يتعرض كبد المصريين إلي ضغوط رهيبة نتيجة التلوث الشائع في مصر ، بالإضافة الي العديد من السلوكيات الخاطئة التي نفعلها يوميا ، مما يؤدي إلي إصابة كبدنا بالعديد من الفيروسات أخطرها وأكثرها شيوعا فيروس سي ومع تحذير الأطباء بضرورة الأنتباه والحذر من هذه الفيروسات اللعينة لعدم وجود تطعيمات ضدها، وللوقاية منه والحد من انتشارها والاصابة بها الا أن الدكتور مصطفي العوضي، أستاذ الكبد والهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث قد أطلق بادرة أمل أثناء حواره مع "الوادي" وأكد علي اكتشاف لقاح جديد يتم اختباره الان بوزارة الصحة حتي يتم التطعيم بواسطته الفترة المقبلة . وإليكم نص الحوار: * أولا...ما أهمية الكبد في جسم الإنسان؟؟ يعتبر الكبد عضوا مهما جدا في الجسم و المصنع الذي يتم فيه عمليات حيوية كثيرة مثل التخلص من السموم و بقايا الادوية و التخلص من المواد الضارة بالاضافة الي قدرته العالية علي تخليق مركبات كثيرة جدا يحتاج اليها الجسم و هو في نفس الوقت ما عرضه الي عدد من الامراض وخاصة كبد المواطن المصري بسبب عاداتنا الخاطئة . * وهل هناك علاقة بين الاصابة بالبلهارسيا والكبدي الوبائي؟ نحن نعلم تاريخ الاصابة بمرض البلهارسيا والتي أخذت دوركبير في التاريخ الطبي لأن البلهارسيا مرض قديم ولكن بحمد الله دور البلهارسيا في اصابة الكبد في وقتنا هذا تقلص بشكل كبير جدا نتيجة نجاح الادوية التي استخدمت و الحملات التي اقمتها وزارة الصحة في الفترة الماضية و لكن اذا نظرنا نجد ان الكبد يصاب بامراض تندرج تحت التمثيل الغذائي و اخطائه منها حاجات وراثية و حاجات مناعية وحينما يعمل الجهاز المناعي بطريقة خاطئة وضد نفسه يؤثر ذلك علي العضو الكبدي تأثير غير مرغوب فيه فيؤدي الي التهاب مزمن ثم تليف جزئي ثم تام و نضيف الي هذا اضطرابات التمثيل الغذائي بسبب أمراض معينة أو عوامل وراثية، كما ان العجز في تخليق إنزيمات معينة يؤدي الي الخلل في وظائف الكبد. * وماهي الفيروسات الكبدية وما أنواعها؟ تعتبر الفيروسات الكبدية آفة من آفات مرضي الكبد في مصر وعن أنواعها فهناك عدد كبير من الفيروسات التي تصيب الكبد المعروفة بانها الفيروسات الكبدية و لكن يوجد فيروسات ايضا تصيب الكبد و تصيب اجهزة اخري ايضا مثل الجهاز المناعي و من الفيروسات الكبدية المعروف منها فيروس A , B ,C , D وهذا يعني أن لدينا عدد لا حصر له من الفيروسات الكبدية، ولكننا نعاني من مشكلتين رئسيتين في مصر و هما فيروس B , C . * وما أسباب الاصابة في كل فيروس منهما؟ التهاب الكبد الوبائي A لقد عرف سابقاً باسم التهاب الكبد المعدي ، و الذي ينتقل من خلال الماء أو الطعام الملوث بالفيروس ، و بذلك يكون الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب معرضين للعدوى اذا تعرضوا لفضلات المريض ، و الكثير من الأشخاص الذين يصابوا بهذا الفيروس و لا تظهر عليهم أعراض المرض و يتعافون منه ، و لا يحدث هذا الفيروس A التهابات مزمنه ، و تبلغ فتره حضانه الفيروس في جسم الإنسان 30 يوماً ، ويشبهه فيروس E التهاب الكبد الوبائي B / هو فيروس غير منتشر بمصر بصورة كبيرة وانما موجود بوضوح في السعودية والصين وينتقل عن طريق أمصال الدم و الحقن الملوثه بالفيروس B " ، و تظهر على الشخص المصاب أعراض المرض ، و يحتاج فترة طويله للعلاج قد تستمر لعده شهور ، و اكثر طرق انتقال الفيروس هو الحقن الملوثه بالفيروس ، و نقل الدم الملوث ، و المعاشرة الجنسيه مع شخص مصاب بالفيروس ، و العلاقات الجنسية المحرمة والانحرافية ، ويشبه هذا الفيروس في أسباب اصابته فيروس D. اما عن التهاب الكبد الوبائي C /و هو من أخطر الأنواع هتكاً بالكبد ، و ينتقل غالباً عند نقل الدم الملوث أو نتيجة لاستخدام حقن ملوثه بهذا الفيروس التهاب الكبد الوبائي G / اكتشف حديثاً و له علاقة بالتهاب الكبد الوبائي C ، حيث أنه قد يكون نتيجة للاصابه المسبقة بالفيروس C ، و قد يحمل المريض كلا النوعين من الفيروس C و G ،و طرق انتقاله مماثله للفيروس C ، بالاضافه إلى امكانيه انتقال الفيروس من الأم المصابه إلى طفلها اثناء الولاده. *ما هي اسباب شيوع فيروس C ؟ تشير اصابع الاتهام الي اسباب كثيرة جدا ولكن تعتبر اللبنة الأولي للمرض في فترة السبعنيات حيث قامت حملات ضد علاج البلهارسيا وكانوا يستخدموا الحقن التي تستخدم أكثر من مرة فحدث انتشار للفيروس بين المرضي. و لكن اللافت للنظر بأن منذ فترة السبعينات ونحن نواجه تعداد وإصابات حديثة للمرض بما يعني انه لايزال موجودا حتي أن وصلت معدلات الاصابة في مصر الي 15 % وهناك أسباب أخري منها التعرض للدم الملوث بالفيروس، كما يحدث عند استخدام وسائل الحقن الملوثة كما يحدث بين مدمنى حقن المخدرات. مما يؤكد ضرورة التأكد من استخدام وسائل حقن معقمة بطرق آمنة والأقلاع عن تعاطى المخدرات. وأيضا يمكن انتقال الفيروس عن طريق الاستخدامات اليومية العادية كأستخدام امواس الحلاقة والمقصات وفرش الأسنان بصورة جماعية ويمكن تفادى ذلك بأن يكون استخدام مثل هذة الأدوات بصورة شخصية. * هل يمكن لتلوث المياه ان يصيب الافراد بفيروس C ؟ لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال والجزم بها لان فيروس C بنتقل عن طريق الدم و وسائل الدم و مشتقات الدم لكن كون انه ينتقل عن طريق المياه فهذا غير محتمل. وسمعت خبر ان كندا اعدمت شحنة رومان لانها محملة بفيروس C و هذا الكلام غير علمي اطلاقا لان فيروس C يصيب الخلية الحيوانية فقط و هذا الفيروس لكي يدخل خلية يحتاج الي موصفات حيث يحتاج خلية حيوانية معينة لديها مستقبلات معينة لكي يدخل داخل الخلية حيث الفيروس يكتسب استمرارية في الحياه ان صح قول ذلك ان يدخل داخل خلية لانه يعتمد اعتماد كلي علي عضيات الخلية لكي يتكاثر فيجب أن يكون داخل الخلية اما الخلية النباتية مثل الرمان لها جدار ثلاثي وغالبا لايوجد بها مستقبلات تستقبل هذا الفيروس. * وماهو العلاج المتاح لمرضي فيروس سي؟ حقن الانترفيرون و مادة الانترفيرون تعتبر بروتين يفرزه الجسم طبيعيا من اجل تنشيط الجهاز المناعي من اجل القضاء علي الفيروسات، والانترفيرون من الممكن الحصول عليه طبيعيا أو استخلاصه صناعيا و تم تطويره حتي تكون فترة بقائه في الجسم تكون أطول مما يسمح بتناوله مرة واحدة أسبوعيا بدلا من ثلاث مرات بالإضافة إلى ذلك فقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسب التخلص من الفيروس على المدى الطويل تكون افضل مع الانترفيرون بالإضافة الي إعطائه مع عقار الريبافيرين فيعطي نتائج افضل وتم الان اكتشاف العلاج الثلاثي بزيادة اقراص اخري الي حقنة الانترفيوين واقراص الريبافيرين لتحسين النتائج ومحاولت التقليص من اثار الريبافيرين الجانبية. *هل العلاج بالانترفيرون يصلح لكل المصابين بالفيروس سي ؟ لا حيث انه هناك دواعي وشروط محددة للعلاج بالانترفيرون وذلك لتحديد مدي استفادة المريض من العلاج ويتم ذلك عن طريق تقييم نتائج وظائف الكبد ودلالات الفيروس المختلفة والأشعة التلفزيونية وعينة الكبد ولا يصلح العلاج مطلقا وقد يكون ضارا ضررا شديدا فى المصابين بتليف متقدم بالكبد، لذلك يفضل دائما عمل عينة من الكبد قبل اتخاذ قرار العلاج _وهل لا يوجد لقاح للوقاية من هذا المرض؟ لقد قمت بعمل بحث وكنت الباحث الرئيسي به وأبشر بأننا قمنا بإنتاج لقاح يتم تجربته الان من قبل وزارة الصحة علي العديد من المرضي لإثبات امانه وانه يصلح لتطعيم البالغين والصغار ايضا ، وقبل عرضه علي الوزارة قمت بتجربته مع الباحثين الأطباء المشتركين معي قمت بتجربته علي بعض المرضي وعلي الرغم من انه أثبت فعاليته وقام بشفاء كامل بعدد قليل من المرضي ننتظر رد وزارة الصحة تحت اشراف رئيس المركز القومي للبحوث ود.عبد الحميد أباظة.