شيعت جماهير غفيرة من التونسيين أمس جثمان الفقيد شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد من أمام دار الثقافة بجبل الجلود في اتجاه مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس. وشهدت الجنازة حضورا لافتا للمحامين الذين جاءوا بأعداد وفيرة بزي المحاماة. إلي جانب حشود من المواطنين من مختلف الاتجاهات والانتماءات. حيث تم حمل جثمان الفقيد علي الأعناق. بينما كان الجميع يردد النشيد الوطني. رافعين الأعلام الوطنية وشعارات الجبهة الشعبية وحزب الوطنيين الموحد. وسار - في موكب تشييع جثمان الفقيد - جمع كبير من الشخصيات الوطنية والقادة السياسيين وممثلي المجتمع المدني إلي جانب ممثلين عن البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تونس. وتحولت الجنازة التي أمنتها قوات من الجيش الوطني ومروحيات تابعة له كانت تحلق في السماء المحيطة بمنطقة جبل الجلود. إلي ما يشبه بالمسيرة رفعت فيها شعارات منددة باغتيال شكري بلعيد ومناهضة لحركة النهضة ولرئيسها ومطالبة بإسقاط الحكومة. وانتظر نحو ثلاث آلاف مشيع في طقس بارد ممطر خارج المركز الثقافي في العاصمة تونس حيث أسجي جثمان بلعيد وهم يحملون صور السياسي القتيل وردد البعض هتافات ضد راشد الغنوشي زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية الحاكم ووصفوه بأنه قاتل ومجرم ورددوا "تونس حرة.. الارهاب برة". وكان قد أقسم بساحة المنزه السادس قبالة المركب التجاري نصب تذكاري غمرته باقات الزهور وهو عبارة عن لوحة رخامية كتب عليها اسم الراحل شكري بلعيد. تخليدا لذكراه بعد اغتياله يوم الأربعاء الماضي من قبل مجهولين رمياً بالرصاص. كما انطلقت حشود من المواطنين من مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في مسيرة شعبية في اتجاه مقبرة الجلاز لحضور موكب دفن الفقيد شكري بلعيد. ورفع المتظاهرون وغالبيتهم من انصار الجبهة الشعبية أعلام تونس وشعارات تندد بهذه الجريمة النكراء وتطالب بإسقاط الحكومة. محملة إياها مسئولية ما حدث وهاتفين بالقول "يابلعيد عن مسارك لن نحيد". وتحسبا لأي اضطرابات قامت قوات الأمن بتأمين محيط وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة واحاطته بالاسلاك الشائكة وتركيز وحدات من الأمن والجيش علي كامل هذا الشارع الرئيس الذي أقفلت محلاته التجارية ومقاهيه.