بعض الناس أصبحوا ملكيين أكثر من الملك.. يتصرفون تصرفات تحسب علي الرئيس وتأتي بنتائج كارثية يرفضها الشارع. ولا يرضي عنها الرئيس الذي يحاول أن يكون محايدا ورئيسا لكل المصريين ويبتعد بنفسه عن القرارات التي يتخذها حزب الحرية والعدالة أو جماعة الاخوان أو غيرها من الجماعات المحسوبة علي التيار الاسلامي. لا أتصور ان الرئيس الذي أصبح رئيسا لكل المصريين كان راضيا عن القرار الذي اتخذه الصقور في مكتب الارشاد بخروج الاخوان إلي قصر الاتحادية لارتكاب هذه المذبحة التي راح ضحيتها عشرة شهداء وسالت واختلطت فيها دماء المصريين مؤيد ومعارض للرئيس أو للإعلان الدستوري أو لمسودة الدستور. لا أتخيل ان الرئيس الذي أصبح رئيسا لكل المصريين يرضي بحصار الاخوان المسلمين لمبني المحكمة الدستورية وارهاب القضاة ومنعهم من دخول المبني الذي أدي فيه الرئيس قسم المسئولية وأقسم أمام رئيسها بأن يحترم الدستور والقانون. ولا أظن ان الرئيس محمد مرسي الذي أصبح رئيسا لكل المصريين يرضي عما تفعله جماعة تنسب نفسها للتيار الاسلامي وتتبع مرشح الرئاسة السابق الشيخ حازم ابواسماعيل أمام مدينة الانتاج الاعلامي وترهب العاملين فيها وتهدد مقدمي البرامج التي استضافت الرئيس والشيخ حازم أثناء حملة الانتخابات الرئاسية وأتاحت لهما عرض برامجهما الانتخابية ومنحتهما الفرصة ليتعرف المصريين عليها عن قرب حتي أصبح الدكتور محمد مرسي رئيسا وصار للشيخ حازم ابواسماعيل اتباع بالآلاف. ولا أعتقد ان الرئيس راضي عن هجوم هؤلاء الاتباع علي مقر حزب الوفد والتيار الشعبي ومحاولة حرقه واغتيال الصحفيين الذين بداخله لمجرد انهم أعلنوا رفضهم لمشروع الدستور الجديد. أقول لهؤلاء الذين يحاولون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك: دعوا الرئيس يثبت للمصريين مؤيدين ومعارضين ومسلمين وأقباطاً انه رئيسهم وليس رئيسكم انتم فقط. دعوا الرئيس يمارس سلطاته. وصدقوا أنفسكم انكم أصبحتم في الحكم وان الحكم مسئولية وليس ترفا واستعلاء واستقواء وان حكم الدولة يختلف عن حكم الجماعة. اعلموا ان الرئيس يملك الآن أدوات الحكم وفي يده السلطات التي تمكنه من فرض القانون علي الجميع وتغنيه عن حشد الميليشيات في الشارع وان قدرته وحكمته علي اقناع الشعب بقراراته أهم وأفضل ألف مرة من حشد الميليشيات في الشارع وهي فقط القادرة علي إنجاح تنفيذ هذه القرارات دون الحاجة للهتاف له في الميادين. أخيرا أقول للرئيس انه قد حان الوقت لتقول انت كلمتك حتي يسكت من حولك ولتعطي وقتا أكثر للجوعي الذين مازالوا يبحثون عن طعامهم في صناديق القمامة.