جمال الزهيري قبل أن تبدأ أحداث مباراة الذهاب بين الأهلي والترجي التونسي باستاد برج العرب.. كتبت السطر الأول لعنوان هذا المقال لأن مباراة العودة دائماً ما تكون الحاسمة حتي لو انتهت مباراة الذهاب بفوز صاحب الأرض بهدف أو هدفين أو حتي لو انتهت بهذا التعادل الصعب والعصيب الذي وقع الأهلي في »فخه«. أما السطر الثاني من عنوان هذا المقال فهو بمنتهي الوضوح انعكاس مباشر لما شاهدناه من أداء غريب للأهلي علي مدار الشوطين.. ولا يشفع للأهلي هذا الهجوم والضغط المتواصل والصريح والمفهوم والمتوتر في وقت واحد الذي أدي به الأهلي من البداية.. وفي اعتقادي أن هذه المواصفات التي اتسم بها الأداء الأحمر وخصوصاً في الشوط الأول كانت أفضل ما يتمناه الترجي ومدربه الواعي نبيل معلول لأن مواجهة الترجي لهذه المواصفات مسألة غاية في البساطة والسهولة وهذه المواجهة من فريق كبير بحجم الترجي لا تحتاج إلا للدفاع الصريح والواضح والمفهوم! ولهذا فإن النتيجة التي انتهت بها المباراة والتي تعد نظرياً في مصلحة الترجي بشكل كبير.. يمكن القول إنها تحققت بفضل »السيناريو« الذي أدي به اللاعبون التوانسة المباراة لتحقيق هدف أو غرض معين.. لا يهم كم هجمة بنوها علي صاحب الأرض ولا حجم امتلاكهم للكرة والمهم فقط الفاعلية التي تحققت لهم بهدف مبكر في بداية الشوط الثاني. وباختصار.. لعب الترجي ب»سيناريو« شاهدوه ومعد من قبل مع مدربهم نبيل معلول.. بينما لم يلعب الأهلي ب»سيناريو« موضوع من حسام البدري، وقد تكون المسألة أسهل علي الفريق الضيف من صاحب الأرض الذي يكون محكوماً بالكثير من العوامل التي تؤثر سلباً علي أداء لاعبيه. وقد يقول لي قائل: »بلاش فلسفة يا عم«.. ولكن المسألة ليس فيها فلسفة ولا يحزنون، فالسيناريو مقصود به خطة اللعب التي يضعها كلا المدربين علي أساس دراسة الفريق المنافس ومشاهدة مبارياته السابقة للتعرف علي نقاط قوته وضعفه وكيفية مواجهتها. الترجي درس وفهم وطبق فحقق ما يريد.. أما الأهلي فلم يدرس ولم يفهم ولم يطبق فلم يحقق »غرضه« الفرصة مازالت قائمة رغم ما يبدو من غيوم تلف المشهد.. بشرط أن يفعل الأهلي في تونس ما لم يفعله في ستاد برج العرب.. والأمل كبير. اعتزازي شديد بمذكرات الجوهري تلقيت باعتزاز شديد منذ أيام هذا العمل الأدبي.. الرياضي.. الرائع عن واحد من أكثر الشخصيات الرياضية التي أثرت واقعنا الكروي علي مدار سنوات ليست قصيرة سواء كان ذلك وهو لاعب أو وهو مدرب.. إنه محمود الجوهري العبقري الذي اقتربت منه بشدة وشاهدته «كيف يعمل» ويستعد لأي مباراة أو بطولة وكأنه مقبل علي خوض معركة أو انشاء برج مثلا.. كان ينظر لكل التفاصيل بنفس الاهتمام الكبير.. فكان هذا هو سر النجاح العظيم والحب الكبير والاحترام الشديد الذي حظي به «الجنرال» محمود نصير الجوهري الذي يعد سبب اعتزازي الشديد بتلقي هذا الكتاب الذي يتضمن مذكراته . أما السببان الآخران فهما أن راوي هذه المذكرات الرائعة هو زكي محمد زكي.. ولمن لا يعرفونه فهو واحد من عباقرة مؤسسة أخبار اليوم: سكرتيراً للتحرير وصحفياً موهوباً.. له قدر كبير من القدرة علي القيام بدور «الأستاذ» وقد تشرفت شخصياً بأن عملت معه في مجلة «آخر ساعة» وكان أول من نشر لي موضوعاً رياضيا ًما زلت أتذكره ولن أنسي أبداً ولم استمر طويلاً في ملحق المجلة الرياضي فانتقلت إلي «الأخبار» لأعمل مع حاتم زكريا الأخ الكبير والأستاذ طوال السنوات الطويلة الماضية تحت مظلة العملاق الراحل عبدالمجيد نعمان.. وأخيرا فقد كان مبعث اعتزازي أنني تلقيت المذكرات بإهداء من الزميلة والأخت الفاضلة ثناء أبوالحمد رئيس تحرير سلسلة «كتاب اليوم». ألا تكفي الأسباب الثلاثة التي ذكرتها.. لكي أعلن اعتزازي بهذه المذكرات؟!. .. ومترو »الشحات« لا يقف في ميدان التحرير ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فقد تلقيت بسعادة كبيرة الديوان الشعري الجميل الذي أهداه لي الزميل العزيز والصديق محمد الشحات نائب رئيس تحرير «أخبار الرياضة».. وهو شاعر قديم تفجرت لديه من جديد بعد سنوات من التوقف ينابيع الشعر مما جعل الهيئة العامة للكتاب تطالبه بالكشف عن بعض مكنوناته فخرج علينا أخيراً بديوانه الذي اختار له عنوان «المترو لا يقف في ميدان التحرير» القصائد التي تضمنها الديوان كثيرة ورائعة وتعبر عن تجارب شعرية متفاوتة.. أدعوكم لقراءتها والتذود بها.