يحظي الطيران الداخلي باهتمام المسئولين بالطيران المدني علي مر السنوات الطويلة الماضية لما له من أهمية كبيرة في سرعة الانتقال والمساهمة في انتعاش الحركة السياحية والتجارية والاستثمارية وسهولة انتقال رجال الأعمال والمستثمرين من القاهرة العاصمة إلي مختلف المحافظات المصرية لا سيما البعيدة عنها.. ولكن للأسف باءت جميع محاولات المسئولين السابقين بالفشل واصطدمت علي صخرة تكاليف التشغيل التي وقفت حجر عثرة أمام أي محاولة لتخفيض الأسعار لتصبح في متناول المصريين وتورات أي محاولة صادقة لتحقيق هذا الهدف أمام الارتفاع في أسعار الوقود ورسوم الايواء والاقلاع والهبوط وقد تحملت مصر للطيران وحدها عبء تكاليف التشغيل بغض النظر عن نسبة الامتلاء علي الطائرات دون أي مشاركة من شركات الطيران المصرية الخاصة التي لا تريد المغامرة والمخاطرة والدخول في هذا المجال الصعب وتبحث عن المكسب السريع وإذا كان هذا هو قدر مصر للطيران بصفتها الشركة الوطنية فلا يجب الضغط عليها في هذا الشأن.. وكانت المحاولة الأولي من محاولات تفعيل الطيران الداخلي من خلال انشاء شركة اكسبريس "مصر للطيران للنقل الداخلي والإقليمي" وكادت المحاولة أن تحقق النجاح خاصة أن الرحلات أصبحت علي مدار الساعة واضافة إلي اتاحة البدائل في توقيت الرحلات أمام الركاب ولكن نظراً لصغر سعة الطائرات التي تسع ل 76 راكباً فقط لم تحقق الجدوي الاقتصادية منها في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الوقود عالمياً مما أدي إلي زيادة أسعار تذاكر الطيران وتطبيق سياسة الشرائح السعرية المختلفة علي الرحلة الواحدة وتفاوت واضح وكبير في السعر الذي قد يصل إلي ألف جنيه وبذلك عادت حركة السفر الداخلي إلي موقعها مرة أخري بعيدة عن العديد من الشرائح والفئات المصرية المختلفة.. ويسعي المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني لاحياء هذه الفكرة مرة أخري من خلال شركة سمارت للطيران وتقديم كل الدعم لها ولكن قبل كل ذلك يجب أن يراعي الأخطاء السابقة والتعريف بالأسعار للركاب من خلال دعاية قوية والعمل علي انتشار مكاتب للمبيعات خاصة بالشركة في مختلف المحافظات التي تسير إليها رحلات جوية وفي النهاية هل ستنجح سمارت في ذلك.