المسلمون عموما والعرب علي وجه الخصوص لم يقدموا خمس ما قدمته مصر لدعم القضية الفلسطينية واغاثة الشعب الفلسطيني. في كل الازمات والمواجهات التي خاضها الفلسطينيون مع اسرائيل تجد مصر حاضرة وفاعلة ومواقفها مؤثرة حتي ولو كان نظامها السياسي متخاذلا. وتجد الشعب المصري يقدم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي والانساني ليؤكد التلاحم التاريخي بين الشعبين الشقيقين. الحقائق التاريخية تؤكد ان مصر قدمت للفلسطينيين في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك كل ما تستطيعه من دعم سياسي واقتصادي ولم تتخل الدولة المصرية عن واجبها القومي تجاه فلسطين وشعبها في أي وقت ولو كان حدث تخاذل رسمي في بعض الازمات التي مرت بها القضية فقد عوضه الدعم الشعبي المصري الذي لم يتوقف في يوم من الايام. عودوا بذاكرتكم الي الوراء وتذكروا كم سيدة مصرية بسيطة قدمت مصاغها الذي لاتمتلك غيره لمساعدة اخوانها واخواتها في غزة؟ وكم من طفل مصري قدم مصروفة البسيط لكي يوفر احتياجات اطفال فلسطين؟ وكم قافلة اغاثة شعبية توجهت الي غزة خلال السنوات الماضية وتحمل الغذاء والدواء والكساء وكل متطلبات الحياة لاخواننا في غزة؟ لا اذكر ذلك من باب المن علي إخواننا في فلسطين فما قدمناه لهم في الماضي وما سنقدمه لهم في المستقبل هو واجب علينا تفرضه تعاليم ديننا وحقوق الاخوة والجوار ولايمكن ان نتخلي عنه في يوم من الايام والا سنكون مقصرين ومتخاذلين ومتقاعسين عن اداء الواجب الديني والقومي تجاه اخوة لنا. لكن اردت التذكير بذلك بعد ان استمعت منذ ايام الي حديث فضائي مستفز من الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي الذي ينتمي الي أب فلسطيني وأم مصرية ولايري فيما قدمته مصر طوال تاريخها حسنة واحدة للقضية الفلسطينية بل يري ان الانظمة السياسية السابقة وخاصة في عهدي السادات ومبارك قد تحالفت مع العدو الصهيوني وساعدته علي العدوان علي الفلسطينيين!! الشاعر الفلسطيني الذي تحتضنه مصر وتوفر له الحرية الكاملة لانتقاد سياستها حتي في ظل النظام السابق يطالب مصر الان بالتخلص من اتفاقياتها مع اسرائيل وتقديم السلاح علنا للغزاويين لمواجهة اسرائيل ويسخر من الذين يحذرون من تهجير الغزاويين الي سيناء لان هذا هو مخطط وهدف اسرائيل ويصف المصريين الذين يتخوفون من ذلك بالخيانة للامة العربية وللفلسطينيين بل ويحرض عليهم الفلسطينيين . هذا الشطط السياسي والفكري الذي يسيطر علي بعض الفلسطينيين وتنامي مشاعرهم العدائية تجاه مصر وشعبها لن يصرف المصريين علي المستوي الرسمي والشعبي عن القيام بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية وعن مناصرة اخونهم في غزة وتقديم كل اشكال الدعم لهم والاهم من الدعم المادي هو الاعتصار الما وحزنا علي مايحدث يوميا لاطفال ونساء وشيوخ غزة في عدوان اثم تقوم به اسرائيل الان في ظل نظام مصري جديد لايخفي التعاطف مع غزة ومساندتها ويعلن رئيس الجمهورية علنا امام العالم ان مصر لن تترك غزة تواجه هذا العدوان وحدها. اسلوب خلط الاوراق الذي يجيده بعض الفلسطينيين لن يثنينا عن دعم اخواننا في غزة سياسيا واقتصاديا وهم يواجهون ابشع صور البلطجة الدولية فالشعب المصري لن يتأثر بسفاهة بعض الفلسطينيين وتطاولهم علي مصر وتبجحهم مع الدولة التي تفتح ابوابها لهم وتحتضنهم وتتبني قضيتهم في كل وقت. لقد اتهم البرغوثي النظام المصري السابق في احاديث فضائية بمساعدة اسرائيل وتهيئة المناخ لها للعدوان علي غزة وعليه ان يبحث الان عن شماعة جديدة يعلق عليها اسباب عدوان اسرائيل علي غزة هذه الايام فقد مات عمر سليمان ودخل مبارك السجن وهما في نظره من كانا يساعدان اسرائيل علي العدوان علي غزة وخنقها!! ستظل مصر تقدم للقضية الفلسطينية كل ما تستطيع من دعم سياسي واقتصادي وانساني.. لن يتأثر المصريون بشطط وشذوذ بعض الفلسطينيين فقدر مصر ان تعطي لاخوانها العرب وان تتلقي الطعنات من الجاحدين والعاقين منهم. قدر مصر وهي كبيرة العائلة العربية ان تتحمل شطط ومراهقة الصغار وتحاول ان تعيدهم الي صوابهم.. لن تتعامل مصر مع القضية الفلسطينية بوجهين ولابسياسات غامضة وملتوية كما تفعل العديد من الدول العربية التي يهاجم بعض مسئوليها الدولة الصهيونية ثم يقدمون لها الدعم في الخفاء. يعلم الفلسطينيون جيدا ان بعض الدول العربية تدعمهم اعلاميا في العلن وتدعم اسرائيل اقتصاديا في العلن والخفاء.. ومع ذلك لا يتطاول النشطاء الفلسطينيون عليها لانها تقدم لهم العطايا في الخفاء.. اما مصر فهي "الحيطة الواطية" لهم يهاجمونها ويبتزونها ويتطاولون عليها ثم يجدون منها كل الدعم والمناصرة. لم يتطاول الناشطون الفلسطينيون علي دولة قطر الشقيقة كما يتطاولون علي مصر رغم أنهم يعلمون جيدا ان قطر تصدر لاسرائيل الغاز وترتبط معها بعلاقات تعاون اقتصادية واسعة وواضحة. ما يقدمه المصريون لاخوانهم في غزة لاينتظرون من ورائه شهادات تقدير من المتحدثين باسم الفلسطينيين. لكن في الوقت نفسه ينبغي ان يصمت هؤلاء عن ترديد سفاهات ضد مصر وقياداتها وشعبها واعلامها.. ينبغي ان يصمت هؤلاء حتي تظل مشاعر الاخوة والتعاطف والمناصرة تحرك المصريين وتدفعهم الي التضحية بأرواحهم وبكل كما يمتلكون من مال من أجل انقاذ اخوانهم في غزة.