رحمتك يارب

البداية العشوائية.. نهايتها مأساوية..!!

أثناء حملته الانتخابية.. ظهر د. محمد مرسي علي إحدي الفضائيات مع محمود سعد وقال بالحرف الواحد: "هذا الشعب صاحي وواعي مسلمين ومسيحيين وعارفين أن من يأتي ولا يحترم الدستور والقانون سيثوروا ضده وأنا عاوز الشعب يثور ضدي إذا لم أحترم القانون والدستور.. ولن يبقي رئيس في حكم مصر إلا إذا كان الشعب راضي عنه".
لقد حرصت علي أن انقل الكلام الذي ذكره د. مرسي بالحرف حتي لا يزايد أحد علي ما سأقوله.. لأن هناك عدة حقائق يجب أن نتوقف أمامها كثيراً حتي نذكر من نسي.. ومن يتناسي أيضاً وما أكثرهم حالياً.
أولاً: المادة 21 من الإعلان الدستوري الصادر في مارس 2011 والذي بموجبه انتخب مرسي رئيساً للجمهورية تقول: "يحظر النص بالقوانين علي أي عمل يحصن من الأحكام القضائية".. وبناء عليه فإن ما فعله مرسي لا محل له من الإعراب وبالتالي فقد ارتكب مخالفة قانونية ودستورية وعليه فقد أقر هو في السابق بحق الشعب في الثورة ضده.
ثانياً: هل معاش الشهداء وإعادة المحاكمات تحتاج إلي إعلان دستوري؟؟ بالطبع لا إذن فنحن أمام مأزق حقيقي حتي لو سلمنا بحسن النوايا.. لأنه لا يوجد أي مبرر علي الاطلاق لوجود مثل ذلك الإعلان المخزي.. ولأن إعادة المحاكمات سيتطلب قانون شبيه بقانون سكسونيا ولكن بطريقة جديدة.
ثالثاً: لو كان رئيس الجمهورية شخصاً آخر غير محمد مرسي وأصدر مثل هذا الإعلان بنفس البنود والأسباب التي دفعته لذلك.. هل كانت جماعة الإخوان ستصمت وترحب بذلك؟
بالطبع لا والله لم ولن يصمتوا تجاه ذلك.. ولكن لأن رئيس الجمهورية منهم فيهم يرحبون بما فعله ويحشدون الناس لتأييده.. نظراً لأنهم تربوا علي سياسة السمع والطاعة بدون النظر لأي حسابات أخري.. تماماً مثل التلميذ الذي يحفظ فقط دون أن يفهم.
رابعاً: إذا قام أحد بأي مشروع تجاري فإنه يقوم بعمل دراسات جدوي مبنية علي الربح و الخسارة.. هل يا تري أقدم د. مرسي علي إجراء مثل تلك الحسابات.. وهل توقع نتائج قراراته الأخيرة؟؟
أعتقد لا.. فالمحصلة حتي الآن إزدياد الخلاف بين الشعب الذي أصبح شيعاً متناحرة.. كما أن أعدد المصابين في تزايد بالإضافة إلي الضحايا الذين لقوا مصرعهم.. وأيضاً البورصة التي انهارت وخسرت 30 مليار جنيه أول أمس في جلسة تداول واحدة.. بالإضافة إلي تعليق العمل في بعض المحاكم وبالتالي تأخير قضاء مصالح الناس.
خامساً: هل أخذ د. مرسي رأي مستشاريه؟ وهل ألقي بالاً لما قد يقال عنه في وسائل الإعلام الغربية؟؟
بالطبع لا.. لأن هناك عدداً من هؤلاء المستشارين أعلن عن تقديم استقالته.. كما أن صحيفة الجارديان البريطانية علقت علي ما فعله مرسي وقالت إن قراراته علامة علي ضعفه في مواجهة مشاكل البلاد وأن هذه القرارات أغضبت كل المصريين باستثناء مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين.
سادساً: أذكر د. مرسي ومؤيديه بأننا رفضنا الإعلان الدستوري المكمل الذي صدر من قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لأنه جعل رئيس الجمهورية بلا صلاحيات.. وبنفس ذات الطريقة.. فإننا نرفض ما فعله مرسي مؤخراً شكلاً وموضوعاً.
كلمة لابد منها:
كل بداية غير طبيعية وعشوائية..
لها نهاية منطقية ومأساوية.