دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيستر فيله الي الحوار بين الإسلاميين والقوي المعارضة في مصر في أعقاب الاشتباكات التي شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة. مؤكدا أنه علي الطرفين أن يعملا علي التوصل لحل سياسي لتجاوز هذا الخلاف. عبر الوزير الألماني عن استيائه وذهوله جراء التطورات الأخيرة في مصر وقال ان عملية إقرار الدستور تهدف في الأصل الي توحيد صفوف المصريين ولكنها تؤدي بشكل متزايد الي انقسام اجتماعي وسياسي. لم تخل جريدة أو محطة تليفزيونية أو إذاعية من التعليقات علي أحداث العنف الدائر في الشارع المصري فقد بثت القنوات الألمانية تقارير من داخل مصر. وأضافت ان ألتراس الأهلي من هتفوا ضد مبارك هم الآن من يهتفون ضد مرسي ويواجهون العنف الإسلامي الذي توجه الي قصر الاتحادية لفض الاعتصام السلمي بالقوة وبالحجارة والعصي وبالسلاح الحي أحيانا.. وتزامن مع تلك الأحداث حرق مقار للإخوان. من جهتها أبدت كاترين أشتون المفوضة العليا للشئون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي قلقها بتطورات الأحداث في مصر والاشتباكات في محيط قصر الرئاسة. قالت اشتون في بيان أصدره الاتحاد الأوروبي بالقاهرة انها تتابع بقلق تطور الأحداث في مصر والاشتباكات التي تحدث بين المتظاهرين ودعت جميع الأطراف الي ضبط النفس والهدوء وقالت ان من الضروري جدا أن تستمر مصر في العملية الانتقالية الديمقراطية وانه تعاد الثقة في هذه العملية. أضافت أن مصر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي ولقد تجلت هذه الشراكة مؤخرا من خلال الاجتماع الأول لفريق العمل الأوروبي المصري الذي انعقد في القاهرة في نوفمبر الماضي ويعتبر هذا الاجتماع بمثابة بداية عهد جديد في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي. وفي لندن عبرت بريطانيا عن قلقها بسبب تصاعد وتيرة العنف في مصر مطالبة كافة الأطراف بضبط النفس. وقال وزير الخارجية وليام هيج في بيان رسمي: "نعبر عن قلقنا بسبب التقارير حول الاشتباكات العنيفة بعد تظاهرات سلمية في القاهرة كما أطالب كافة الأطراف بضبط النفس" أضاف ان المملكة تعبر عن التزامها بالمساعدة في عملية الانتقال السياسية في مصر وتعزيز الديمقراطية. أشار الوزير الي ان الحكومة البريطانية علي اتصال بالسلطات المصرية وزعماء المعارضة. وطالب هيج السلطات المصرية بتحقيق تطور في العملية الانتقالية وان تضم كافة الأطراف وتسمح بتبادل الآراء بشكل بناء. نشرت صحيفة الجارديان خبرا عن التطورات في مصر تحت عنوان "المصادمات تندلع في القاهرة وسط تعمق الأزمة السياسية".. أشارت فيه الي تبادل مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي القاء القنابل الحارقة والحجارة أثناء الاشتباكات التي اندلعت بين الفريقين في محيط القصر الرئاسي. ونقلت الجريدة عن زعيم المعارضة محمد البرادعي اتهامه لمؤيدي الرئيس بتعمد الاعتداء علي من وصفهم المعارضين السلميين. وقال البرادعي "نحن نحمل الرئيس محمد مرسي وحكومته المسئولية الكاملة عما يحدث من أعمال عنف في مصر" وفي السعودية دعت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها عقلاء وحكماء مصر للتوسط بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه من أجل حقن الدماء والحفاظ علي سلمية الثورة المصرية والعودة الي طاولة الحوار. قالت الصحيفة إن الشعب المصري بمختلف تياراته وأحزابه سيكون الخاسر الأكبر في حال تفاقمت حالة الاحتقان السياسي الراهنة. ورأت ان الاحتكار للحشود الجماهيرية في الساحات والشوارع ليس هو الحل الأمثل للخروج من المأزق الذي تواجهه مصر. مؤكدة ان الدفع بالأمور الي حافة الهاوية ويزيدها تعقيدا ويقطع الطريق أمام العودة الي تحكيم صوت العقل والحكمة.