تزايدت في الفترة الاخيرة اعداد مرضي الكبد وفيروس سي نتيجة تلوث الأطعمة والمياه وانتشار الدم الملوث بالمستشفيات ومقابل هذه الزيادة نجد مستشفيات وزارة الصحة والجامعية تعاني نقصاً شديداً في غرف الرعاية المركزة والتي يحتاجها مرضي الكبد مما يؤدي إلي وفاة حالات كثيرة. هذا ما تؤكده حنان رزق مصابة بفيروس سي منذ 6 سنوات تقول: انها اكتشفت اصابتها بالصدفة عندما شعرت بآلام شديدة وبالكشف الطبي تبين انها اصيبت بفيروس سي نتيجة نقل دم ملوث لها عند دخولها أحد المستشفيات للعلاج من حالة انيميا حادة. تروي نبيلة أحمد مأساتها قائلة اصبت بنزيف شديد في الرحم ودخلت المستشفي لاستئصاله واستعان الطبيب بأكياس دم بسبب سوء حالتي وبعد فترة شعرت بآلام شديدة بالمعدة فتوجهت إلي طبيب باطنة وبعد اجراء التحاليل اكتشفت الاصابة بالفيروس. اطعمة ومياه مسرطنة تؤكد صباح عبدالحميد من بني سويف علي انتشار الفيروس اللعين في قريتها بسبب تلوث الاطعمة والمياه فمنذ 16 عامًا شعرت بمغص معوي شديد فتوجهت للمستشفي وبعد اجراء الفحوصات والتحاليل اكتشفت اصابتي بالفيروس وطوال هذه الفترة اتعالج علي نفقتي الخاصة. تضيف عدلية السيد انها مريضة كبد منذ 5 سنوات وفي الفترة الأخيرة تدهورت حالتها الصحية واصيبت بورم علي الكبد وتم حقنه واكد الطبيب ان المرض بسبب الاطعمة الملوثة والمسرطنة التي نتناولها. نقص غرف الرعاية يشير محمد سيد إلي مدي معاناة مرضي الكبد في الحصول علي الرعاية الصحية ففي احدي المرات اصيب بنزيف وهو مريض كبد واحتاج دخول العناية المركزة وظل يبحث عن سرير رعاية بالمستشفيات فلم يجد وبعد ان يأس من البحث اضطر إلي دخول مستشفي خاص واقترض لتوفير ثمن الاقامة داخل الرعاية بالمستشفي والادهي من ذلك تعرضه لنزيف مستمر وليس لديه القدرة المادية لتحمل تكاليف المستشفيات الخاصة. ويشكو فهد عبدالحفيظ من اهمال معظم الأطباء بتعريفهم أساليب الوقاية من الفيروس اللعين والاجراءات الواجب عليه اتباعها حتي يقي المحيطين حوله من الاصابة ولا يعطون المريض سوي بعض التعليمات شديدة السطحية وهذا سبب انتشاره بشكل كبير بين المواطنين نتيجة جهل الكثير من المرضي بأسبابه. الدكتور وحيد دوس مدير معهد الكبد يؤكد هو الآخر ذلك قائلاً: 10% من سكان مصر مصاب بأمراض كبدية بسبب قلة الوعي وتلوث الغذاء والمياه والمعهد يستقبل يوميا ما يزيد علي مائتي حالة مرضية نقدم لها العلاج المناسب لمنع تدهور حالتها الصحية فجميع الأقسام الحيوية والعناية المركزة ووحدات الغسيل الكلوي تعمل بكامل طاقتها ولكن زيادة اعداد المرضي تسببت في وجود نقص شديد في غرف العناية المركزة. يشير الدكتور هشام الخياط استاذ الجهاز الهضمي ورئيس قسم الكبد بمعهد تيودور بلهارس انه من المعروف طبقا لإحصائيات وزارة الصحة ان حوالي 4 ملايين يعانون من فيروس سي و4 ملايين يعانون من فيروس بي وما لا يقل عن 6 ملايين يعانون من تدهن الكبد كما أن هناك مليون مواطن مصاب بتليف كبدي ويحتاج إلي عناية مركزة نتيجة لحدوث غيبوبة وقيء دموي مما يزيد من مشكلة العناية المركزة في مصر والتي تعاني من نقص شديد وزيادة اعباء نفقات العلاج علي حساب الدولة. مصاب كل دقيقة يضيف الخياط ان هناك مصابًا بفيروس سي كل دقيقة بسبب انتشار التلوث في بعض المستشفيات خاصة في القري النائية وعدم اتباع اساليب التعقيم الحديثة في المواد الجراحية والمناظير وماكينات الكلي بجانب عدم وعي المرضي بطرق انتشار العدوي فهي تنتقل عن طريق أطباء الأسنان والحلاقين وبوتيكات التحميل التي انتشرت في المولات والتي تستخدم أدوات تجميل غير معقمة وأيضا عند استخدام سرنجات الحقن أكثر من مرة.