البرامج الساخرة التي ظهرت أخيرا علي شاشات الفضائيات في الفترة الأخيرة خاصة في اعقاب ثورة 25 يناير وكان اخرها برنامج "البرنامج" الذي يقدمه جراح القلب باسم يوسف أثارت ردود افعال واسعة خاصة في صفحات الفيس بوك وردود افعال اخري ظهرت عبر القنوات الدينية لدرجة ان أحد شيوخ هذه الفضائيات طالب باسم يوسف بارتداء النقاب لأنه أجمل من ليلي علوي بالإضافة إلي ردود افعال اخري تمثلت في اقامة دعاوي قضائية وتهديدات تنوعت ما بين القتل والضرب والسجن لسنوات وكان لابد ل "الجمهورية" أن تفتح الملف: وعن هذه البرامج يقول المنتج اسماعيل كتكت لم تعد الساحة مغلقة واصبح كل شيء قابلاً للنقد خاصة ان كل ما يعرض علي الشاشات التليفزيونية اصبح فيه تضارب في الأقوال والافعال وحقيقة الأمر ان اليوتيوب هو المخزن المملتيء بمواد تستحق ان تعرض علي المشاهد وان تكون مادة للسخرية في ظل تضارب للأقوال والأفعال لمن يظهرون علي هذه الشاشات. ويضيف كتكت تابعت عددا كبيرا من البرامج الساخرة خاصة في تونس ولبنان حيث توجد برامج بشكل يختلف عما يقدمه باسم يوسف حيث تعرض دمي تجسد شخصيات سياسية مثل رئيس وزراء لبنان وفي تونس شخصيات سياسية مثل الرئيس التونسي منصف المرزوقي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بل إن هناك برنامج "اللوجيك" السياسي الذي كان يعرض علي احدي القنوات التونسية بسبب ضغط من الحكومة التونسية علي القناة. ويضيف كتكت وفي مصر قرأت ان أحد المحامين أقام دعوي قضائية ضد باسم يوسف يتهمه بإهانة الرئيس المصري محمد مرسي وباسم يقلد جون ستيوارث مقدم برنامج the daily show ذي الشعبية الكبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأشار كتكت إلي أن السخرية المصرية كانت موجودة بشكل سري بل ان الشعب المصري بطبيعته شعب ساخر وان السخرية من الأوضاع السائدة في مصر كانت في عهد الرؤساء الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك وخرجت للشاشات بعد ثورة 25 يناير عندما أصبح الإعلام يتمتع بحرية أكثر ورجل الشارع أصبح يستطيع أن يقول ما كان يكتمه في الماضي. تقول الفنانة صابرين رغم انني اشاهد برامج ساخرة متعددة عبر الفضائيات إلا انني دائما أقف أمام كل ما يعرض بتحفظ خاصة انني أري ان ما اشهده يعزز إلي الانقسام في الشارع المصري.. لأننا اصبحنا في مكلمة لا يجب أن نصبر هكذا واصبحنا في حرب كلامية بين قنوات دينية يجب ان يصدر عنها ما ينفع الناس وردود من قنوات أخري بل وصل الأمر إلي خناقة وليس اعلاما ساخرا.. فباسم يسخر وآخرون يردون عليه وأنا في رأيي هذه ليست مصر كما ان هذه البرامج جعلت المشاهد لا يصدق ان ما يصدر من الشيوخ يكون بهذا الشكل.. ورغم انني انظر إلي البرامج الساخرة من وجهة نظر فنية ولكن اسأل نفسي ما موقفها علي رجل الشارع العادي في أرجاء مصر؟ وهذا سؤال يحتاج من يجيب عنه. وتشير الإعلامية ماجدة القاضي من الطبيعي أن تحتل البرامج الساخرة المرتبة الأولي لدي دول الربيع العربي وفي مصر بشكل خاص لأسباب عديدة اهمها ان البرامج هذه جاءت بعد ثورة ومقدرة الإنسان المصري والعربي ان يعبر عن رأيه بكل الاشكال ورأينا علي الساحة المظاهرات والاعتصامات وأصبح كل مسئول ليس بمنأي عن توجيه اللوم له والمطالبة بالحقوق واصبح الصوت عالياً.. اضف إلي ذلك ان الشعب المصري اعجب بهذه البرامج وحققت لديه الرغبة في نقد الأوضاع السائدة علي الساحة وهذا ما جعل باسم يوسف يحقق شهرة كبيرة خلال فترة قصيرة وان باسم يوسف لم يختر شكلا جديدا علي مصر بل اختار اقدم سلاح ابتكره المصريون انفسهم في مواجهة أوضاع مرفوضة أو اضطهاد وظلم أو استبداد حكام منذ عصر الفراعنة والمعابد والرسومات تؤكد ما اقول.. خاصة ان هذا السلاح لا يمكن مصادرته. كما ان الشعب المصري ذو طبيعة خاصة فإذا لم يجد ما يسخر منه يسخر من نفسه ومن الآخر حتي لو كان هذا في السر أو في الجلسات علي المقاهي والآن اصبحت السخرية مجالها الإعلام ولابد أن ندرك مصادرة هذه الآراء مرفوض فأنا لا اصدق ان تصدر فتوي من الازهر بتحريم مشاهدة برنامج البرامج اداء برنامج آخر رغم ان هذا الأمر نفاه الازهر الا ان هناك من يروج لهذه الفتوي. يقول الاعلامي اسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون النقد الاعلامي له وظائف متعددة واهداف وفلسفة وجميع القنوات سواء كانت ارضية أو فضائية له فلسفة ورؤية في كل ما تقدمه علي شاشاتها كما ان النقد الإعلامي هو ضمير الشعوب وصوتها وحتي يؤدي الاعلام النقدي وظائفه لابد ان يعلم الناس من خلال ضمير اعلامي حقيقية الاحداث من خلال تثقيف وتنوير والترويج الراقي وليس المسف وتقديم خدمات تعليمية وليس التعليم بمفهومه الواسع وتقديم مهارات وثقافات وتعديل الاتجاهات إلي اتجاهات صحيحة تبرز حقائق ينطلق منها النقد كما لابد أن يكون النقد حيادي وموضوعي وأنا ضد السخرية بمعناها ودلالتها التي نعلمها جميعا ولكن مع النقد الذي له دلالة ومحتوي تثقيفي ولكن السخرية المبنية علي أسس حقيقية شيء نرفضه. واضاف الششتاوي نحن في التليفزيون المصري أصبح لدينا ساحة لتقديم محتوي اعلامي جديد ولهذا بدأنا في تقديم.. برامج نقدية منها كشف حساب للوزراء ومجال النقد مفتوح لكل ما يصدر عن وزراء مصر.. ولكن لا نسخر من أحد لأن هذا هو تليفزيون الشعب. ويقول الدكتور ضياء الدين هاشم استاذ الإعلام بإحدي الجامعات المصرية يقول نحن في عصر السماوات المفتوحة ولو تجولنا عبر الفضائيات العربية والأوروبية سنجد ان هناك اشكالا متنوعة من البرامج الساخرة التي تنقد الأوضاع السائدة علي الساحة كما ان اشكال البرامج الساخرة علي الشاشات العربية ما هي إلا تقليد لبرامج علي الشاشات الأوروبية والأمريكية ونلحظ ان اشهر البرامج الموجودة علي الساحة العربية هو برنامج "البرنامج" لباسم يوسف هو صورة بشكل عربي لأحد البرامج الأمريكية ولكن المشكلة ليست في البرامج الساخرة ولكن في تقبلنا لها وفي رأي كل فرد من شعب مصر هل هو مع هذه البرامج أو ضدها فحن نجد ان هناك طائفة تمثل المعارضة لهذه البرامج والفتنة الكبيرة مع هذا البرنامج. وهذا لأن طبيعة الإنسان المصري ساخر ويريد ان ينتقد ويسخر من كل شيء.. خاصة ان الظروف المحيطة مهيأة لهذه السخرية من أوضاع سياسية واقتصادية وثقافية وتصريحات لكل من يحب أن يصرح وكلام من هنا وهناك خاصة ونحن في عصر الإنترنت مفجر الثورة والتقدم التكنولوجي الراصد لكل ما يقال وهذا هو اساس هذه البرنامج الرصد لكل ما يعرض أو يقال.. ونحن نعيش هذا العصر الآن وأظن ان هذه البرامج ستحقق أعلي نسبة مشاهدة.