توقفنا عند نقطتي الرفض والقبول ووصل بعضنا إلي نقطة الوصف والتحليل لكننا في معظم الأحوال لم نصل إلي جو الحركة الايجابية واقتراح الحلول. بدت قضية اللغة العربية كأنها مسألة هامشية أو ثانوية وهي في واقع لأمر اساسية بل مصيرية خاصة في المرحلة الحالية ولعل الحوارات الدائرة علي الساحة بعد الثورة توضح اختلاف الرؤي والمفاهيم وكأننا لسنا ابناء حضارة واحدة ونتكلم لغة واحدة. ولتكن البداية أن نسارع بانتاج المزيد من الأفلام الكرتونية الناطقة بالفصحي حتي تستقيم ألسنة الأجيال الجديدة ويعرفون قواعد اللغة العربية بطريقة عملية من خلال مواد يحبونها ويتابعونها بشغف واهتمام وقد حققت بعض التجارب في هذا الاتجاه نجاحا مدهشا وواسعا بعد عرض بعض الأفلام التي تم انتاجها في بعض الدول العربية. سمعنا ورأينا أطفالا دون السادسة يتحدثون اللغة العربية بلسان فصيح. أدهش الكبار ونجحت هذه الأفلام في تحقيق ما عجزت عنه الفصول الدراسية ويصادف هذا العام 2013م ذكري مرور 110 أعوام علي قصيدة حافظ ابراهيم الشهيرة "اللغة العربية تتحدث عن نفسها" أو ترثي حالها نشرت سنة 1903 ومن أشهر أبياتها التي طالما رددناها: أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي ويسوق الدليل علي مجد اللغة العربية وشرفها وعزها ومبعث فخرها لأنها لغة القرآن الكريم فيقول علي لسانها: وسعت كتاب الله لفظا وغاية ûوما ضقت عن آي به وعظام ûفكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات. ويحذر شاعر النيل أبناء العربية من سوء العاقبة إذا ضاعت لغتهم أو اغتربت علي ألسنتهم فيقول: فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي ويضرب المثل لهم فيقول: أري لرجال الغرب عزا ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات ويسخر حافظ ابراهيم ويتألم من الحال التي وصلت إليها اللغة العربية والألفاظ الغريبة التي دخلتها فيشبهها بثوب أكل عليه الزمان وشرب فيقول ûفجاءت كثوب ضم سبعين رقعةû مشكلة الألوان مختلفات ولو عاش الشاعر في زماننا لارتفع العدد في هذا البيت إلي ألف رقعة وزيادة. وقد صادف يوم 18 ديسمبر الماضي 2012 مناسبة اليوم العالي للاحتفال باللغة العربية ومعه اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كلغة اساسية من لغات المنظمة الدولية ووكالاتها المتخصصة صدر القرار خلال الدورة 28 ديسمبر 1973 برقم 3190 واللغات الاساسية للأمم المتحدة هي الانجليزية والفرنسية والروسية والصينية والاسبانية واضيفت إليها العربية. ومن قبل وفي 4 ديسمبر 1956 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة علي ترجمة وثائق المنظمة الدولية إلي العربية بقرارها رقم 878 خلال دورتها التاسعة. أعود واذكر بضرورة انتاج المزيد من افلام الكرتون الناطقة بالعربية الفصحي لعلها تنتشر بجهد الأساتذة الصغار.