وصلت بورسعيد أمس تعزيزات أمنية مكثفة من رجال القوات المسلحة لتأمين المنشآت الشرطية والمنشآت الحيوية بالمحافظة ترقباً للأحكام التي تطلقها محكمة جنايات بورسعيد التي تترقبها بورسعيد ومحافظات الجمهورية خاصة أسر شهداء النادي الأهلي واهالي المتهمين الذين تتعلق قلوبهم بالجلسة الثانية برئاسة المستشار صبحي عبد الحميد رئيس المحكمة والتي نطق خلالها بقية الأحكام علي المتهمين في القضية التي عرفت إعلامياً بمذبحة المصري حيث يشمل الحكم 54 متهماً آخرين بعد أن قضت في جلستها الماضية بإعدام 21 متهماً.. يذكر أن من بين المتهمين 5 من القيادات الأمنية بينهم مدير أمن بورسعيد الأسبق اللواء عصام سمك. كانت القيادات التنفيذية والأمنية والعسكرية قد استعدت جيداً لتلك اللحظة حيث حاول اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد تهدئة الأجواء في بورسعيد بعد أسبوع شاق من الشغب والعنف المتبادل بين الشرطة والمتظاهرين علي خلفية ترحيل المتهمين خارج بورسعيد حيث عقد لقاء موسعاً مع أسر الشهداء وأسر المتهمين في القضية وعدد من أبناء المحافظة ممن لهم قبول في الشارع البورسعيدي حضر اللقاء الذي عقد في المحطة العسكرية اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني الذي طلب منهم تشكيل لجنة منهم لتفريغ محيط ميدان الشهداء ومديرية الأمن حتي يتم تأمين المنطقة لأنه لن يتدخل في تفريق أي متظاهر وقد أبدي الحضور تعاونهم مع قوات الجيش مطالبين بعدم تواجد رجال الأمن المركزي في المنطقة أو علي أسطح المباني حتي لا يثيروا غضب المتظاهرين وتتكرر أحداث الشغب. وخرجت دعوات عديدة من ضباط الشرطة بالأقسام ومديرية الأمن معلنين عن تضامنهم مع المتظاهرين في مطالبهم التي وصفوها بالعادلة والمشروعة وأنهم ضد سياسة وزير الداخلية التي يتبعها في مواجهة المتظاهرين بدعوي إقحامهم في قضايا سياسية لا دخل لهم فيها ومطالبين بإقالة الوزير ورفض تأمين العملية الانتخابية القادمة. أعلن اللواء صلاح زيادة مساعد الوزير لمدن القناة وسيناء عن مبادرة أخري لنزع فتيل الأزمة بالمحافظة برغبته في سحب قوات الأمن المركزي من محيط مديرية الأمن والتفاوض مع المتظاهرين من أجل عودة الاستقرار للمواطنين وحقن دماء الأبرياء. وخرجت دعوات مماثلة من بعض الرموز المدنية بالمحافظة تدعو الي التهدئة في الشارع وتفريغ محيط الأحداث من المتظاهرين والعودة الي بيوتهم حفاظاً علي أرواح الشباب التي تذهب هباءً. تسلم الجيش وسط هتافات كبيرة من أهالي بورسعيد مبني مديرية الأمن بعد قيام قوات الأمن المركزي بإخلائه حيث عقد الفريق أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني لقاءً جماهيرياً مع المتظاهرين في ميدان الشهداء والقي عليهم التحية ثم قال : إن وجود القوات المسلحة هنا اليوم مع الشعب هي لتأمين المكان وأن قوات الأمن المركزي قد أخلت المكان حرصاُ منها علي الحفاظ علي أرواح أبناء بورسعيد ونحن هنا اليوم نعمل يدا بيد مع أهالي بورسعيد وطالبهم بالهدوء وإفراغ المكان من الأهالي. فرد عليه المتظاهرون بأنهم سيحمون المكان مع الجيش لكننا نرفض الرحيل عن المكان وسنكمل العصيان المدني حتي تتحقق مطالبنا وعدم السماح لأبنائنا بالذهاب الي جلسة المحاكمة وعودتهم بعد النطق بالحكم الي سجن بورسعيد. وفي لفتة إنسانية تعبر عن مدي حب المتظاهرين لمدينتهم قاموا بتنظيف المكان من الطوب والحجارة التي استخدمت في الاشتباكات علي مدار الخمسة أيام الماضية وساعدتهم سيارات حي الشرق في نقل المخلفات عن المنطقة. ثم توجه جنود القوات المسلحة بدبابتين الي محيط مديرية الأمن وسط هتافات وعلامات النصر لمتظاهرين برحيل قوات الشرطة عن المكان رافعين علامات النصر من فوق دبابات الجيش. من ناحية أخري ارتفع عدد قتلي الأحداث التي شهدتها بورسعيد الي 6 قتلي بينهم اثنان من جنود الأمن المركزي وذلك بعد أن لقي اثنان أمس مصرعهما متأثرين بجراحهما في المستشفي الجامعي بالمنصورة وهما عبد الحليم مهنا وكريم عطعوط 33 سنة بعد إصابتهما بطلق ناري. آراء التجار تباينت آراء المواطنين ببورسعيد حول استباق قرارات محكمة الجنايات اليوم ولكن الذي اتفق عليه الجميع أن أمن بورسعيد مقدم علي كل أولويات أخري يقول طارق رجب 43 سنة سائق اننا في بورسعيد نعاني منذ عام من جراء مباراة في كرة القدم راح فيها ضحايا كثيرون ومن هذا اليوم وأحنا حالنا واقف ولا نعمل ووراءنا أقساط وأعباء عائلية كثيرة وكنا ننتظر حكم المحكمة حتي تنتهي تلك المأساة ويجب أن نتقبل الحكم مهما كان تأثيره علي الطرفين. أما رمزي السعيد معاشات قناة السويس فيري أن تشديد الأحكام علي المتهمين المتبقين لن يتقبلها الشارع وسيكون هناك عنف كبير ويمكن أن تصل الي أقسام الشرطة مرة أخري وهذا أمر خطير وسيحاول البعض التعبير عن غضبه ولن يجد أمامه سوي رمز الدولة المتمثل في رجال الشرطة خاصة وانه تردد أن الشرطة كانت سبباً في تغليظ أحكام الإعدام علي المتهمين المظلومين. بينما يتوقع محمد رزق موظف بالتعليم أن أحكام المحكمة ستكون مخففة وبعيدة عن الإعدام وهذا من شأنه إعادة الهدوء الي بورسعيد. بينما يري موجه بالتعليم أن المحكمة سوف تؤجل الجلسة لموعد آخر لحين حضور موافقة فضيلة المفتي علي إعدام 21 متهماً الآخرين الذين صدر ضدهم حكم في الجلسة الأولي ولكن هذا الموقف سيؤدي الي استمرار القلق في بورسعيد ومزيداً من العنف ضد الشرطة التي لم تهدأ منذ أسابيع وهذا كله في مصلحة البلطجية. يقول محمد حسن فني بهيئة قناة السويس ان ما يحدث في بورسعيد يخدم فئة كبيرة من البلطجية والمهربين الذين استغلوا تلك الأحداث وقاموا بتهريب الآلاف من أطنان البضائع المستوردة عبر المنافذ الجمركية واستغلوا انشغال الشرطة في مقاومة المتظاهرين وأفرغوا بورسعيد من البضاعة الراكدة منذ أشهر لبيعها في القاهرة والمحافظات. وفي السوق التجاري الذي فقد التجار مصدر رزقهم اليومي بسبب أحداث العنف قال عمرو اللبان تاجر بشارع الحميدي ان تفاقم القضايا السياسية بدون حل من القيادة الرئاسية وتهميش مطالب بورسعيد واعتبارها محافظة ليست ضمن سياق محافظات مصر وأن عددها السكاني قليل كل هذا يؤثر علي اقتصادنا وأوضاعنا خاصة إننا بلد تجاري وسياحي في المقام الأول وإذا لم تفق الدولة في علاج مشاكلنا والبحث عن الجناة الحقيقيين في حادث ستاد بورسعيد. ويقول محمود فؤاد رئيس رابطة ائتلاف بورسعيد انه رغم قرار الرئيس مرسي بعودة المنطقة الحرة الي بورسعيد إلا أننا لم نشعر بفرحة هذا القرار الذي ما تمنيناه طوياً بسبب تجاهله للطلبات الأهم وهي المتعلقة بأرواح زهقت وسوف تستمر بورسعيد في هذا الموقف. وعلي صعيد آخر تقف أسر أهالي المتهمين في القضية في حالة تحفز في انتظار حكم المحكمة الذين رأوا أنها خرجت بصورة صادمة لهم في الجلسة الأولي خاصة أن بينهم أبرياء كثر من الذين ألقت القبض عليهم ضباط الشرطة بصورة عشوائية هكذا قال عادل شحاته والد المتهم محمد حمص والذي يؤكد أنه مقتنع ببراءة ابنه لأنه كان معه يوم المباراة وقد عاد للمنزل معه ولم يتركه لحظة واحدة وبعد أسبوع ألقي القبض عليه وضمه لقرار الاتهام. وفي المنطقة الحرة العامة للاستثمار قال حسام جبر رئيس جمعية مستثمري الملابس الجاهزة ان عدم هدوء الأوضاع في بورسعيد سيزيد من كوارثنا فلا أحد في مصر يتخيل كم الخسارة التي نتعرض لها في بورسعيد. مظاهرة للألتراس بدمياط دمياط السعيد الشيطي: نظم شباب التراس الأهلي بدمياط أمس وقفة احتجاجية بميدان الحرية بمدينة دمياط للمطالبة بالقصاص من قتلة شهداء مجزرة استاد بورسعيد والتي راح ضحيتها 74 شابا من بينهم 4 من أبناء دمياط.. وتأتي هذه الوقفة قبل ساعات من الجلسة التي حددتها محكمة الجنايات للنطق بالحكم. دعا المتظاهرون مواطني المحافظة للتجمهر أمام اكاديمية الشرطة بالقاهرة اليوم خلال جلسة الحكم وحذروا وزارة الداخلية من مواجهتهم في حالة عدم القصاص رافعين شعار "إما القصاص أو الفوضي".