اكثر من 20 الفا من قبائل مطروح وليبيا توافدوا علي قرية الظافر بسيدي براني لحضور الصلح التاريخي بين القبيلتين مصرية وليبية امتد الي 39 عاما من الخصام والهجرة وقد حضر الصلح اللواء احمد الهياتمي محافظ مطروح واللواء امين عز الدين مدير امن مطروح واللواء اركان حرب محمد المصري قائد المنطقة الغربية العسكرية والشيخ ياسر برهامي عضو الدعوة السلفية. كانت قد قامت منذ عام 1973 معركة بين عائلة الكمباظ بيت السمين واحدي عائلات قبائل القطعان الليبية وبين عائلة الحنانة التابعة لقبيلة المحافيظ التي تنتمي لقبائل السننة... قتل فيها المدعو ناصف عبد الحميد الكمباظ المرحوم موسي رجب مصطفي من قبيلة المحافيظ.. وقد هاجرت عائلة الكمباظ من مصر الي ليبيا ولم يحضر اي احد منهم لمصر حتي تاريخه خوفا من الثأر. مع مرور الزمن وقد مضي اكثر من 39 عاما علي هذه الواقعة كبر فيها ابناء القاتل والقتيل وقد تجمع بعض شيوخ قبيلة القطعان لبحث امكانية هذه الخصومة الثأرية بين العائلتين وعرضوا الموضوع علي الشيخ راجي عمران المنفي بسيدي براني الذي قام بدوره بتشكيل لجنة حكماء القبائل وتم عرض الموضوع علي قبيلة المحافظ وعلي رأسهم العمدة بشير عبد الكريم ابو العرويه طلب العمدة مهلة للتشاور مع اولي الدم وقد تم عرض الامر علي الابن الاكبر للمرحوم موسي رجب مصطفي وهو فؤاد الابن الوحيد للمرحوم الذي اعلن تسامحه لوجه الله سبحانه وتعالي دون اخذ اي دية شرعية او نية بالأخذ بالثأر من ابناء قاتل والده. وقد عقدت قبيلة السننة القبيلة الام للمحافيظ اجتماعا للتشاور فيما بينهم وقد اخذوا قرارا حاسما بعد موافقة ولي الدم بأن يكون السماح وعدم قبول الدية او الاخذ بالثأر عن قوة من منطلق الايمان بالله وان حظي جميع القبائل بمطروح حظو تلك القبيلة في التسامح فيما بينهم. *الجمهورية*كانت هناك في الخيمة البدوية الكبيرة التي اقامها اعضاء لجنة الصلح وبمشاركة جميع القبائل بمطروح ولاول مرة بعد مرور 39 عاما عاد افراد عائلة الكمباظ لمكان اقامتهم بعد هجرة طويلة وقد حضر مع افراد العائلة شيوخ من القبائل الليبية وهم شيوخ وعواقل قبيلة المنفة والعبيدات وحبون والبراعصه والحاسة والعواقير وهم من اكبر القبائل الليبية تضامنا مع قبيلة القطعان الليبية حيث تمتد هذه القبيلة بين مصر وليبيا فنصفها في مصر والنصف الآخر في ليبيا وقد حضر اللقاء الجماهيري جميع عمد ومشايخ وعواقيل ووممثلي القبائل المصرية وممثلي الاحزاب السياسية والمحافظة اللواء احمد الهياتمي واللواء اركان حرب محمد المصري قائد المنطقة الغربية العسكرية واللواء امين عز الدين مدير امن مطروح. وقد نحرت اكثر من 15 عجلا بهذه المناسبة حيث جلس ابناء القاتل والمقتول علي قصعة ارز باللحم معا وقد انتهت بينهم الضغينة وسارت بينهم المحبة والاخوه والعيش والملح كما كانت في السابق. وقد اكد اللواء احمد الهياتمي محافظ مطروح في كلمته ان هذا الحدث تاريخي للصلح بين ابناء الوطن الواحد والدين الواحد ولم يحدث من قبل في تاريخ القبائل البدوية في محافظة مطروح ان يتم الصلح بالتسامح بدون الاخذ بالثأر ومن موقع هذا ادعوكم يا اهل مطروح ان تنبذوا الخلافات وان نجعل دائما للعقل سبيلا فالمشاكل لا تحل بالدم وانما بالعقل والحوار لنستمع لكبرائنا وعقلائنا. كما اكد اللواء مدير امن مطروح في كلمته نحن نجتمع اليوم في جو مملوء بالمحبة والاخاء تسوده روح الاسرة الواحدة من اجل تحقيق رسالة سامية وهي الامن لنا جميعا من اجل اقرار الصلح بين قبيلة المحافيظ وقبيلة السمين. والقي الشيخ سالم كريم راقي كلمة الوفد الليبي مؤكدا ان الشعبين المصري والليبي نسيج واحد وقد ظهر ذلك جليا عند قيام ثورة 25يناير في مصر ومساندة الشعب الليبي لها كما ساعد الشعب المصري اشقاءه الليبيين في ثورتهم في 17 فبراير. واكد ولي الدم الشيخ ابو بكر المحفوظي اننا تنازلنا بصدر رحب وسامحنا في كل شيئ ولا نريد الدية.