في ظل الفوضي والاستهتار تحولت المناطق الأثرية إلي مقالب للقمامة ومخلفات الردم بعد أن تناست الوزارات المعنية دورها في حمايتها وصيانتها بالرغم من قطع السياح العرب والأجانب آلاف الأميال لمشاهدة تاريخ مصر القديم والحديث لكنهم يفاجأون بالواقع المرير وكأنها مؤامرة للقضاء علي تاريخنا والدليل علي ذلك ما يحدث بسور مجري العيون.. فقد أقامت وزارة البيئة بالتعاون مع الآثار والثقافة والسياحة ومحافظة القاهرة سوراً حديدياً حول مجري العيون تكلف 3 ملايين جنيه كحل مؤقت بعد إزالة تلال القمامة ومخلفات المباني المتراكمة لحين تنفيذ المشروع الكبير لتطوير السور ليكون مزاراً سياحياً مهماً في قلب القاهرة. ورغم اعتراض جهاز التنسيق الحضاري علي السور إلا أنه لانعدام الرقابة تحول المكان إلي مخزن العربات الكارو وصالون حلاقة للخيول علاوة علي سرقة أجزاء كبيرة من السور. في البداية يستنكر سيد محمد موظف ما يقوم به أصحاب عربات الكارو وبعض أهالي المنطقة مؤكداً أنهم فهموا الثورة خطأ ولا تعني الحرية أبداً اتلاف السور بحجة أنها منطقتهم وهم أحرار بما يفعلونه فيها. يشاركه الرأي محمد لطفي موظف لا يوجد حساب الآن الكل انشغل بالسياسة من يفهم فيها ومن لا يفهم وكأنها مباراة كرة قدم. يقول خالد عبدالغفار موظف إن حل المشكلة تكمن في عودة هيبة الدولة فالناس هنا اعتادت علي استغلال أي مساحة لصالحهم بغض النظر عما يسبب ذلك من تلوث أو إهدار لتراث الشعب ككل المهم هو نفسه فقط ونحن لا نقدر علي أصحاب الكارو لما لهم من قوة وسيطرة في المنطقة. يؤكد وائل محمد حسين صاحب مكتبة كنا نعاني من صعوبة المرور في الشارع من كثرة القاء مخلفات المباني في عرض الطريق والحمد لله تم انشاء السور الحديدي الذي يرحمنا من تلك التلال إلا أن بعض أهالي المنطقة وأصحاب المدابغ استغلوا هذا السور أسوأ استغلال فحولوه لإسطبل لخيولهم وموقف لعرباتهم. يضيف عاطف عبدالعاطي حارس يجب وضع حراسة علي السور لتجنب ما نراه من تعد عليه والحمد لله منعنا بعض اللصوص من سرقة السور الحديدي ومنذ أيام قاموا بربط عربة به لتحريكه إلا أن الأهالي تجمعوا وفر اللصوص إلا أن المحاولات تتكرر ولا نستطيع أن نحمي السور طوال الوقت فيجب أن تمارس الدولة اختصاصاتها في حماية ما أنفقته علي الترميم ولا تتركه للسارقين. ويؤكد عبدالجواد عويس: نحن في مشاكل ليل نهار مع أصحاب الكارو فهم يعيثون فساداً في المنطقة وينطلقون بعرباتهم دون حساب وتحدث مشاجرات يومياً معهم إلا أن الغلبة تكون لهم لكثرتهم فهم استغلوا السور لركن عرباتهم والحلاقة لخيولهم وتنظيفهم مما زاد من تلوث المكان بروث الخيول وطعامه