اللمبات الموفرة التي بدأ المواطن المصري يعتاد علي استعمالها لتوفيرها للطاقة.. وطول عمرها الافتراضي امتدت لها يد التقليد هي الأخري.. انتشرت علي الأرصفة نوعيات رديئة مصنعة في مصانع بير السلم كما لا يزيد عمرها علي ساعات وبلا أي ضمان. عبدالعزيز عبدالحميد - موظف - يقول: اعتدت علي شرائها لأنها تتميز بقوة تحملها ولكن للأسف أصبحت الآن ليست بنفس الكفاءة فإضاءة اللمبة 36 وات خافتة جدا وبعد أن كانت تعمل لمدة سنة كاملة تحترق بعد 3 أسابيع فقط فضلا عن اختفاء الضمان الذي كانت تغطيه شركة الكهرباء. وتشير ندا محمد - ربة منزل - عندما ظهرت تلك اللمبات الموفرة كان الموزع الرئيسي لها شركات الكهرباء ثم بدأت المحلات ببيعها بأسعار محددة ولكن للأسف الآن أسعارها اختلفت فاللمبة 26 وات يتراوح سعرها من 8 إلي 10 جنيهات و36 وات بين 11 و18 جنيها كل محل علي حسب مزاجه ودون أي رقابة. ويضيف إبراهيم جلال.. للأسف تلك اللمبات أصبحت تباع لدي الباعة الجائلين علي أرصفة العتبة ورمسيس يفرشونها علي ترابيزات ويتم وضع مولد كهرباء ويتم تجربة اللمبة للزبون ليتأكد أنها صالحة للاستعمال ولكن المواطن لا يعرف العمر الافتراضي لهذه اللمبة والفترة المحددة لها ويكتشف ذلك بعد استعمالها بأسبوع بل أقل ومن الصعب الوصول للبائع مرة أخري. وتضيف عبير شوقي - ربة منزل - أنها تشتري اللمبات الموفرة من الرصيف نظرا لقلة سعرها ولا تجد أي فرق بل العكس فهي تباع بخمسة جنيهات مقابل 10 في المحلات. الدكتور محمد المليجي - أستاذ اللغويات - يقول: قمت بتجربة الاثناتين وللأسف لا يوجد فرق فالاثنتان رديئتان فأصبحت اشتري اللمبات الموفرة من المصانع المعروفة وذات السمعة لوجود ضمان عند شرائها لمدة 12 شهرا وإذا وجد أي عيب في اللمبة أو في الإضاءة تتم إعادتها مرة أخري. وبسؤال أحد الباعة الجائلين للمبات الموفرة بميدان الموسكي قال إنه يشتريها من بواقي المصانع والشركات الخاصة ويقوم ببيعها وتجربتها للزبون قبل الشراء وهي لا تختلف عن الموجودة بالمحلات بالعكس فهي أرخص فاللمبة قوة 26 وات تباع في المحل ب 10 جنيهات أما أنا فأبيعها ب 5 جنيهات فأصحاب المحلات يستغلون المواطن. ويوضح إمام حسن - صاحب محل بسوق الكهرباء - يوجد لدينا نوعان من اللمبات الموفرة الصيني والمصري ويوجد فرق في السعر والسوق عرض وطلب أما بالنسبة للباعة الجائلين الذين يفترشون اللمبات علي الأرصفة فجميعها لمبات متهالكة ومستعملة حيث تقوم مصانع بير السلم بجمع اللمبات القديمة وتغير الزجاجة الخارجية فقط وتباع علي أنها جديدة. ويلتقط طرف الحديث سمير كامل - تاجر جملة بسوق الكهرباء - قائلا: لا توجد مصانع مصرية لصنع اللمبات الموفرة ولكنها تستورد من الصين مفككة ويتم تجميعها في مصر فاللمبات الصيني منها الردئ ومنها الجيد وهذا يتوقف علي ضمير المستورد فأغلب المستوردين يلجأون للأرخص حتي دون الاهتمام بجودة اللمبة. ويؤكد عصام فوزي - صاحب محل للمبات - لابد من رقابة مباحث التموين وحماية المستهلك للحد من تلك الظاهرة السيئة التي أثرت علي محلاتنا فالزبون لا يهمه الجودة والرخيص يجد إقبالا أكبر. الدكتور أشرف إبراهيم - أستاذ تخدير وعناية مركزة بجامعة لندن: إنني كنت أدرس ببريطانيا وأجريت بتلك الدولة الكثير من الأبحاث العلمية علي تلك اللمبات وثبتت خطورتها علي صحة الإنسان حيث تنبعث منها غازات سامة تسبب السرطان أثناء تشغيلها والتعرض لها لفترات طويلة وفي حالة سقوطها علي الأرض وانكسارها لابد من ترك المكان لمدة 15 دقيقة وعدم كنسها تماما بالمكنسة الكهربائية حتي لا ينتشر الزئبق في المكان الذي سقطت فيه نظرا لأنها تحتوي علي غاز الزئبق وهو سام واستنشاقه يسبب صداعا وعدم اتزان ويؤثر علي الكلي والكبد كما يسبب أمراضا جلدية وحساسية في الصدر. ويضيف الدكتور صلاح الحجار - أستاذ الكيمياء والبيئة بالجامعة الأمريكية - أن وزارة الصحة المصرية أكدت في تقرير صادر لها أن جميع اللمبات النيون سواء الموفرة وغيرها عند كسرها لابد من ترك الغرفة لخطورة مادة الزئبق السامة والتي تؤثر علي الإنسان وتصيبه بالفشل الكلوي وغيرها من الأمراض ولابد من أخذ الحذر عند شرائها فالمواطن المصري ليس لديه دراية ووعي ثقافي بالمنتج قبل استخدامه ودائما تجذبه المنتجات ذات الأسعار المنخفضة دون النظر لأضرارها.