من يأتي بفرائض الله. وينتهي عما نهي الله. فقد امتثل لشرع الله. واستحق بفضل الله جنة الله. ومن زاد من فعل الطاعات والخيرات طوعاً من نفسه فإنه يستحق - بفضل الله - مراتب أعلي في الجنة. وصدق الله حيث يقول: ¢ وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب¢ "البقرة: 197". ويدل علي أن الامتثال يتحقق بفعل الفرائض واجتناب النواهي ما أخرجه الطبراني والدار قطني برجال الصحيح عن أبي ثعلبة أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: ¢ إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها. ونهي عن أشياء فلا تنتهكوها. وحدً حدوداً فلا تعتدوها. وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها¢. وأخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة. أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال : ¢ ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم ¢. وقد جاء رجل إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - يسأله عن فرائض الله. وحلف ألا يزيد عليها. فلم يعنفه النبي - صلي الله عليه وسلم - بل بشره بالجنة إن صدق. فقد أخرج الشيخان من حديث طلحة بن عبيد الله. قال : جاء رجل إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من أهل نجد ثائر الرأس. يسمع دوي صوته. ولا يفقه ما يقول حتي دناه. فإذا هو يسأل عن الإسلام. فقال رسول الله . صلي الله عليه وسلم: ¢خمس صلوات في اليوم والليلة¢. فقال: هل علي غيرها؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ¢ لا إلا أن تطوع ¢. فقال الرجل : والذي بعثك بالحق لا أطوع. ثم ماذا؟ فقال صلي الله عليه وسلم: أن تصوم رمضان:. فقال الرجل: هل علي غيره؟ فقال - صلي الله عليه وسلم -¢لا إلا أن تطوع¢. فقال الرجل : والذي بعثك بالحق لا أطوع. ثم ماذا؟ فقال رسول الله. صلي الله عليه وسلم: الزكاة:. وهكذا عن فرائض الله. والرجل يقول: والذي بعثك بالحق لا أطوع - وفي رواية: والله لا أزيد علي هذا ولا أنقص- ثم أدبر الرجل. والناس يعجبون فقال صلي الله عليه وسلم - ¢أفلح إن تصدق¢. وفي رواية: ¢دخل الجنة إن صدق¢. وفي رواية : ¢دخل الجنة وأبيه إن صدق¢.