مدونة مشاغبة تخضع للتحقيق حالياً أثارت جدلاً بحدوتة انتشرت. بطلها وزير الخارجية. ومكانها فندق فاخر. والحساب تدفعه الدولة. وفيها أيضاً سيدة! لا تأخذكم الظنون. فالوقائع جرت في "تونس" كشفتها المدونة "ألفة الرياحي" ونفاها الوزير "رفيق عبدالسلام". وإن أشيع أنه سوف يستقيل ويستريح.. وغضب "الغنوشي" زعيم حزب النهضة الحاكم وهدد في خطبة الجمعة كل من ينشر شائعات دون دليل بثمانين جلدة. أليست تلك العقوبة الشرعية في الإسلام؟!! قال المواطنون: طبعاً مهو الوزير زوج "سمية" بنت الزعيم.. يقولون عنه إن "راشد" معجب "بالغنوشي" ويعارضه سراً.. راشد يتكلم بلطف والغنوشي يرفع العصا الغليظة. ضبط الوزير يبيت في "الشيراتون" القريب من الوزارة. وحساب الليلة الواحدة مائة وخمسة وستون يورو. وهو ما يساوي ثلاثمائة وثلاثين ديناراً تونسياً. وألفاً وثلاثمائة جنيه مصري. غير أنه للحق عندما استضاف الوزير السيدة المجهولة. دفع حسابها من جيبه الخاص. أما إقامته فعلي حساب الوزارة. قال بيان وقور لوزارة الخارجية: إن جميع نفقات الوزير تمت وفقاً للضوابط والإجراءات المحاسبية! تذكرت حركات الوزراء بقصة رواها لي من كان طرفاً فيها وقد وقعت أحداثها أكثر من مرة في العاصمة الفرنسية باريس.. يزورها الوزير المصري ومعه أسرته. يدفع حسابها ولكن كل الطلبات حتي الشاي والقهوة تقيد علي حسابه. يدفعها المكتب الذي يمثله في باريس.. كيف؟!.. يمليه الوزير فك الله أسره مصروفات لقاءات لم تتم مع إعلاميين فرنسيين. وحفلات تقام لهم. والشيء لزوم الشيء. حتي تتم تسوية الحساب. أما الوزير المصري الثاني الذي خلفه شفاه الله فقد كان يفعل نفس الشيء. وفي نهاية رحلة "ديزني لاند" والمشتريات يودع رجاله في باريس بمنتهي الحماس وتعظيم سلام. متشكرين يا جماعة! الفواتير واحدة. ولكن في الحالة الثانية يحتار المسئول عن المكتب كيف يسدد الخانات؟! امتد الاتهام في تونس من إهدار المال العام إلي الخيانة الزوجية والسيدة المجهولة في ضيافة الوزير بالفندق الكبير القريب. وقضي معها أياماً. في البداية كان رد الفعل هو الصمت. ثم النفي. ثم الاعتراف مع التوضيح بأنها بنت خالة معاليه جاءت لزيارته من حيث تقيم في أقصي جنوب البلاد. اضطرت لأن تبيت في "الشيراتون". وهي سيدة محافظة متزوجة لها طفلتان. تحرك وزير العدل ومعه النيابة لأن الحكومة تري أن ما جاء في المدونة وعلي شبكات الإنترنت هدفه التشويه السياسي لأول ثورة ربيع في العالم العربي. وتحركت مجموعة ال "25 محامياً" التي تتابع قضايا الفساد تدافع عن "ألفة الرياحي" وتتساءل أيضاً عن مصير مليون دولار حولتها وزارة التجارة الصينية لتمويل المؤتمر العربي الصيني الذي عقد في تونس مايو الماضي.. واكتشفوا أن المبلغ لم يدخل خزينة الدولة. وإنما لحساب وزارة الخارجية في أحد البنوك. تذكرت قصة قديمة حدثت في مصر عندما زارتها السيدة الجميلة "ماتيلدا ماركوس" زوجة رئيس الفلبين وقتها.. وكانت تتوهم أنها سليلة جميلة جميلات الفراعنة "نفرتاري" فطلبت زيارة مقبرتها في البر الغربي لمدينة "الأقصر".. كانت المقبرة في حالة لا تسر. وحزنت السيدة "ماتيلدا" وعرضت مليون دولار لإصلاحها وترميمها ودفعتها.. ثم لا شيء. أصبحت مهمة كل سفير فيلبيني لمصر أن يسأل عن مصير المليون دولار ويلح في السؤال دون جواب.. مما جعل كثيرين يربطون الأمر بالفساد. ويتوجهون بالاتهام إلي وزير الثقافة وقتها الضابط الروائي "يوسف السباعي". ولم يكن ذلك صحيحاً. وإنما رأي الوزير أن الحي أبقي من الميت. والموظفين يحتاجون لتسوية حالات. وإعادة نظر في المرتبات. ضاعت بسببها الدولارات. سقط الرئيس في الفلبين وذهب إلي أمريكا ومات هناك. ولم يعد لأرملته نفوذ علي السفراء. والذين أصابهم اليأس من كثرة السؤال. وتلقي نفس الجواب. إن شاء الله. مع أن ماتيلدا مازالت تعمل بنشاط في مجال السياسة لتصبح عضواً بالبرلمان. مضت سنوات وأصلحت مصر مقبرة "نفرتاري" ربما بما أكثر من المليون دولار. نعود إلي تونس. حيث أذاعت وكالة الأنباء التونسية وهي رسمية. أن السيولة غير متوفرة مما يهدد سداد أجور الموظفين والعاملين في الحكومة.. غير أن وزير المالية التونسي قال: نحن ملتزمون وقادرون علي دفع الأجور. وسوف نعوض العجز بالأموال المصادرة. فأملاك الرئيس السابق "زين العابدين" وأسرته وحدها تصل إلي ستمائة مليون دولار.. كما يأتي لتعزيز للخزانة من البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية.. هكذا بدا متفائلاً.. بينما يسأل المواطنون: طيب والشهر الجاي؟!! في مصر طمأننا وزير المالية السابق قبل التعديل "ممتاز السعيد" بأن المرتبات سوف تصرف هذا الشهر في موعدها. وآمن رئيس الوزراء علي كلامه.. ويسأل المواطنون.. طيب والشهر الجاي؟!! بصراحة طمأنة الناس في مصر وتونس بأنهم سوف يقبضون مرتباتهم أول الشهر. تثير المخاوف. أصدر الرئيس الطبيب التونسي. والكاتب السياسي "منصف المرزوقي" كتاباً جديداً بعنوان "الإنسان الحرام" يعيد فيه قراءة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويري أن الوضع المأساوي الراهن ليس نتيجة قضاء وقدر. وإنما نتيجة مسئوليات لم يتم الاضطلاع بها.. وكان آخر كُتب المرزوقي "هل نحن أهلاً للديمقراطية"؟!!