وضع غير إنساني يعيشه سكان منطقة بطن البقرة الواقعة علي حواف مصر القديمة في حياة غير أدمية. فالناس يعيشون في مقابر، يفترشون أحضان الجبل، ويتمنون ألا يطلع عليهم نهار اليوم التالي لأنهم يتوقعون أنه سيأتي بالأسوء. يستأجر الأهالي أحواشًا يشمل كل حوش عشر غرف تعيش داخل كل غرفة أسرة يبلغ إيجار الواحدة منها 100 جنيه شهريًا، ولا يمكن الحصول علي الخبز المدعم، وينتقلون لمكان آخر للحصول علي الخبز ب25 قرشًا للرغيف الواحد. أما الحمام الوحيد في هذه الأحواش فهو مسكن للحشرات، وكأنه فيلم من الثمانينيات يصطف سكان الحوش كل صباح لينتظر كل منهم دوره ليدخل دورة المياه المشتركة بين الصبيان والبنات، أما المياه التي قليلا ما تصلهم فيحصلون عليها بعناء شديد، حيث تنتقل السيدات والفتيات لمكان آخر تتوافر فيه المياه للحصول عليها ونقلها. وفي بطن البقرة لا تخلو أسطح المنازل من السكان الذين يختبئون داخل أكشاك من الخشب أو الصاج تساندها القمامة من جهاتها الأربع، ويدعو المشهد في بطن البقرة للتقيوء، عندما تري سيدة مسنة قد أعياها الإحباط وهي تأكل في إناء لا يقبل أن يأكل فيه حيوان وقد أحاطها روث الكلاب الضالة التي تشاركهم حياتهم، كما يقضي الأهالي حاجاتهم في الشارع بعد أن كسرت الألفة الناتجة من الظروف الواحدة التي يعيشونها حاجز الحرص والحذر. من جانبه قال فؤاد اللواء عضو لجنة العشوائيات بالمجلس الشعبي المحلي للقاهرة، إن منطقة بطن البقرة كان لها خطة تطوير بمنحة إيطالية ب150 مليون يورو، بعد إتمام نجاح المرحلة الأولي منها بإنشاء الفواخير، علي أن يتم نقل السكان إلي حلوان لتتم إزالتها وبناء مساكن تتفق والبعد الاجتماعي، ثم إعادتهم لها مرة أخري، مشيرًا إلي أنه كان من المفترض أن يكون الأول من يوليو 2008 بدء تنفيذ خطة التطوير، إلا أن قرار الرئيس السابق بإنشاء حلوان وتفتيت المنطقة الجنوبية للقاهرة كان علي حساب هؤلاء، وتوقفت المنحة لإلغاء منصب نائب المحافظ الذي كان يتولي المشروع، ويجب الآن علي وزارة التعاون الدولي إعادة طرح الموضوع. وناشد سكان المنطقة المحافظ عبدالقوي خليفة أن يتحري ويبدأ في الأفعال لتطوير المنطقة بدلاً من التصريحات الوردية التي يطلقها حول الإهتمام بالعشوائيات.