الائنتقادات والشائعات حول الجهاز المصرفي أخشي أن تكون مبرمجة لاضعاف الجهاز المصرفي بصورة أو بأخري واستقالة أو إقالة محافظ البنك المركزي المصري لا يمكن أن تحدث كل هذا اللغط ففي منتصف الثمانينيات كانت هناك هجمة شرسة علي البنوك بسبب انخفاض سعر الفائدة التي تقدمها مما أدي إلي ظهور ما يسمي بشركات توظيف الأموال التي ساهمت في تدمير الاقتصاد المصري وتخريب العوائد بعد أن هرول إليها أصحاب المدخرات وهجروا البنوك وهذه الشركات وبكل أسف اتخذت شعارات انها تطبق الاقتصاد الاسلامي ولم يكن هذا صحيحا بأي حال. والتجارب والوقائع وما جري من هذه الشركات وبعدها والحصاد المر لها يؤكد ان هذه الشركات لم تكن لها علاقة بالعمل الاقتصادي أو الاقتصاد الإسلامي وقد لجأت هذه الشركات في ذلك الوقت إلي الاستعانة ببعض الدعاة والمشايخ مما أدي إلي الهرولة إليها واستحوذت علي المدخرات وتأثرت الايداعات بالبنوك وانهالت علي هذه الشركات وكانت النتيجة مؤلمة فهذه الشركات لم تضمن الودائع ولم تقدم حتي أصلها أو عوائدها وان كانت قد لجأت إلي تقديم كشوف البركة لبعض الذين قدموا لها تسهيلات واخشي ان تكون الهجمة الشرسة التي تنطلق علي البنوك الآن وفي هذا التوقيت مقدمة لظهور مثل هذه الشركات أو شركات مماثلة لها. هذه كارثة حقيقية وتلاعب وأخطار تهدد النظام المصرفي لحساب بعض المغرضين ومن يرغبون في خطف المدخرات من البنوك والموافقة علي الصكوك الإسلامية أمر لا غبار عليه.. ولكن لا يجوز أن تكون هذه الصكوك مقدمة للإجهاز علي النظام المصرفي المستقر حاليا فهذه المحاولات هي دخول في المحظور ولعب وتلاعب ولا يجوز المغامرة بالجهاز المصرفي في الاطاحة به والجهاز المصرفي المستقر وله تعاملات خارجية وداخلية يجب أن يبقي وتتم المحافظة عليه والغزل الذي يلجأ إليه البعض للتحول نحو أنظمة اقتصادية أخري هو أمر غاية في هذه الخطورة. فلا أحد يعارض الصكوك الإسلامية أو وجود فروع للبنوك الإسلامية أو افتتاح فروع جديدة وهذه يجب أن تكون متاحة لمن يرغب ولكن لا يجوز هدم الجهاز المصرفي كله تحت دعاوي أو مسميات لا تحقق الصالح العام.. ان اللعب في الساحة المصرفية والشائعات والتسريبات حول الودائع وغيرها في ظل هذه الظروف يجب أن يتوقف هناك مصلحة عليا للمجتمع وهناك مراكز مالية وتعاقدات وارتباطات مصرفية داخلية وخارجية ولا يجوز بأي حال استمرار هذه الهجمة علي الجهاز المصرفي. نعم هناك اخطاء وتراكمات وفساد ولكن علاج كل هذا لن يتم بالقضاء علي الجهاز المصرفي نفسه ولكن بالمحافظة عليه واصلاحه فهو أقصد الجهاز المصرفي أهم مؤسسات الدولة المالية والنقدية والاقتصادية ايضا ولا يجب السقوط في مصيدة المهاترات التي تضر بالبنوك ودورها في تمويل المشروعات واستثمار المدخرات لصالح اصحابها وبنوك مصر رغم كل ما يجري لنا وحولنا قوية وقادرة علي الاستمرار واداء مسئوليتها. وعلي كل من يحاولون الاضرار بها أو المساس بدورها أو المحاولات المغرضة للقضاء عليها التوقف لأن هذا تخريب ودمار ولا أحد يريده لمصر.. البنوك بخير والودائع آمنة والشائعات والتسريبات سواء كانت بحسن نية أو سوء نية يجب ان تتوقف لأنها لا تريد خيرا للبنوك ولا مصر ولا شعبها. كلمات لها معني: عندما اكتشف انني اتخذت قرارا سيئا أتوقف واتخذ قرارا آخر. هنري ترومان الرئيس الأمريكي 33