الملفت في ردود الفعل علي العدوان الصهيوني علي غزة ان الذين يحملون راية الجهاد في ابار النفط الفضائية اختفوا في ظروف غامضة ولم نسمع لهم حساً ولا خبراً كانوا يخرجون علينا ويصرحون يوميا بضرورة الجهاد في ليبيا بل وأفتوا بقتل القذافي ويفعلون نفس الامر مع سوريا ونفس الفتوي مع الرئيس بشار الاسد ولم يفتوا بقتل الصهاينة أو المتصهينين ولكن عندما شن الكيان الصهيوني عدوانه علي غزة دخلوا الجحور واصيبت حناجرهم بالسكتة. وهناك من هتف "علي القدس رايحين شهداء بالملايين" ومن قال ان القدس ستكون عاصمة دولة الخلافة الاسلامية ومع ذلك اختفي ولم نسمع انه نزل الي ميدان التحرير ليعيد حتي ترديد هتافه مرة اخري. اين هم الان هؤلاء المجاهدون بالضجيج والجعجعة من خلال ابار النفط الاعلامية الذين كانوا يقصفوننا يوميا بوابل من الفتاوي؟ اذا كانوا لايعرفون الطريق الي القدس او غزة او أي مدينة في فلسطين هناك الف من يدلهم لكن فلسطين ليست بوصلتهم الان لانهم يوجهونها الي حيث يكون المال والتمويل يتجه بمئات الملايين من الدولارات الي جماعات الارهاب والعنف في سوريا. لماذا لم يطالبوا بالجهاد في فلسطين ودعوة المريدين الي القدسوغزة ورام الله ولماذا دعوهم الي الذهاب الي ليبيا وسوريا ولماذا لم يذهبوا هم ولماذا يدعون الي قتل اشقاء مسلمين يتحدثون العربية في دول عربية شقيقة ليسوا صهاينة ولايتحدثون العبرية ولهم صلة ارحام ببعضنا بينما تصاب السنتهم بالشلل عندما تحين لحظة الجهاد الحقيقية وقد حانت مع العدوان الصهيوني علي غزة. تفجير الوضع في غزة اختبار عملي وحقيقي لمعرفة المدي الذي يمكن ان يصل اليه رد الفعل العربي وبخاصة المصري بعد ما جري من ثورات ووصول تيار الاسلام السياسي الي سدة الحكم. الوضع في القطاع ظل هادئا وصامتا منذ عدوان ديسمبر 2008 ولم يكن هناك تصعيد يستدعي الرد نظرا للالتزام المطلق من جانب حماس باتفاقات التهدئة ولم تخرقها ولم تسمح للفصائل الاخري بخرقها. العدوان كان مبيتا ولم تكن احداث سيناء ببعيدة عن التمهيد له والعدو انتظر اللحظة المناسبة وقد حانت ولم يضيعها لقياس رد الفعل ومعرفة حجم ونوعية الصواريخ المهربة للقطاع من ليبيا. الردود العربية ليست كافية ولا ترقي الي طموحات الشعب العربي الذي ثار علي بعض انظمة الخنوع والتبعية والاستبداد ولم يكن هناك ردود من اقطار مراهقة سياسيا اندفعت الي تمويل وتسليح الجماعات المسلحة في ليبيا ثم تفعل نفس الشئ مع سوريا الان وهؤلاء اسود علي الاشقاء فئران مع الاعداء وهذه كارثة وفضيحة. لن نستطيع ان نواجه الكيان الصهيوني الا بالوحدة وبالقوة الاقتصادية والعسكرية والتقدم التكنولوجي واكثر من تحد واجهنا ولم نتعلم وهذه مصيبتنا وها هي الفرصة لعل وعسي.