مازلنا نحتاج الكثير وقد فتحنا حساباً للتبرع باسم المعهد تحت رقم 300300 بالبنك الأهلي ودعونا الجمعيات الأهلية والأحزاب واتحادات الطلاب بالجامعات المصرية خاصة جامعات القناة والدلتا وسيناء للمشاركة وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات الشعبية والجماهيرية. أبوزيد عبدالعال من كفر صقر بالشرقية يؤكد علي أهمية سرعة الانتهاء من إنشاء المعهد قائلاً : زوجتي مصابة بسرطان الثدي وكانت تعالج في مستشفي خاص بمركز فاقوس وأنفقت كل ما أملك علي علاجها حتي وصلت إلي مرحلة عدم القدرة علي تحمل تكاليف علاج هذا المرض لذلك نتردد علي المعهد القومي للأورام بالقاهرة منذ عامين ونعاني من الانتظار عدة أسابيع لإجراء أشعة أو لصرف العلاج من الصيدلية وعادة لا يكون كاملاً ونتنقل بين أقاربنا بالقاهرة أو نضطر للسفر يومياً مما يرهقنا مادياً وجسدياً بالإضافة إلي تعطيلي عن تحصيل رزقي ووجود مستشفي مجاني لعلاج السرطان بالشرقية سوف يحل مشكلة آلاف المرضي. تضيف حنان إبراهيم : أصيب ابني بسرطان الرئة وتنقلنا به بين المستشفيات بالشرقية والقاهرة ونظراً لعدم تلقي العلاج اللازم توفي حيث كنا ننتظر أياماً طويلة حتي يتلقي جلسات العلاج الكيماوي وهذا التأخير نتج عنه انتشار المرض في جميع أنحاء الجسم وعندما قررنا إجراء جراحة له كان علينا انتظار الدور الذي تقرر بعد شهرين و12 يوماً ولكن المنية عاجلته قبل موعد العملية لأن مستشفيات علاج السرطان في مصر قليلة ومزدحمة وعدد الأطباء غير كاف والأجهزة تتعطل نتيجة ضغط العمل عليها وعدم وجود صيانة بالإضافة إلي نقص العلاج وأكياس الدم لذلك من الضروري وجود مستشفي لعلاج السرطان في كل محافظة خاصة في ظل الانتشار الكبير للمرض.