منطقة "بطن البقرة" احدي عشوائيات مصر القديمة والتي تقع خلف جامع عمرو بن العاص في منخفض ارضي عميق وربما ترجع تسميتها بهذا الاسم للبيئة الملوثة التي يعيشون فيها وكأنهم في بطن أو أحشاء البقرة لما تحمله من بقايا ومخلفات يعيش فيها 3800 أسرة اهلها يفتقرون ادني مقومات الحياة التي تشعرهم بآدميتهم ينتشر بينهم الفقر والمرض والجهل منازلهم عشش آيلة للسقوط مبنية من الطوب الابيض واسقف خشبية بممرات صغيرة تصل بينها طرق غير مهددة. تحكي علا محمد حسين ربة منزل عن مأساتهم قائلة: أسكن في تلك المنطقة منذ فترة طويلة ولانجد ادني اهتمام من المسئولين حياتنا غير آدمية والمنازل آيلة للسقوط مواسير مياه الشرب متهالكة والمياه مقطوعة منذ 7 شهور وكنا نضطر لشراء المياه في جراكن تباع ب 2 جنيه وغير نظيفة ومليئة بالحشرات تقدمنا بالكثير من البلاغات للمسئولين دون جدوي قمنا بتغيير المواسير بالجهود الذاتية والسكان بسطاء لايجدون قوت يومهم تلوث المياه ادي لانتشار الفشل الكلوي وبسببه توفي اخي الشهر الماضي. ويضيف عبد القادر القاضي بالمعاش بيوتنا غارقة في المياه الجوفية التي تخرج من الارض مما تسبب في تشققات وتصدعات بأساسات المنازل بعد بناء مدينة الفسطاط ونتيجة لانخفاض المنطقة تسربت المياه اسفل منازلنا فاضطررنا لعمل صبات من الاسمنت فتكلفنا مبالغ ونحن ارزقية اليوم بيومه لانستطيع دفع تلك التكاليف. ويلتقط طرف الحديث طارق امام مبيض محارة قائلا: نعتبر في عداد الأموات ولانجد من يمد الينا يد العون ولاتوجد شبكة صرف صحي ونعتمد علي الترنشات التي يتم نزحها كل شهر بمبلغ 250 جنيها من كل منزل وهو مبلغ كبير جدا بخلاف البيوت التي اصبحت غارقة بمياه الصرف الصحي واساساتها معرضة للانهيار. ويضيف مجاهد محمد احد سكان المنطقة كميات القمامة المتراكمة بشوارعنا تسببت في انتشار الحشرات والامراض صندوق واحد بالشارع العمومي ملئ بالقمامة دائما وهو ما يجعله لايتسع لاي كميات اخري القمامة ملقاة بشكل مفزع علي جانبي الصندوق ليصبح مقلباً للقمامة.. ام كريم ربة منزل تقول : بطن البقرة خالية تماما من المدارس والحضانات فالمدارس تبعد عن المنطقة بمسافة لاتقل عن4 كيلو مترات فلدي ثلاثة ابناء بالمراحل التعليمية اضطر يوميا لدفع مصاريف لمواصلاتهم تصل ل12 جنيه ودخلي لايتعدي في الشهر 150 جنيها فاقل مواصلة ب2 جنيه ولا يوجد سوي خط واحد 83 يأتي مرتين في اليوم فقط. عبدالحليم ابوسريع عامل باليومية يقول لايوجد اي مستودع لاسطوانات الغاز والوحيد القريب منا في عين الصيرة مما يجعلنا نعيش تحت رحمة الباعة الجائلين الذين يستغلون الظروف ويقومون ببيع اسطوانة الغاز ب20ج وتصل الي 25 جنيها في وقت الازمات. يشاركه الرأي محمود سيد عامل فخار قائلا: المنطقة ليس بها مخابز للعيش المدعم ونقوم بشراء الخبز بأعلي من السعر الرسمي من خلال بعض المواطنين الذين يشترون الخبز المدعم من اماكن مجاورة ويقومون بإعادة بيعه بسعر 25 قرشا للرغيف. احمد عبدالسميع يشكو من عدم وجود خدمات طبية سوي مستوصف خيري بجوار مسجد عمرو بن العاص ولايوجد مستشفي حكومي او صيدلية قريبة لنا ولاقدر الله لو حدث مكروه لاحد من اهالي المنطقة لانستطيع اسعافه بخلاف الشوارع فهي ممرات ضيقة جدا فمن الصعب دخول اي سيارة اسعاف.