الناس يعيشون فيما يشبه المقابر، يفترشون أحضان الجبل، ويتمنون ألا يطلع عليهم نهار اليوم التالى.. هذا هو حال الناس في منطقة بطن البقرة الواقعة فى أقدم أحياء القاهرة"مصر القديمة"، شدت المشهد الرحال إلى هناك، عاشت معهم بعض الوقت، وعايشت مشاكلهم ورصدت الحالة السيئة التى يعيشها أهالى بطن البقرة الواقعة على حواف مصر القديمةوالتى يزيد تعدادها عن المليون نسمة. في بطن البقرة، البيوت أحواش، يقوم الأهالى باستئجارها ويشمل كل حوش 10 غرف تعيش داخل كل غرفة أسرة، يبلغ إيجار الغرفة منها 100 جنيه شهريا، ولا يمكن الحصول على الخبز المدعم، وينتقلون لمكان آخر للحصول على الخبز ب25 قرشا للرغيف الواحد، وكل حوش به حمام وحيد تستخدمه العائلات العشر، وتشاركها فيه الحشرات، كل صباح يصطف سكان الحوش لينتظر كل منهم دوره ليدخل دورة المياه المشتركة بين الصبيان والبنات، أما المياه التي قليلا ما تصلهم فيحصلون عليها بعناء شديد، حيث تنتقل السيدات والفتيات لمكان آخر تتوفر فيها المياه للحصول عليها ونقلها. فى بطن البقرة لا تخلو أسطح المنازل من السكان الذين يختبئون داخل أكشاك من الخشب أو الصاج تساندها القمامة من جهاتها الأربع، ويدعو المشهد فى بطن البقرة للتقيؤ، عندما ترى سيدة مسنة قد أعياها الإحباط وهى تأكل فى إناء لايقبل أن يأكل فيه حيوان وقد أحاطها روث الكلاب الضالة التى تشاركهم حياتهم، كما يقضى الأهالى حاجاتهم فى الشارع بعد أن كسرت الألفة الناتجة من الظروف الواحدة التى يعيشونها حاجز الحرص والحذر. يقول اللواء فؤاد عضو لجنة العشوائيات بالمجلس الشعبى المحلى للقاهرة، أن منطقة بطن البقرة كان لها خطة تطوير بمنحة إيطالية ب150 مليون يورو بعد إتمام نجاح المرحلة الأولى منها بإنشاء الفواخير، على أن يتم نقل السكان إلى حلوان ليتم إزالتها وبناء مساكن تتفق والبعد الاجتماعى، ثم إعادتهم لها مرة أخرى، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يكون الأول من يوليو 2008 بدء تنفيذ خطة التطوير، إلا أن قرار الرئيس السابق بإنشاء حلوان وتفتيت المنطقة الجنوبية للقاهرة كان على حساب هؤلاء، وتوقفت المنحة لإلغاء منصب نائب المحافظ الذى كان يتولى المشروع، ويجب الآن على وزارة التعاون الدولى إعادة طرح الموضوع.