بعد نحو عشرة سنوات من الظهور والاختفاء فى ظروف غامضة حطت بمطار القاهرة الأحد طائرة بومباردية الكندية بعد طيران 13 ساعة لتكشف الشركة المالكة لها «سمارت أڤييشن» عن بدء تشغيل نشاط نقل الركاب فى الرحلات الداخلية بشكل منتظم ولتكون بذلك أول شركة طيران تدخل مغامرة منافسة الشركة الوطنية مصر للطيران التى تحتكر سوق الطيران الداخلى ما بين المطارات المصرية. الطائرة من طراز Dash8-Q400 تسع 74 راكبا هى الأولي من خمس طائرات تعاقدت عليها الشركة قبل أكثر من عام بقيمة إجمالية 100 مليون دولار بتمويل من بنك القاهرة، فيما ستصل الطائرة الثانية أول أكتوبر القادم لتبدأ الشركة نشاطها على الفور أول أكتوبر برحلات «شارتر» طيران عارض.
ووفقا للمهندس وائل المعداوى رئيس مجلس إدارة شركة «سمارت للطيران» فقد إستطاعت الشركة إعادة الطائرات المروحية للسوق المصرى، بعد تجربة سابقة لم يكتب لها النجاح قبل عشر سنوات بسبب عدم اعتياد الراكب المصرى على هذا النوع من الطائرات بسبب الضوضاء، لكن التكنولوجيا التى استخدمت لهذا الطراز جعلته أقل ضوضاء أربع مرات عن غيرها من الطرازات. وأضاف المعداوى أن الطائرات المروحية أكثر أمانا من الطائرات النفاثة حيث أنها مزودة بنظام طيران شراعى للطوارئ لا يتوفر فى النفاثات، علاوة على أن الطائرة تنخفض إنبعاثات الكربون منها بنسبة 50٪. وكشف المعداوى «للتحرير» أن الشركة ستبدأ نشاطها برحلات «شارتر» لمدة ثلاث شهورتنتهى خلالها من إستكمال اجراءات نشاط الرحلات المنتظمة على الخطوط الداخلية والإقليمية من مكاتب بيع منفصلة وحجز على الإنترنت، حيث تعتزم الشركة تسيير رحلات إلى المدن السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصروالإسكندرية، علاوة على رحلات إلى اليونان وتركيا ونقاط أخرى فى دائرة التشغيل الإقليمى.
وتراهن الشركة على إنخفاض أسعارها بنسبة تصل 40 ٪ عن أسعار المنافس الأول مصر للطيران وذلك أساسا لإنخفاض إقتصاديات التشغيل للطائرات المروحية عن تلك النفاثة التى تستخدمها مصر للطيران إكسبريس المشغل الإقليمى والتى تستخدم الطائرات النفاثة البرازيلية إمبراير سعة 78 راكبا لكن أسعارها على الرحلات الداخلية كانت مثار شكوى من الراكب المصرى وشركات السياحة التى تسعى دائما للأسعار الأقل. فى المقابل ووفقا للطيار حلمى رزق رئيس شركة إكسبريس فإن شركته ستتأثر حتما بالتشغيل الجديد لشركة منافسة خاصة، إذا عملت على نفس خطوط الشبكة التى تسيرها إكسبريس، لكن رزق أوضح أن الراكب سيكون أمامه خيارات الطيران بالنفاثة، والتمتع بمميزات شركته أو الطيران بالمروحيات مع ما تقدمه المنافس وقال أن الراكب المصرى يستطيع أن يميز بين الخدمات. وأضاف أن شركته تمتلك أدوات المنافسة بقوة على السوق المصرى، بما فى ذلك الترددات الكثيرة والمتنوعة على مدار اليوم التى ترضى طلبات السفر في أى وقت كما أن الشركة لديها نظام بيع وتسويق قوى، فضلا عن إستفادتها من تشغيل شركة الخطوط فى الشركة الأم، حيث تملك أفضلية الربط مع شبكة الخطوط الدولية وقال رزق أن الشركة الجديدة تستطيع العمل بشكل تكاملى مع مصر للطيران لأن تعارض المصالح لن يفيد السوق المصرى. من جهتة أوضح حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والتى تعد الناقلة الوطنية والمشغل الأول لحركه النقل الجوى للركاب فى مصر أن سلطات الطيران تتدرس حاليا مع الشركة الوطنية والشركة الجديده «سمارت اڤييشن» لتنظيم تشغيل الخطوط الداخلية مع بديلين إما تشغيل جزء من رحلات مصر للطيران الداخلية تحت اسم مصر للطيران بالطائرات المروحية بتخصيص مواعيد بعينها ويعلن للراكب أنها بالطائرات المروحية، وإما تخصيص خطوط داخلية مختلفة مثل الرحلات البينية من الأقصر أو أسوان للغردقة أو الإسكندرية والتى لا تغطيها رحلات الشركة الوطنية، بما يفيد سوق الطيران المصرى بشكل عام. وقال مسعود أنه رغم ملكية مصر للطيران لعشرة بالمائة من أسهم شركة سمارت إلا أن سياسات الشركة منفصلة تماما عن الشركة الوطنية، وهو ما يظهر فى منافسة الشركة لشبكة الشركة الوطنية وأضاف أنه لن يتدخل للتأثير على سياسات عمل الشركة، خاصة وأن نسبة شركته أقل نسبة بين المساهمين. ووفقا للمعداوى فإن سمارت التى تأسست عام 2007 كشركة مساهمة مصرية، يبلغ رأسمالها الحالى 100 مليون دولار، يحوز منها بنك الإستثمار القومى نسبة 30 % والباقى مقسمة 40 % لصندوق التنمية والدعم للطيران المدنى ، 10 % الشركة القابضة لمصر للطيران ، 10 % الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية ، 5 % الشركة القابضة المالية ، 5% الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية . وقد بدأت الشركة نشاطها برحلات لرجال الأعمال ب3 طائرات نفاثة من طراز Cessnan سعة «10» راكب، وفى عام 2009 أدخلت نشاط طائرات الإسعاف الطائر من خلال طائرتين من نفس الطراز مجهزتين بوحدة عنايه مركزة ICU وإستطاعت الفوز بعمليات غسيل أبراج الكهرباء ذات الضغط العالى لشبكة الكهرباء المصرية كلها والتى انتقدتها إسرائيل عبر تقاريرها الإعلامية وشككت فى قدرة المصريين على التدرب على عمليات غسيل الأبراج فى الصحراء المترامية، خاصة مع كشف الجانب المصرى لخطط التوسع لتسويق النشاط فى الشرق الأوسط وهو ما أزعج إسرائيل التى تهدف لاحتكار النشاط وتقديم الخدمات.
الغريب أن الإذاعة الإسرائيلية بثت تقارير مؤخرا مع إعلان تشغيل شركة مصرية للطائرات المروحية تهدف لإثارة الشكوك حول فرص نجاح تشغيل الطائرات المروحية وشككت فى تقبل الركاب المصريين لها للمرة الثانية، وسخرت من تشغيل رحلات بسعر الحافلات بين المحافظات المصرية ووصفت المسئولين المصريين بانهم يفرطون فى التفاؤل.