أعاد المعتصمون بميدان التحرير غلق الشوارع المؤدية إليه مرة أخري بعد ساعة من قيام الشرطة بفتحه أمام مرور السيارات وإزالة الحواجز التي تم وضعها احتجاجاً علي إلقاء المباحث القبض علي 52 متهماً من الباعة الجائلين والمعتصمين لقيامهم برشق القوات بالحجارة وقنابل المولوتوف. قام المعتصمون بإشعال النيران في إطارات السيارات ووضعها في مداخل شوارع طلعت حرب والبستان وشامبليون لغلق الطرق المؤدية إلي الميدان في الوقت الذي انسحبت قوات الشرطة منعاً لوقوع اصطدام بين الجانبين. شهد شارع كورنيش النيل تواجداً مكثفاً لقوات الشرطة منذ الساعات الأولي فجر أمس الأمر الذي تأكد معه اعتزام الداخلية فض الاعتصام وإزالة خيام المعتصمين بالتحرير بالقوة وعلي أثره قام عدد من المتظاهرين بطرق أعمدة الإنارة للإعلان عن احتجاجهم علي إخلاء الميدان. في الخامسة فجراً بدأت علميات فتح الميدان في الساعة الخامسة فجراً تحت إشراف اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لقطاع القاهرة وقيادة اللواء علي الدمرداش حكمدار العاصمة حيث توجهت 11 سيارة أمن مركزي و3 سيارات مصفحة وعدد كبير من القوات بينهم مجموعة ترتدي الزي المدني انتشروا في الميدان وقاموا بإزالة الكتل الخرسانية التي وضعها المتظاهرون في مدخل الميدان من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض كذلك أجولة الرمال الموجودة في مدخل شارعي محمد محمود وطلعت حرب تمهيداً لفتح الميدان أمام مرور السيارات بعد عدة محاولات للتفاوض مع المعتصمين بشأن تسيير الحركة المرورية بالمنطقة التي تشهد المحاور المؤدية إليها اختناقات مرورية شديدة. رفع المخلفات عقب فرض قوات الشرطة سيطرتها علي الميدان في تمام الساعة السابعة صباحاً انتشر عمال هيئة النظافة والتجميل لرفع جميع المخلفات التي خلفتها عمليات الإزالة من إطارات محترقة وحواجز أسمنتية وشكائر رمال وكميات كبيرة من القمامة وتم تحميلها علي سيارات الهيئة وبدأت عمليات رش الميدان بالمياه لتشهد معها المنطقة اشتباكات بين عدد من المتواجدين في الميدان والقوات عقب قيامهم بإلقاء عمال النظافة بالحجارة وقنابل المولوتوف ومحاولة التعدي عليهم بالأسلحة البيضاء والجنازير. فور وقوع الاشتباكات انتشر رجال المباحث بالميدان تحت قيادة اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة لضبط المتهمين لتسفر الجهود عن ضبط 52 متهماً من ضمن الباعة الجائلين والمحتجين الذين قاموا بالاعتداء علي القوات ورجال هيئة النظافة في الوقت الذي لم يتم المساس بالخيام الموجودة في صنية الميدان أو المعتصمين فيها وتم ترحيل المتهمين في حراسة مشددة من اللواء جمال سعيد مساعد فرقة غرب القاهرة والعميد هاني جرجس مأمور قصر النيل للنيابة التي تولت التحقيق مع المتهمين بتهم حيازة أسلحة بيضاء والتعدي علي موظفين عموميين أثناء تأدية وظيفتهم. قنابل المولوتوف ضبطت أجهزة الأمن بقيادة اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة كمية كبيرة من قنابل المولوتوف والأسلحة البيضاء بحوزة المتهمين في الوقت الذي تم ضبط اثنين من المعتصمين أثناء خروجهم من الميدان بسيارة وبتفتيشها عثر بداخلها علي كمية من البلي والنبال اعترفوا بحيازتها بقصد التعدي علي القوات. صرح مصدر أمني ل"الجمهورية" بأنه في ضوء تضرر العديد من المواطنين من استمرار إغلاق المنافذ المؤدية لميدان التحرير لما يشكله ذلك من قيد علي حريتهم الشخصية في الحركة والتنقل بالإضافة إلي التأثيرات السلبية علي العديد من المحاور الرئيسية لاسيما أنه يشكل قلب العاصمة وملتقي معظم المحاور المرورية فضلاً عن سابقة قيام الأجهزة الأمنية المعنية بالوزارة بالحوار مع بعض الشباب المعتصمين بميدان التحرير لتسيير الحركة المرورية بالمحاور المحيطة بالميدان فقد قامت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة صباح أمس برفع العوائق والإشغالات التي تعوق الحركة المرورية بالمنافذ المؤدية لميدان التحرير وذلك للعمل علي إعادة الحركة المرورية لطبيعتها. وأضاف المصدر أنه في إطار هذا الصدد تم التنسيق مع هيئة النظافة بمحافظة القاهرة لإزالة تلك العوائق والإشغالات لفتح الميدان أمام مرور السيارات وأثناء ذلك تعرض العاملون بهيئة النظافة بمحافظة القاهرة للاعتداء بالمولوتوف والحجارة من جانب عدد من الأشخاص والباعة الجائلين إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم وتم ضبط 52 متهماً وبحوزة بعضهم عدد من الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف وقد عاود بعضهم إغلاق عدد من المحاور بالميدان يجري التنسيق لإعادة فتحها مرة أخري. حماية المعتصمين أكد المصدر التزام وزارة الداخلية بحماية المعتصمين المتواجدين بالميدان انطلاقاً من إيمانها بحق التعبير السلمي عن الرأي والذي لا يمثل أو يشكل مساساً بحريات باقي المواطنين أو يعطل مصالحهم العامة أو يمثل تجاوزاً لحدود القانون. بعد ساعات قليلة من إعادة فتح الميدان توافد عدد من المعتصمين والمنتمين للحركات الثورية علي المنطقة مرة أخري وقاموا بوضع عدد من إطارات السيارات في المداخل المؤدية للميدان وإشعال النيران فيها وترديد الهتافات المعادية للشرطة والنظام منددين بإلقاء القبض علي البعض بدعوي أنهم من الثوار وتم التنكيل بهم وضبطهم من داخل الخيام المنصوبة في الصينية أثناء اعتصامهم بداخلها. وعاد مجمع التحرير للعمل بعد محاولات إغلاقه صباح أمس من قبل معتصمين غاضبين من اقتحام قوات الأمن للميدان حيث نجح أمن المجمع في إقناع المعتصمين بفتحه أمام الموظفين والمواطنين لقضاء مصالحهم. وسيطر الهدوء علي الميدان وسط استمرار إغلاق مداخله أمام حركة المرور وتجمع العشرات لتبادل النقاش حول ما حدث فجر أمس من محاولة لاقتحام الميدان. وقال أسامة عبدالعال مدير أمن مجمع التحرير إن بعض الشباب الغاضب حاول إغلاق المجمع في تمام الساعة السادسة صباحاً ولكن بعد مشاورات معهم تم إقناعهم بالعدول عن ذلك وعادت الأمور لطبيعتها وسط انتظام الموظفين في أداء عملهم. العودة للوراء ورفض أشرف حسن أحد مصابي الثورة فض الاعتصام بالقوة موضحاً أن ميدان التحرير هو قلب الثورة وأن إخلاءه معناه العودة للوراء وقمع المعارضة. وأوضح محمد عبدالحميد سكرتير عام اتحاد العمال بحزب الوفد أن قوات الأمن اقتحمت الميدان في الساعة الخامسة صباحاً وسط إلقاء قنابل الغاز مما دفع المعتصمين إلي الهروب للشوارع الجانبية وبعد مضي ساعة انسحبت الشرطة وعاد المعتصمون رافضاً فض الاعتصام بالقوة أو القبض علي المتظاهرين.