كشف د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن لقاءه مع د.محمد مرسي رئيس الجمهورية مساء أمس الأول استمر نحو 60 دقيقة بناء علي دعوة من الرئاسة رافضاً إعلان اسم الشخصية التي اتصلت به وإن كان ألمح إلي ربما يكون رئيس الجمهورية نفسه الذي وجه له الدعوة خاصة في ظل العلاقة الجيدة التي تجمعهما معاً منذ أسسا معاً التحالف الديمقراطي من أجل مصر قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وأكد البدوي في تصريحات خاصة ل"الجمهورية" أنه وافق علي اللقاء حرصاً علي المصلحة الوطنية وتجنب إدخال البلاد في دوامة من العنف تكون فيها مصر الخاسر الوحيد في ظل ما يحاك ضدها من الحلف الصهيوأمريكي وانطلاقاً من مسئولية الوفد التاريخية باعتباره حزب الوطنية المصرية مؤكداً أن الرئيس استمع إلي رؤيته التي أكد لها فيها أن الوفد يتمسك بكافة مواقف جبهة الإنقاذ الوطني وقراراتها فيما يتعلق بالدستور والاستفتاء عليه بداية من إسقاط الإعلان الدستوري وتأجيل الاستفتاء علي الدستور المقرر إجراؤه منتصف ديسمبر الجاري بما يفتح الباب لحوار وطني وصولاً إلي دستور يكون محلاً للتوافق الوطني العام ويزيل حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد. ورفض البدوي الحديث عما إذا كان لقاءه فشل أم لا واكتفي بالقول "لقد نقلت رؤيتي الصادقة للرئيس من أجل مصلحة الوطن لكن لم أخرج بنتيجة واضحة لذا أكدت تمسك الوفد بثوابت جبهة الإنقاذ الوطني والكرة الآن في ملعب الرئيس". وكشف مصدر مطلع ل"الجمهورية" أن البدوي قال للرئيس: "إن مصر اليوم تمر بأزمة خطيرة للغاية. ويكفي أننا لم نبدأ بعد في بناء مصر الجديدة. التي نادت بها الثورة. والتي تقوم علي الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية". مضيفاً: "كل ما يشغلنا الآن هو الصراع علي السلطة من خلال الإعلان الدستوري الذي صدر بدون أي سند قانوني وتمرير دستور لا يحظي بتوافق وطني". كما طالبه بضرورة أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين وليس رئيساً لفصيل سياسي واحد. مشدداً علي أن الاتهامات التي يوجهها بعض أنصار الرئيس لقيادات جبهة الإنقاذ الوطني بالخيانة والتآمر لا تليق وتزيد الاحتقان وحذره من استخدام نفس أسلوب مبارك في مواجهة المعارضة وأن الحوار البناء من أجل الوطن هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. وأن البدوي أكد للرئيس أن التراجع عن قراره من أجل الوطن ليس عيباً مشيراً إلي أنه تراجع عن قرار رفع الأسعار خلال ساعات بعدما عرف خطورة ذلك ورحب الشعب بقراره بالتراجع لأن الشعب لا يريد إلا مصلحة الوطن وذكره بقوله "يا سيادة الرئيس أقول لك إن الرجوع للحق فضيلة وعليك أن تعترف أنك رئيس للجميع وليس لفصيل واحد". وحذر البدوي من الاستمرار في التصعيد وإقصاء القضاة وإرهاب الإعلاميين من جانب مؤيدي الرئيس لأن ذلك سيؤدي إلي حرب أهلية وعلي الرئيس أن يرفض تلك الممارسات التي لا تعطي انطباعاً جيداً حول إدارته للبلاد وفي المقابل أكد الرئيس أنه حريص علي مصلحة الوطن وأنه سيتم بحث رؤيته. ولفت البدوي انه تلقي مكالمة الساعة التاسعة مساء الاثنين للقاء الرئيس الساعة العاشرة ولبيت الدعوة دون تردد من منطلق حرصي علي ايجاد مخرج للأزمة التي تشهدها البلاد ويقينا مني ان هذا اللقاء هو لقاء الفرصة الأخيرة للتأكيد علي مطالب جبهة الانقاذ الوطني لتصحيح مسار التحول الديمقراطي وحقنا للدماء إلا انني لم أجد الاستجابة المأمولة للمطالب التي طرحتها والدعوة إلي حوار وطني للوصول لمشروع دستور يكون محل توافق عام ويزيل حالة الاحتراب والاحتقان التي تعيشها مصر واتصلت عقب اللقاء بكل من الدكتور محمد البرادعي والدكتور محمد أبوالغار والسيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسي والدكتور أحمد سعيد لإحاطتهم علما بتفاصيل ما دار خلال اللقاء.