برغم حزننا الشديد لرحيل الكابتن محمود الجوهري لاعب ومدرب منتخب مصر والنادي الأهلي ونادي الزمالك الأسبق إلا أنني احمد الله انه رحل قبل أن يشهد ما يحدث في مصر حاليا من خلافات وانشقاق بصورة لم تحدث في تاريخها من قبل.. فقد كان عاشقا لتراب مصر.. يحزن لأحزانها ويفرح لافراحها وكم كانت سعادته بالغة يوم حقق رجال القوات المسلحة الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة.. واحتفل بهذه المناسبة بطريقته الخاصة فدعا خمسين من أبرز رجال أكتوبر ضباطا وجنودا وضباط صف وأقام لهم حفل تكريم بنادي القوات المسلحة بطريق المطار "نادي الجلاء" وقدم إليهم خمسين ساعة ثمينة دفع ثمنها من جيبه. المرحوم محمود الجوهري عشت معه كثيرا وسنوا طويلة.. كنت رئيسا للقسم الرياضي وأنا شاب صغير وفي الأخبار والأهرام عملاقين الأستاذين الكبيرين عبدالمجيد نعمان ونجيب المستكاوي رحمهما الله لكنني كنت اتعامل وكأنني صحفي تحت التمرين.. أطوف بكل الأندية واتعرف علي أعضاء مجالس ادارتها وأيضا الاتحادات الرياضية والشخصيات العامة والرياضية واقتربت أكثر وأكثر من الكابتن الجوهري لدرجة انني الوحيد الذي كان يدخل حجرته كل يوم خلال بطولة كأس العالم بايطاليا 1990 واحصل منه علي الاخبار والأحاديث اليومية التي تنفرد بها الجمهورية. وهذا الأسبوع اهدتني الصديقة العزيزة الزميلة الأستاذة ثناء أبوالحمد رئيس تحرير كتاب اليوم الذي يصدر عن مؤسسة أخبار اليوم.. أهدتني احدث اصدارات الأخبار كتاب بعنوان "مذكرات الجوهري.. حكايتي مع الأهلي" كتبه الزميل زكي محمد زكي نائب رئيس مجلة آخر ساعة ورئيس القسم الرياضي. حياة محمود الجوهري كتاب مفتوح لكل قاريء في مصر والعالم العربي.. لكن الأستاذ زكي حاول قدر المستطاع إضافة بعض المعلومات التي ينفرد وحده بمعرفتها. قدمت ثناء أبوالحمد للكتاب بكلمة رقيقة قالت فيها: "برحيل الكابتن محمود الجوهري تطوي صفحة مضيئة في تاريخ الكرة العربية.. ذلك الجنرال الذي اعطي نموذجا يحتذي طوال مشوار عمره لاعبا ومدربا.. كان الانضباط والمثابرة هما سمة عمله الذي عشقه ونجح من خلاله في ان يتأهل بمنتخب مصر لنهائيات كأس العالم 1990 بعد غياب 56 عاما ثم قام بتدريب الأهلي والزمالك وحقق معهما العديد من الألقاب الافريقية والمحلية". وقدم زكي محمد زكي للكتاب قائلا: كان الجوهري طرازا فريدا من البشر وحالة استثنائية في تاريخ الرياضة المصرية والعربية. الكتاب متميز.. يقع في 155 صفحة ويضم سبعة فصول منها مشواري مع الأهلي - دموع فوق السحاب.. خلافي مع الخطيب - مؤامرة صالح سليم.. وأخيرا وداعا للأهلي! الكتاب يستحق القراءة والاقتناء وهو باكورة إنتاج الصحفية المتميزة المشاغبة ثناء أبوالحمد لها كل الدعاء بالتوفيق.