جاء رد المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية علي أسئلة محرري الرئاسة خاصة اجابته المحددة بطرح مبادرة لتشكيل هيئة مصغرة من القوي السياسية التي تحظي باحترام الشارع المصري مهمتها مراجعة صياغة المواد المختلف عليها في مسودة الدستور لتعديلها ويتم وضعها في وثيقة يتم الاستفتاء عليها كحل توفيقي بعيدا عن الصدامات.. وفي إطار تأكيد نزع فتيل الاحتقان السياسي بالشرعية الدستورية ومن خلال الاحتكام للشعب لتجاوز الأزمة بالحوار والتفاهم والتوافق وتقديم تنازلات.. ومبلغ علمي انه حتي كتابة هذه السطور فإن القوي السياسية المعارضة للرئيس محمد مرسي وللإعلان الدستوري والمعروفة باسم جبهة الإنقاذ.. كانت قد عقدت مساء الأربعاء الماضي اجتماعا لبلورة رد جماعي شامل علي مبادرة الرئاسة المصرية والمقترحات التي أعلنها المستشار محمود مكي والتي ذكر أنها مبادرة شخصية ولكنها خرجت من مقر القصر الجمهوري المعروف باسم "الاتحادية". .. ومن الردود التي جاءت علي لسان الرجل القاضي والنائب عندما وجهت إحدي الزميلات الصحفيات سؤالا عن رؤيته عما إذا رفضت المعارضة هذه المبادرة..؟؟ قال مكي: لا أعتقد أن الرموز الوطنية في إشارة لقيادات المعارضة والتي خاضت الانتخابات الرئاسية في مصر لا تعمل للصالح العام وتعمل للصالح الخاص.. استبعد مكي أن ينظر هؤلاء لمصالحهم وأجندتهم الخاصة مؤكدا انحيازهم لمصر ولشعبها. أكد مكي أن الجميع سواء معارضين.. ليبراليين.. ناصريين.. تقدميين.. وفديين أو الرئاسة فإن الكل يعملون بكل تأكيد من أجل الصالح العام بعيدا عن الصالح الخاص ولتأكيد الاستقرار من خلال إرادة سياسية والاستجابة لصوت العقل ووقف نزيف الدم بين الشعب المصري. .. وفي اعتقادي أن المرحلة والمشهد السياسي الذي تمر به مصر يعد فرصة للجميع سواء الرئيس مرسي وتياره الإسلامي وحزب الحكومة الحرية والعدالة والسلفيين وأيضا كافة الأحزاب والقوي السياسية وفي مقدمتهم عمرو موسي وحمدين صباحي ود.محمد البرادعي والسيد البدوي وقضاة مصر وصحفييها والحركات السياسية والوطنية أن يثبتوا أنهم يعملون لصالح هذا الشعب وهذا البلد بهدف اجتياز الأزمة والخروج بالبلد بسلام وأمان ولصالح الأغلبية العظمي من الشعب الذين يتطلعون لحياة أفضل ولدور هام للبلد خاصة أن 80% من الشعب علي الأقل من فئاته غير معنيين بالصراع السياسي بين تلك القوي ومما يزيد الطين بلة أن هناك فئات من الشعب المصري قد تردت أحوالهم المعيشية وتأثرت بشكل كبير مع تعطلهم عن العمل من ظل الارتفاع المستمر لأسعار السلع..!! .. ويبدو أن الجانبين وبعيدا عن بعض الاشتباكات التي وقعت بين المؤيدين والمعارضين أمام الاتحادية وفي ميادين أخري وراح ضحيتها شهداء من شباب مصر الوطنيين سوف يتفقان علي إجراء الحوار لصالح مصر واتضح لي ذلك عقب تصريحات للسيد عمرو موسي أحد أهم رموز المعارضة وجبهة الإنقاذ والتي طالب فيها الرئيس مرسي بتوجيه الدعوة رسميا للرموز الوطنية المعارضة لإعلانه الدستوري.. ومن هنا فإنه وفق قراءة الأحداث والمشهد السياسي المصري فإن الجميع مؤيدين ومعارضين مطالبون بالالتفاف حول مبادرة لإنقاذ الوطن من الانقسام والخراب وإطفاء الحرائق من خلال إرادة سياسية وأن يكون الجميع علي مستوي رجالات الدولة ويعملوا جميعا من خلال تقديم التنازلات وبعيدا عن مبادئ تصفية الحسابات والانتقام وتغليب الحكمة وأكثر المطالبين بتقديم تنازلات الرئيس مرسي الذي كان من الممكن أن يطرح تلك المبادرة قبل اشتعال الموقف ووقف الحال الذي يسود مصر حاليا وليفهم الجميع أن الرئيس مرسي مطالب الآن أكثر مما سبق أن يؤكد أنه رئيس لكل المصريين والرد عملياً علي أنه لا توجد سياسة لأخونة الدولة والسيطرة علي مفاصلها وعدم تصعيد سياسة تصفية الحسابات مع القوي السياسية الوطنية وذلك قبل الخميس القادم.. وعلي الرئيس أن يخاطب الشعب ويستمع إليه وأن يستجيب لمطالب المصريين.. كل المصريين وليس فقط جماعة الإخوان المسلمين.. لابد من استجابة الرئيس مرسي لطلبات الجماهير وتجميد الإعلان الدستوري وذلك قبل ارتفاع سقف المطالب الجماهيرية خاصة بعد سقوط شهداء الاتحادية.. لأن أبسط الأمور أن تستجيب القيادة للمطالب الجماهيرية لأنها هي التي تقف مع القائد وليس جماعة أو فصيل منها.