صرح الموفد الأممي رومانو برودي - رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق - إن الهجوم العسكري الفرنسي علي المتمردين الإسلاميين في مالي قابله ترحيب كبير من جانب الدول الكبري في الأممالمتحدة. وأضاف إن هذا التدخل العسكري الفرنسي أحدث توافقا في مجلس الأمن الدولي كان يصعب التوصل إليه في هذه الأيام. مؤكدا أنه لم يكن ممكنا ترك هذه المنطقة كي تصبح حامية للإرهابيين. وأشار إلي إن كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة التي كانت في ليبيا - إبان الثورة ضد نظام القذافي - انتهي بها المطاف إلي مالي. هذا وأدانت حركة طالبان التدخل العسكري الفرنسي محذرة من أنه سيؤدي إلي عواقب كارثية. من ناحيتها. تعتزم فرنسا تعزيز قواتها في مالي لمواجهة زحف الإسلاميين إلي جنوب البلاد بنحو 2500 جندي إضافي خلال الأيام القادمة وفقا لما اعلنه وزير الدفاع الفرنسي جان ريف مشيرا إلي أن نجو 750 جنديا فرنسيا فقط متواجدون حاليا في مالي. ومن المفترض أن تكون قد وصلت صباح أمس إلي وحدة عسكرية مكونة من 40 دبابة فرنسية من كوت ديفوار إلي العاصمة باماكو. وسط توقعات بنشر قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في مالي أسبوعا كاملا. وتعتزم دول بينها النيجر وبوركينا فاسو والسنغال ونيجيريا وبنين دعم مالي بقوات قتالية قوامها حوالي 3300 جندي للتصدي للمتمردين. وفي شأن ذات صلة. أثار قرار السماح للطائرات الحربية الفرنسية بعبور المجال الجوي للجزائر جدلا متزايدا في البلاد رغم أن ثماني دول افريقية أخري. بينها تونس وليبيا والمغرب اتخذت إجراء مماثلا. وصرح مصدر أمني رفيع المستوي بأن موافقة الجزائر علي السماح للطيران الحربي الفرنسي بالتحليق فوق مناطق محددة من الصحراء جاء طبقا لاتفاقية عسكرية لمكافحة الإرهاب. فيما اعتبر الترخيص للطائرات الفرنسية خرقا لقرار مشترك لوزارتي الدفاع والخارجية صدر في ابريل الماضي يحدد شروط تحليق طائرات الدول الأجنبية وهبوطها فوق الجزائر. ويلزم القرار الدولة الأجنبية مالكة الطائرة بمبدأ المعاملة بالمثل لطائرات للجزائر. ومنع التزود بالوقود جوا وتحليق الطائرات الحربية إلا بصفة مؤقتة. وذكرت مصادر أمنية رفيعة أن العمليات العسكرية الفرنسية في مالي تستفيد من دعم لوجيستي وتسهيلات عسكرية كبيرة قدمتها 8 دول هي تونس وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتشاد وبوركينافاسو وكوت ديفوار. كما أعلنت الجزائر أنها ستغلق الحدود مع مالي مع توسع نطاق العمليات العسكرية. وكان رئيس وزراء مالي قد وصل أمس الأول الجزائر في زيارة تزامنت مع انطلاق العمليات العسكرية شمال مالي. وفي سياق متصل. أكد وزير الدفاع النمساوي نوربرت درابوش أمس الذي حذرت بلاده رعاياها من عدم السفر إلي مالي عن عدم مشاركة قوات تابعة لجيش بلاده في بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بتدريب قوات الجيش المالي.. مرجعا السبب إلي مشاركة وحدات من الجيش النمساوي في العديد من المهام الدولية التي تشرف عليها الأممالمتحدة. يذكر أن الطيران الفرنسي الحربي يواصل شن غارات جوية علي قواعد المقاتلين الإسلاميين في مالي وسط مخاوف غربية من التورط في صراع طويل الأمد وتفاوت واضح في مواقف الدول الأوروبية من القصف الفرنسي عقب مواجهة مقاومة قوية غير متوقعة حيث أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عدم مشاركة ألمانيا في التدخل العسكري. وحول الأحداث أكد وزير خارجية مالي تيمان كوليبالي سقوط نحو 100 من عناصر المتمردين الإسلاميين في بلاده منذ بدء التدخل العسكري الفرنسي الجمعة الماضي. وأضاف أنه حال استمرار النزاع فإنه لا يستبعد طلب حكومة باماكو المساعدات من دول أخري كأمريكا. كما أشار إلي حاجة بلاده إلي ¢مؤتمر للمانحين¢ لتقديم المساعدات. معتبرا الهدف من التدخل العسكري ليس فقط إجبار المتمردين علي التراجع ولكن اعتقالهم. ولم يحدد اطارا زمنيا لانتهاء العمليات.