«زي النهارده» في 10 أكتوبر 2009 .. وفاة الدكتور محمد السيد سعيد    انخفاض كبير في عيار 21 بالمصنعية.. مفاجأة ب أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة بالصاغة    سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    وزير العدل الفلسطيني: سنطلق اسم مصر على أكبر ميادين غزة.. والسلطة جاهزة لتسلم إدارة قطاع غزة    الحكومة الإسرائيلية تصدق على قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة    خليل الحية: غزة تصنع المعجزات وتؤكد أنها محرمة على أعدائها    إجراء عقابي محتمل من ترامب ضد النرويج حال عدم منحه نوبل للسلام وصحيفة تكشف ما يحدث    «أي هبد».. وليد صلاح الدين يهاجم نجمًا شهيرًا: «ناس عايزة تسترزق»    بمشاركة دغموم.. الجزائر المحلي ينتصر على فلسطين بثلاثية وديا    تفاصيل جلسة لبيب مع فيريرا وجون إدوارد    وليد صلاح: داري لا يعاني من إصابة مزمنة.. وهذا موقف عاشور وفؤاد وشكري    غرقت في ثوان، 13 صورة ترصد كسح مياه الأمطار من شوارع وميادين العجمي بالإسكندرية    بسبب محل.. التحقيق مع مسؤول بحي العمرانية لتلقيه رشوة من أحد الجزارين    طقس مائل للحرارة نهارًا ومعتدل ليلًا.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الجو اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 في مصر    تحويلات مرورية لتنفيذ أعمال إنشائية خاصة بمشروع المونوريل بالجيزة    ما بيحبوش الزحمة.. 4 أبراج بتكره الدوشة والصوت العالي    «كان نعم الزوج».. هناء الشوربجي تتحدث عن قصة حبها بالمخرج حسن عفيفي    ما تكتمش العطسة.. تحذير طبي من عادة خطيرة تسبب أضرار للدماغ والأذن    «هتكسبي منها دهب».. إزاي تعمل مشروع الشموع المعطرة في البيت؟    4 أعشاب سحرية تريح القولون وتعيد لجهازك الهضمي توازنه الطبيعي بشكل آمن    حبس ديلر المخدرات وزبائنه في المنيرة الغربية بتهمة حيازة مخدر البودر    اليوم، انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء    استدعاء كريم العراقي لمعسكر منتخب مصر الثاني بالمغرب استعدادًا لكأس العرب    حماس: حصلنا على الضمانات.. والحرب انتهت بشكل كامل    التاريخ ويقترب من تحطيم رقم حسام حسن.. فيديو    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع يانيك فيريرا فى الزمالك بحضور جون إدوارد    السيسي يُحمّل الشعب «العَوَر».. ومراقبون: إعادة الهيكلة مشروع التفافٍ جديد لتبرير الفشل    رسميًا.. موعد بداية فصل الشتاء 2025 في مصر وانخفاض درجات الحرارة (تفاصيل)    متى يتم تحديد سعر البنزين فى مصر؟.. القرار المنتظر    منتخب المغرب يهزم البحرين بصعوبة وديا (فيديو)    وزير الخارجية الإيطالى يشكر مصر والوسطاء على جهود التوصل لاتفاق سلام فى غزة    النيابة تصدر قرارًا ضد سائق وعامل بتهمة هتك عرض طالب وتصويره في الجيزة    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل طقس الجمعة 10 أكتوبر وأماكن سقوط الأمطار    تراجع حاد للذهب العالمي بسبب عمليات جني الأرباح    رئيس فولكس فاجن: حظر محركات الاحتراق في 2035 غير واقعي    أسامة السعيد ل إكسترا نيوز: اتفاق شرم الشيخ إنجاز تاريخي أجهض مخطط التهجير ومصر تتطلع لحل مستدام    اتحاد كتاب مصر ينعى الناقد والمؤرخ المسرحي عمرو دوارة    محافظ شمال سيناء: اتفاق وقف الحرب لحظة تاريخية ومستشفياتنا جاهزة منذ 7 أكتوبر    "كارمن" تعود إلى مسرح الطليعة بعد 103 ليلة من النجاح الجماهيري.. صور    كريم فهمي يكشف حقيقية اعتذاره عن مسلسل ياسمين عبد العزيز في رمضان 2026    كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب    موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    انخفاض جديد في البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    وصول عدد مرشحى النظام الفردى لإنتخابات مجلس النواب الى 1733 شخصًا    أوقاف الفيوم تعقد 150 ندوة علمية في "مجالس الذاكرين" على مستوى المحافظة.. صور    عشان تحافظي عليها.. طريقة تنظيف المكواة من الرواسب    مباشر مباراة المغرب ضد كوريا الجنوبية الآن في كأس العالم للشباب 2025    روسيا ترحب باتفاق "حماس" وإسرائيل وتشيد بجهود الوسطاء: نأمل بوقف دائم لإطلاق النار    نقابة أطباء الأسنان بالدقهلية توضح ملابسات وفاة شاب داخل عيادة أسنان بالمنصورة    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميلة أميرة الرفاعي لحصولها على درجة الماجستير    أميرة أديب ترد على الانتقادات: «جالي اكتئاب وفكرت أسيب الفن وأتستت»    نصائح للأمهات، طرق المذاكرة بهدوء لابنك العنيد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    الثلاثاء المقبل.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارتفاع خطر الإصابة لدى مدمني المخدرات
التهاب الكبد الوبائى مرض صامت يهدد ملايين العرب

هل أنت ممن يعانون مرضاً مزمناً يتعايشون معه كالسكر أو الضغط .. هل بدأت بإنكار المرض؟ أم رضيت بالواقع وتقبلت الدواء واتباع الحميات الغذائية؟ ماذا لو كان هذا المرض ليس مزمنا فقط، بل قاتلا أيضا وليست له أية أعراض ومخبأ في جسدك أعواما كالتهاب الكبد الوبائي؟. ماذا لو كانت الطامة أدهى وأمر، وهي أنك تعيش في بلد عربي ذات دخل محدود ورعاية صحية ضعيفة؟!
قصص مرضى التهاب الكبد الوبائي في الوطن العربي تكشف جوانب من مآسى حياتهم المليئة بالألم والأمل بحصولهم على علاج يخفف ما حل بهم.
معاناة يومية وعلاج باهظ
يقبع مرضى التهاب الكبد الوبائي في قاعات الانتظار، ينتظرون بصيص أمل، ويأملون في إيجاد العقار الشافي لهذا الداء الذي يسري في أكبادهم بكل هدوء.
قصصهم تبكي وتحزن. بعضهم عجز فلجأ إلى ركن قصي من داره بعد ساعات الانتظار للحظة الوداع الأخيرة، والبعض الآخر ما زال يكافح بما تبقى له من قوة.
يروي العامل المصري حامد عبد المجيد أنه فرح كثيراً حين وجد له صديقه فرصة عمل مناسبة في إحدى الدول الخليجية حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته الصغيرة. "لكن فرحتي لم تكتمل، فأثناء توقيع الكشف الطبي اللازم لوثائق السفر اكتشفت بالصدفة أني مصاب بفيروس الكبد الوبائيC".
أفاق حامد البالغ من العمر 39 عاما من حلمه على كابوس ينتظره. فكلفة علاج هذا الفيروس باهظة، حيث يحتاج المريض إلى حقنة "إنترفيرون" أسبوعية ثمنها 700 جنيهاً (كم بالدولار؟؟؟).وعليه أن ينتظر في طابور طويل لكي يحصل على هذا العلاج، الذي يستغرق بين 6 أشهر و12 شهرا. وهو يعالج على نفقة الدولة، نظرا لظروفه الاقتصادية الصعبة.
حالة حامد تمثل نموذجاً عن آلاف المصريين الذين يكتشفون هذا الفيروس الخطير بالصدفة. فهذا المرض يظل يعمل في صمت داخل جسم الإنسان لفترة قد تفوق 30 عاماً، وفق الدكتور سعيد شلبي أستاذ أمراض الكبد في المركز القومي للبحوث حينما حدثناه عن حالة حامد.
وأضاف شلبي أن كثيراً من المتعايشين مع الفيروس يفضلون عدم العلاج، على اعتبار أنه فيروس كامن ولا يشعرون بخطورته في بادئ الأمر، ولارتفاع كلفة علاجه. ويشار إلى أن الفقراء يمثلون قطاعاً كبيراً من المصابين بهذا الفيروس، نظرا لانتشار الثقافات الخاطئة نتيجة قلة الوعي الصحي في المجتمعات الفقيرة . فالإصابة قد تأتي عن طريق نقل الدم ومشتقاته وأدوات الأسنان غير المعقمة وأدوات الحلاقة الملوثة بأي نسبة من الدم.
وأشار شلبي إلى أن حقن "إنترفيرون" لا تناسب مرضى فيروس C في حالاته المتأخرة وعند حدوث تليف في الكبد، موضحاً أنه "مع تلك الحالات نستخدم بدائل علاجية أخرى كالعلاج بالأوزون والأعشاب الطبية".
وأضاف أنه تم تحقيق جانب من مبدأ العدالة الاجتماعية في مصر كأولى نتائج ثورة 25 يناير عبر توفير علاج "انترفيرون" الأجنبي والمصري للمريض، بحيث يختار هو وطبيبه الأنسب للعلاج مجاناً عبر اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة.
وأشار عمر حلمى وزير الصحة السابق إلى أن أغلب مرضى الفئة C من الفيروس يحتاجون إلى متابعة مستمرة بعد العلاج، وأنها سوف تتم أيضا على نفقة الدولة. كما تدعم وزارة الصحة علاج جميع الأمراض المزمنة التي تسبب بها الفيروس .
ولا يختلف الوضع في اليمن عنه في مصر، حيث يقول موفق عبد الغني الذي أصيب بالفئة B من الفيروس : "اكتشفت المرض أثناء زيارة اعتيادية للطبيب حيث كنت أشكو من الألم وانتفاخ في البطن والحمى، ما استدعى إجراء فحوص شاملة اكتشفت على آثرها إصابتي بفيروس الكبدB ".
ويواصل شكواه بمرارة قائلاً: "إن إصابتي بهذا المرض اثر في حياتي، فقيمة الأمصال تصل إلى 35000 ريال يمني (نحو 150 دولار أميركي) بعد دعمه من قبل وزارة الصحة بنصف المبلغ". ويتابع: "قمت ببيع ذهب زوجتي لكي أتمكن من توفير قيمة الأمصال العلاجية المطلوبة للقضاء على الفيروس و إجراء الفحوص التي تتطلب متابعة مستمرة".
في لبنان، يروي يوسف (42عاما)، الذي اكتشف مؤخرا إصابته بالتهاب الكبد من فئة"C ، معاناته مع المرض. ويقول: "معاناتي لا توصف، أشعر بتعب ووهن شديدين عدا الأرق والانهيارات العصبيّة الدائمة، وقد اعتاد جسمي على الحقن بمعدل 52 حقنة خلال عام. كما أنني خسرت 15 كيلوغراما من وزني".
والحال نفسها بالنسبة إلى زياد (50 عاما)، الذي اكتشف إصابته بالتهاب الكبد Bعن طريق الصدفة أثناء خضوعه لفحوص عامة. يعرب زياد، الذي عاد من الولايات المتحدة الأميركية عام 1993 بعد 14 عاما من الهجرة، عن انزعاجه من عوارض هذا الفيروس. ويقول: "أشعر بتعب جسدي دائم وبالقلق الشديد عند تناول الكحول أو حتى بعض أنواع الطعام، إضافة إلى ما أعانيه من أوجاع في الرأس والمفاصل والعيون وحساسية وعوارض غريبة عجيبة. إلا أنني أتأمل خيرا في الشفاء وأنظر إلى الحياة بشكل إيجابي".
اليمن ومصر يسجلان أعلى نسب الإصابة عربياً
تشير أرقام "منظمة الصحة العالمية"، التي تحيي سنوياً في الثامن والعشرين من تموز/يوليو يوم التوعية حول مرض التهاب الكبد الوبائي، إلى تعايش شخص واحد من أصل اثني عشر في العالم مع المرض من الفئتين B وC، وإلى وجود ملياري مصاب بالفئة B حول العالم و 350 مليون شخص يتعايشون معه. أما في منطقة الشرق الأوسط، فنحو 2 إلى 5 في المئة من السكان مصابون بالتهاب الكبد الوبائي (من جميع الفئات؟؟؟؟). وتلحظ أرقام "التحالف العالمي لالتهاب الكبد" وجود مئة وسبعين مليون شخص مصاب بفيروس التهاب الكبد من فئة C ومهدد بالإصابة بتشمع أو سرطان الكبد، ووفاة أكثر من 350 ألف شخص سنوياً نتيجة هذا الفيروس الصامت والأكثر انتشاراً وفتكاً من مرض نقص المناعة المكتسبة ( إيدز). مرفق جدول رقم 1(1)أنواع الفيروسات وأسباب الانتشار
وحدها الأرقام تكشف حجم الكارثة الصحية التي تحيط بالشعوب العربية، . ففي اليمن ترتفع نسبة الإصابة لتطال 25 في المئة من السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، وهي الأعلى عربياً. وتشير الإحصاءات إلى أن 75 في المئة من السكان مهددون بالإصابة بأمراض منقولة عن طريق المياه، وأن ثلاثة ملايين مصابون بالتهاب الكبد B نتيجة استهلاك مياه غير نظيفة. وذلك حسب دراسة للدكتور محمد سالم نعمان، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي في كلية الطب في جامعة صنعاء ورئيس وحدة الكبد في المستشفى الجمهوري التعليمي نشرت عام 2007م.
في مصر، وحسب تصريح لعمرو حلمي، وزير الصحة والسكان السابق أواخر أكتوبر الماضي، يشكل المصابون بفيروس C 10 في المئة (أو 22 في المئة كما هو مذكور أعلاه؟؟؟) من عدد سكان مصر، ما جعلها من بين أكثر دول العالم إصابة بالمرض. وحسب آخر إحصائيات أصدرتها وزارة الصحة المصرية، فإن هناك 8 ملايين مصري مصابون بفيروس C، وحوالي 4 ملايين يعانون من التهاب كبدي مزمن يتطور في 20 في المئة من الحالات إلى التليف ويتحول في 5 في المئة من الحالات إلى سرطان. وتزيد العدوى مع التقدم في السن، فمعدل إصابة الصغار تتراوح من 2 إلى 4 في المئة، بينما تصل العدوى مداها عند سن 50 عاماً، كما أن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء.
وحسب دراسة نشرتها دورية "بروسيدنج أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" في أغسطس 2010 تشهد مصر نحو 537 ألف إصابة سنوياً، بنسبة سبعة من كل ألف مصري.
وفي الأردن، بلغت نسبة الإصابة 10% من السكان، وفق ما نشرت صحيفة الدستور الأردنية في 23/01/2011 م (عن أي مصدر نقلت الصحيفة المعلومات؟ ولماذا لا ننقل المعلومة عن مصدرها الأصلي؟؟؟). ووصل عدد المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي B الى 600 ألف، وبفيروس C إلى 180 ألفاً.
أما لبنان، فكان صاحب النصيب الأقل، حيث ترجّح التقديرات إصابة 1 إلى 2 في المئة من السكان بالفيروس B . وهو معدل منخفض مقارنة ببعض الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية. في حين أن نسبة المصابين بالتهاب الكبد C أقل بكثير، حيث تسجل إصابة واحد من كل ألف، حسب رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد في المركز الطبّي التابع للجامعة الأميركية في بيروت البروفسور علاء شرارة.
وأكد منسق البرنامج الوطني لمكافحة فيروس الكبد الوبائي في وزارة الصحة اللبنانية الدكتور أنطوان أبو راشد أن "2 في المئة من اللبنانيين يعانون التهاب الكبد B، في حين يعاني أقل من 0.5 في المئة من التهاب الكبدC ، الذي يسجل أعلى معدلاته عند متعاطي المخدرات. وتظهر الدراسات أن بين 10 إلى 30 في المئة منهم مصابون بالفيروسC ، وهذا حال مختلف البلدان".
طرق الانتشار والوقاية
قد تبدو المعاناة والأرقام متقاربة أحياناً في انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي، لكن الأسباب متعددة. في مصر، ترجع جذور انتشار فيروس C إلى حملة واسعة النطاق قامت بها وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية (WHO) خلال فترة الخمسينات وأوائل الثمانينات للسيطرة على مرض البلهارسيا. وخلال تلك الفترة جرى علاج ملايين الأشخاص عن طريق الحقن في الوريد ب"طرطرات البوتاسيوم الأنتومنية" (الدردي المقيء). ورغم نجاح تلك الحملة في علاج البلهارسيا، لكن مساوئها كانت أكبر. فقد تسببت إعادة استخدام الحقن الزجاجية والإهمال في التعقيم في انتشار عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي على نطاق واسع. ومع حلول التسعينات من القرن الماضي حل فيروس الكبد في الصدارة بديلا عن البلهارسيا.
أما انتشار الفيروس في اليمن فقصته غريبة ومختلفة. فأوراق شجرة القات التي يتناولها اليمنيون يومياً ابتداء من منتصف النهار الى بعد منتصف الليل عن طريق مضغها والاحتفاظ بها في الفم لفترة تتراوح بين ساعتين و 10 ساعات هي احد أسباب انتشار الفيروس. وتكمن المعضلة في كمية المبيدات السامة التي استخدمها المزارع اليمني في زراعة شجر القات. ومع بروز أغصان القات يتم قطفها قبل مرور الوقت المسموح لتناولها، ما يجعلها العدو الأول لأكباد اليمنيين والمتهم الأول في اصابة 25 في المئة منهم بالفيروس B.
وعدّدت دراسة محمد سالم نعمان أسباب تفشي هذا المرض في اليمن، ومنها البلهارسيا والملوثات بجميع أنواعها الزراعية والطبية والصناعية والفطريات والورش والسيارات، إضافة إلى المواد الحافظة المضافة إلى الأطعمة والمشروبات ومكسبات الطعم والرائحة. وأشارت الدراسة أيضاً إلى انتشار المرض عبر نقل الدم الملوث والأدوات الجراحية غير المعقمة وأدوات الأسنان وأدوات حلاقة استعملها مصابون. وحذر نعمان من استمرار تعاطي القات، معتبراً أن ما يزيد الموقف تعقيدا هو ما يقال للمرضى أثناء جلسات الأهل والأصدقاء، وأحيانا من قبل أطباء غير متخصصين، من معلومات غير دقيقة وانطباعات وتعليمات خاطئة.
أما في لبنان، فحذر أبو راشد من "خطورة عالية تحيط بمتعاطي المخدرات ومثليي الجنس و الناشطين جنسياً". وهذا ما دفع (وزارة الصحة اللبنانية؟؟) إلى تنظيم حملات توعية وتوزيع المنشورات والواقي الذكري.
وإذ كشف أن "فيروس B ينتشر بكثرة في محافظتي الجنوب والنبطية نتيجة الهجرة إلى دول أفريقية وانتقال العدوى عبر العلاقات الجنسية غير المحمية "، أوضح أبو راشد أن "نسبة الإصابة تتراوح بين 3 و 4 في المئة، وهي أعلى بقليل من باقي المحافظات اللبنانية. أما فيروسC فمنتشر في المناطق كافة".
بدوره، أكد شرارة أن "احتمال انتقال فيروس C ضئيل، وهو أقل من 1 في المئة، حيث أنه لا ينتقل بالممارسة الجنسية العادية إنما بالممارسة غير المحمية، خلافاً للنوع B ".
وشدّد أبو راشد على أن "انتقال إلتهاب الكبد B أو C عبر الدم شبه معدوم، لأن جميع المستشفيات تجري فحوص لهذين النوعين قبل إعطاء الدم لأي مريض"، مشيراً إلى أن "النوع الأكثر انتشارا في لبنان هو B. أما طريقة انتقاله فهي إما من الأم إلى الجنين أو نتيجة علاقة جنسية أو تعاطي المخدرات. لكن من حيث المبدأ، لا يجب أن تسجل حالات انتقال من الأم إلى الجنين، لأن الشريكين باتا يخضعان لفحوص الفيروس قبل الزواج".
وكشف أن لبنان يعدّ من أقل البلدان العربية تسجيلاً للإصابات.
ولفت أبو راشد إلى "كثرة انتشار التهاب الكبد A ، خصوصاً بين الأولاد، لكنهم سرعان ما يشفون منه، إذ أن هذا النوع لا يتحول إلى التهاب مزمن". كما أوضح شرارة أن هذا النوع "لا يعتبر مرضا مزمنا، على الرغم من انتشاره في بلدان العالم الثالث، الا أنه طفيف مثل الرشح".
وفي الأردن، تبرز إشكالية التلوث بالمياه . ويروي صاحب مؤسسة لتنظيف خزانات المياه في الأردن العديد من الغرائب والقصص التي تصادفه في عمله، وتتنوع فيها مشاهداته داخل الخزانات ما بين ديدان وفئران ميتة. ويحذر خبير المياه المهندس محمد أبو طه من أن إهمال تنظيف الخزانات يعرض المياه إلى عوامل بيولوجية تلوثها وتؤثر على صحة مستخدميها، خصوصاً لمن يعتمد عليها في الشرب. ووفق أبو طه فإن خزان مياه ملوث يعني احتمال انتشار أنواع من البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات تنتقل إلى جسم الإنسان مسببة له العديد من الأمراض التي قد تبدأ بالكوليرا ولا تنتهي عند التهاب الكبد الوبائي.
ووفق مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الأردنية الدكتور بسام الحجاوي، فإن لأمراض الكبد خطورة تتمثل في مضاعفاتها، ما لم تتم معالجتها على نحو جيد وفي الوقت المناسب، خصوصاً تشمع الكبد.
الفحص المبكر ينقذ الحياة
إزاء ذلك، أصبح العالم العربي مستنقعاً وبائياً لفيروس التهاب الكبد الوبائي، يهدد ملايين الأشخاص بالموت البطيء مخلفاً قصصاً مأساوية وكاشفاً مدى تدهور الوضع الصحي والوعي المجتمعي. لذلك، تنظم الجهات المعنية في العديد من البلدان العربية حملات توعية. ففي لبنان على سبيل المثال، أطلقت "المجموعة الداعمة لمرضى التهاب الكبد" حملة تتيح إجراء فحوص دم بسريّة تامة وتحت إشراف طبي. كما دعت "الجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي" إلى ضرورة خضوع جميع الذين يشعرون باحتمال إصابتهم بالفيروس إلى فحص دم، "لأنه كلما تم اكتشاف المرض مبكراً، ازدادت فرصهم في حياة أطول وأفضل". وبما أن الوقاية ممكنة، تكثر الدعوات إلى وضع سياسات رسمية للقضاء على هذا الوباء من خلال نشر الوعي المجتمعي وتقديم الخدمات النوعية في المجال الصحي.
جدول رقم (1) يوضح أنواع الفيروسات وطرق انتشارها والوقاية منها
نوع فيروس الكبد طرق انتشاره عوارض المرض الوقاية العلاج للمصابين
فيروس الكبد A 1- المياه الملوثة
2- الأطعمة الملوثة
رشح بسيط أو اصفرار اللون 1- اللقاح
2- توفير مياه نظيفة وشبكة صرف صحي
3- النظافة الشخصية لا يوجد علاج محدّد ضدّ التهاب الكبد A. وقد يتم الشفاء من الأعراض الناجمة عن العدوى بوتيرة بطيئة قد تستغرق أسابيع أو أشهر عدة. ومن الضروري توفير الراحة وتناول السوائل
فيروس الكبد B 1- الجنس
2- الدم الملوث
3- حقن المخدرات الملوثة اصفرار البشرة أو العينين (اليرقان)؛ الإعياء؛ فقدان الشهية أو الغثيان والتقيؤ؛ ميل البول إلى اللون القاتم؛ ارتفاع الحرارة؛ آلام في المفاصل. وقد يعاني البعض من الشعور بالتعب وآلام في البطن.
1- يجب تطعيم جميع الرضّع والكبار باللقاح المضاد لالتهاب الكبد B
لا يوجد علاج محدّد ضدّ التهاب الكبد B. والغرض من خدمات الرعاية هو الحفاظ على راحة المرضى وتوازن التغذية المناسبة، بما في ذلك استبدال السوائل التي تضيع بسبب التقيّؤ والإسهال. ويمكن علاج الحالات المزمنة من التهاب الكبد B بالأدوية الكفيلة بمساعدة بعض المرضى، بما في ذلك الإنترفيرون والأدوية المضادة للفيروسات. ويمكن أن يكلّف العلاج آلاف الدولارات سنوياً، كما أنّه غير متاح لمعظم المرضى في البلدان النامية.
فيروس الكبد C 1- نقل الدم الملوث
2- العلاقات الجنسية لا تظهر الأعراض إلا لدى 5% فقط على شكل أعياء ؛ آلام في العضلات والمفاصل؛ القشعريرة؛ الغثيان والتقيّؤ؛ اليرقان؛ رخاوة في البطن؛ فقدان الوزن غير المبرر؛ القلق / الانهيار العصبي.
لا يوجد أيّ لقاح للوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد C، على عكس اللقاحين المتوافرين للوقاية من الفئتين A و B. ويمكن الحد من مخاطر اكتساب العدوى بتلافي ما يلي:
• عمليات الحقن غير اللازمة وغير المأمونة؛
• منتجات الدم غير المأمونة؛
• جمع النفايات الحادة غير المأمونة و رميها؛
• تعاطي المخدرات حقناً وتقاسم معدات الحقن مع أشخاص آخرين؛
• ممارسة الجنس بطريق غير محمية مع أشخاص يحملون فيروس التهاب الكبد C؛
• تقاسم أدوات شخصية حادة قد تكون ملوّثة بدم شخص يحمل العدوى؛
• عمليات وشم الجلد وثقبه ووخزه بمعدات ملوّثة.
مازالت المعالجة القائمة على الإنترفيرون والريبافيرون تشكّل العلاج الرئيسي لالتهاب الكبد C. ولكنّ المؤسف أنّ الإنترفيرون ليس متاحاً على نطاق واسع عالمياً وأنّ بعض المرضى لا يتحمّلونه، وأنّ بعض الأنماط الجينية تستجيب له بشكل أفضل من أنماط أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.