في لقاء اتسم "بالهدوء" والاجابات "الدبلوماسية" فإن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحدث مع رؤساء تحرير الصحف المصرية علي مدي ما يقرب من ساعتين دون أن ينفعل و تفارقه ابتسامته. وبدأ الرئيس الإيراني حديثه بكلمة فلسفية عن سر سعادة البشر في الحياة مؤكدا علي ان إقامة العدل ومحاربة الظلم وتوجه الإنسان نحو خالقه يخلق السعادة ويحقق أعظم المعاني الإنسانية. وموضحا مفهوم العدل فإن الرئيس الإيراني اتجه إلي الانعكاسات السياسية مؤكدا ان العدل لا يتحقق إلا إذا سعت إليه الشعوب وطلبته مضيفا ان هذا عصر المطالبة بالعدل وان الرياح القادمة تبشر بانتشار العدل وتحقيق أحلام الشعوب. ومنتقلا إلي مصر وردا علي سؤال حول انخفاض حجم التعاون التجاري بين البلدين فإن الرئيس الإيراني قال ان مصر وإيران قد ابتعدتا عن بعضهما البعض لفترة طويلة. ومصر هي بيت الثقافة والحضارة. ولها دور هام وبارز في صناعة المستقبل. وإيران تتطلع إلي زيادة التعاون والتفاهم والتنسيق مع مصر فإذا ما التقي البلدان الأخوان وتكاملا فإن ذلك سيكون لصالح العدالة الإنسانية والمنطقة كلها وهذا ما تخافه الشياطين وتخشاه. وضاربا المثل علي أهمية هذا التعاون فإن الرئيس الإيراني قال انه إذا التقت مصر وإيران حول قضية فلسطين فإن قضية فلسطين ستحل بالشكل الذي يحقق مصالح الشعب الفلسطيني. وعودة إلي العلاقات مع مصر قال الرئيس الإيراني لقد قلت للرئيس الدكتور محمد مرسي ان عزة وقدرة وقوة مصر هي عزة وقوة ومناعة لنا جميعا ونحن علي استعداد لتوسيع مجال التعاون بدون أي سقف وعلي استعداد كامل لرفع علاقاتنا الدبلوماسية. وانفعل الرئيس الإيراني قليلا وهو يجيب علي سؤال حول ما يثار عن التهديدات الإيرانية لمنطقة الخليج وتأثير ذلك علي علاقات إيران بمصر حيث ألقي بمسئولية اضطراب المنطقة علي التدخلات الأجنبية موضحا ان إيران علي طول التاريخ كانت هي من يصون الأمن في الخليج ومؤكدا علي ان علاقات بلاده مع دول الخليج طيبة للغاية وحجم التعاون الاقتصادي بين ايران والامارات يصل علي سبيل المثال إلي ما يزيد علي 16 مليار دولار سنويا. وقال الرئيس الإيراني.. نحن لا نري مشكلة خاصة في منطقة الخليج إلا التواجد الأمريكي والبريطاني الذي يسبب عدم الاستقرار. ونفي الرئيس الإيراني عن بلاده تدخلها في الشئون الداخلية لدول الخليج قائلا في ذلك ان بلاده تدافع عن حق الشعوب ولكنه في الوقت نفسه لم ينس أن يقدم النصيحة لدول الخليج معتبرا انها لا تعد تدخلا في الشأن الداخلي حيث قال يجب أن يتعاملوا مع شعوبهم بشكل أفضل والانتخابات حق للشعوب. وعاد الرئيس الإيراني ليقول ان الغرب هو سبب المشاكل فهم ينشرون الاشاعات والأكاذيب لتسويق سلاحهم حيث يبيعون سلاحا بخمسين مليار دولار للمنطقة. ومغازلا عواطف رؤساء التحرير المصريين قائلا: تخيلوا لو انفقت هذه ال 50 مليار دولار سنويا علي الشعوب العربية وعلي الدول التي تحتاج مساعدات.. هل سيكون هناك فقر أو فقير في هذه الدول! وأنحي نجاد باللائمة علي التدخلات الأجنبية قائلا: انهم يريدون السيطرة علي منطقة الشرق الأوسط. فكل ما يهمهم هو السيطرة علي الطاقة وبترول المنطقة وإذا كنا متحدين فلن يستطيعوا السيطرة علينا. وحول امكانية الاعتداء علي إيران. قال الرئيس الإيراني انهم يخافون بشدة من ردة الفعل الإيرانية وقواتنا الدفاعية تستطيع ردع أي معتد وتجعله يندم علي ما يفعل. وعن سوريا وموقف إيران من احداثها قال ان الوفاق الوطني هو السبيل الوحيد لانهاء الأزمة السورية ويتمثل في إجراء انتخابات حرة. وهناك بوادر علي ان الطرفين قد بدأ في سوريا الحوار والجلوس مع بعضهما البعض. وعودة إلي مصر قال الرئيس الإيراني ان بلاده تضع كل امكانياتها في خدمة مصر فإيران تنتج حاليا كل تجهيزاتها الدفاعية العسكرية ولديها مراكز صناعة متقدمة وارسلت كائنا حيا إلي الفضاء الأسبوع الماضي وستطلق قمرا صناعيا آخر في القريب العاجل ولديها خطة لإقامة 20 محطة للطاقة النووية وتم افتتاح أول محطة منها. وقال الرئيس الإيراني ليس لنا سقف محدد في توحيد العلاقات مع القاهرة ونحن علي استعداد لإلغاء تأشيرات الدخول لتوحيد العلاقات الاقتصادية والسياحية..شودعا الرئيس الإيراني في حواره وسائل الإعلام إلي الابتعاد عن تضخيم الخلافات والنظر إلي الجوانب الايجابية لتدعيم علاقات التعاون التي هي الأهم والأبقي للشعوب.